العملية السياسية في ملخص ماهيتها إنها عمل لوحدة البلد شعباّ وارضاّ بكل الادوات والاماكنيات المتاحة , وخدمة لكل الفئات والمكونات بحقوق توزع بالعدالة والمساواة , من خلال الخطوات الفعلية التي تثبت صدقية الحرص في العملية السياسية , والخطوات الجادة لبناء المؤوسسات وافعال ترتكز على افكار المجتمع مجتمعة التي تترجم الى اعمال تنطلق من الحوار الصادق الشفاف بحسن النوايا والادراك لعقد المراحل وخطورتها واتباع اقصر الطرق واقلها ضرراّ , شعب عاشت الويلات والحروب ودفع ثمنها باهضاّ واصبح يتنفس ويقضم السياسة ويعرف التحليل للمواقف , كل الاطراف السياسية سعت بطريقة واخرى للعمل بلغة الشعارات الانشائية التناغمة مع مشاعر المواطن والمتاجرة بهمومه لجذبه الى جانبها , ليفرض ذلك فرضيات للحلول بما يتناسب مع ايدلوجيات ساسة لا يعرفون قدر المواطن وجعله يعيش حالة من الخوف والتهديد والاقدار المتشأمة لحياته وكأنه خلق مبتلى بفعل افعال طائشة للحفاظ على مغانم على حساب وحدة العراق والحلول اصبحت افتراضية لرغابتهم واليوم بعد كل تلك الازمات المتوالدة اصبح التقسيم احد الحلول التي تطرح اليوم من تصرفات انفعالية ارتجالية ولم تقوم على اساس احترام المواطنة والمؤوسسة والوطنية والدستور , عراق اسس لنظام فدرالي لا يراد له تطبيقها بشكلها ومنظورها الاداري وتقاسم الصلاحيات وجعل البلاد اكثر تعاوناّ وانسجاماّ وتسابقاّ على الانجازات بين المحافظات ,يراد منها التحول الى فدرالية متقاتلة على مناطق لا تزال متنازع عليها وكل جهة تريد ان تسيطر على مدينة وتقسمها الى اقلية واغلبية ومتقاتلة ايضاّ , الدستور ضمن حقوق الجميع بالمساواة والعدالة وضمن التظاهر والمطالب وانصاف المظلومين وأوجب على الساسة الوقوف والتفتيش على كل زلل وخلل وزعل , الاستهانة بالمواطنة والانتماء لوطن جعل من بعض الاطراف تحاول ان تنصب نفسها كنخبة مختارة لا بديل عنها مستعدة لتقديم البلاد ضحية لتلك الافتراضات الواهمة والتي جعلت منها جهات تسعى لزج الشارع في مستنقع الطائفية قابلها جهات خلقت خنادق للطائفية ليضيع الطرفان المواطنة وحقوق المواطن والانتماء واضعاف الدولة وجعل المواطن يدفع ضرائب الافعال التي تنم عن سوء النوايا التي هتكت سيادة البلاد , القوى السياسية مطلوب منها بالخروج من قوقعة الاحتماء بالشعارات والنشاءات والخطابات والمزايدات والتحول الى مصارحة المواطن وتشخيص الاخطاء والاعتراف بها , والشعب نتيجة هذا الكم الهائل من المشاكل اصبح يدرك تلك الألاعيب التي تحاول استنزافة واضعافه لجعله تابعاّ خاضعاّ خانعاّ , وان التقسيم ليس قدر يفرض على الشعب ويرضى به وهو شعب لا يزال يعيش جراح حروب سابقة لم تشفى ولم ينصف ضحاياها لحد الأن وقضاياهم تحت رفوف المصالح المتاجرة بالدماء وان الأسود بلغ زباها سيول الأنانية السياسية ودمائها لا تقبل التنازل والمساوة والمتجارة لحساب البقاء في مرتع الخيرات ,