في حملة اعتداءات هي الاولى التي يشهدها العراق فقد شهدت العاصمة العراقية اليوم هجمات منسقة لمجموعات بين افرادها رجال دين ضد مقرات اربع صحف حيث قاموا ن بطعن صحافيين واحراق سيارات فيما دعت نقابة الصحافيين العراقيين الجهات الامنية الى توفير الحماية اللازمة للمؤسسات الاعلامية.
وقد طالبت نقابة الصحافيين العراقيين السلطات بتأمين الحماية اللازمة للمؤسسات الصحافية مشددة على ضرورة تكثيف القوات الامنية لجهودها لكشف حوادث الاعتداءات التي تعرضت لها اربعة مقرات لصحف محلية والجهات التي تقف وراءها وتدفع بهذا الاتجاه “لاستهداف الاقلام الشريفة والكلمة الصادقة وتكميم الافواه” .وشددت النقابة في بيان صحافي الليلة على “ان استهداف الصحافيين ومؤسساتهم هو محاولة لفرض لغة الغاب على نهج الحوار والديمقراطية”.
وحذرت النقابة من ان تكرار استهداف الصحافيين ومؤسساتهم يؤكد ان هناك جهات مازالت تجهل الدور الذي يضطلع به الاعلام في خدمة البناء واعادة اعمار العراق وتحاول فرض لغة الغاب على نهج الحوار والديمقراطية”.
ومن جانبه حمل مرصد الحريات الصحافية العراقي القوى الامنية مسؤولية هذه الاعتداءات لعدم توفيرها الحماية اللازمة للحف والصحافيين.
وقد هاجمت مجموعات بينها رجال دين على امتداد ساعات اليوم الاثنين مقرات اربعة صحف محلية حيث اقتحم مجهولون مساء اليوم مقر صحيفة “الدستور” بمنطقة الكرادة وقاموا بطعن أربعة من العاملين فيها بالسكاكين . وتم نقل المصابين إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج فيما سرق المسلحون سجل أسماء منتسبي الصحيفة.
واضافة الى ذلك فقد اقتحمت مجموعة مسلحة مبنى صحيفة البرلمان وسط بغداد وعبثت بمحتوياتها.
إلى ذلك اقتحمت مجموعة مسلحة مقر صحيفة “الناس” بمنطقة الكرادة أيضا وعبثت بمحتوياته وقال رئيس تحرير الصحيفة ان مجاميع من اتباع المرجع الديني السيد الحسني الصرخي قد طوقوا مقر الصحيفة وحاولوا اقتحامه لولا تدخل رجال الامن المرابطين في المنطقة .
وقال رئيس تحرير الجريدة الدكتور حميد عبدالله ان منتسبي الجريدة فوجئوا صباح اليوم الاثنين بمجاميع يقودهم عدد من رجال الدين وهم يحاصرون مبنى الجريدة ويهتفون “الموت للعملاء” محاولين اقتحام مبنى الجريدة لكن تدخل رجال الامن حال دون ذلك . وكانت جريدة الناس قد نشرت تقريرا على صفحتها الاولى امس الاحد تضمن معلومات عن انتقال السيد الحسني الصرخي مع ثلاثة آلاف من اتباعه الى مدينة كربلاء واقامته في حي سيف سعيد واشارت الى ان اتباع الصرخي قد امنوا طوقا من الحمايات حول المقر وسيجوه بالكتل الكونكريتية بمساعدة جهات حكومية.
واوضح رئيس التحرير ان التقرير لم يتضمن اية اساءة للصرخي انما كان مجرد معلومات مؤكدة حصلت عليها الصحيفة من مصادرها الخاصة ونشرتها في سياق العمل المهني بعيدا عن الانحياز او التشهير او التجريح. وناشد الحكومة العراقية توفير غطاء من الحماية والامان لوسائل الاعلام “ممن يتعاملون باساليب البلطجة والتلويح بهراوات التهديد ضد حرية الراي والتعبير التي كفلها الدستور والتي دفع الشعب العراقي انهارا من الدم لتحقيقها والدفاع عنه”. واعتبر سلوكيات اتباع الصرخي اعتداء صارخ على حرمة الصحافة مؤكدا ان صحيفته كانت على اتم الاستعداد لنشر اي رد او توضيح او بيان تتلقاه من اتباع الصرخي من غير الحاجة الى اساليب التهديد والوعيد “التي لن تثني فرسان الكلمة عن قول كلمة الحق مهما كان الثمن المترتب عليها” بحسب قوله.
والليلة ايضا اقتحم مسلحون مجهولون مبنى صحيفة “المستقبل العراقي” وسط بغداد واحرقوا إحدى سياراتها. ونقلت وكالة “السومرية نيوز” عن مصدر امني قوله ان هذه الصحيفة هي الرابعة التي تقتحم اليوم من قبل مسلحين ويتم الاعتداء على صحافييها وممتلكاتها.
وكانت نقابة الصحافيين العراقيين اعلنت اواخر العام الماضي عن مقتل 5 صحافيين، كضحايا لأعمال العنف المسلح في العراق خلال عام 2012، ليرتفع عدد الضحايا من الصحافيين خلال الأعوام التسعة الماضية إلى 373 قتيلا، فيما سجلت 16 حادث اعتداء على الصحافيين خلال العام ذاته.
وذكر تقرير أعدته النقابة أن عام 2012 يعد امتدادا للأعوام التي سبقته في مجال استهداف الصحافيين بالقتل والإعتداء والمنع من مزاولة المهنة رغم ما يحظى به العمل الصحافي من اهتمامات على مختلف الصعد الرسمية والمجتمعية والشعبية.
واشارالتقرير الى ان هذا الاستهداف يعزز الانطباع السائد بخطورة العمل الصحافي في العراق مشيرا الى ان عدم وصول الاجهزة الامنية للجناة الحقيقيين الذين يقفون وراء جرائم استهداف الصحافيين يشكل حالة من القلق النفسي لدى الصحافيين، ويعزز الانطباع السائد بخطورة العمل الصحافي في العراق الامر الذي يؤكد ان الصحافي مازال مهددا وميدان الصحافة محفوفا بالمخاطر.
وأشار التقرير إلى أن هناك جهات في حلقات الدولة وبشكل خاص في الاجهزة التنفيذية لم تدرك بعد طبيعة مهمة الصحفي وما تقتضيه مهنة العمل الصحفي من التزامات بالسماح للصحفي بحرية العمل والوصول للمعلومة دون قيود وهذا الخلل بات يشكل حاجزا يقف في وجه العمل الصحفي. كما لفتت النقابة في تقريرها إلى أنه رغم إقرار قانون حقوق الصحفيين والمصادقة عليه في 29 أغسطس من العام الماضي، إلا أن كل ذلك لم يمنع قلة ضئيلة من الذين يعملون في الزوايا المظلمة ووفق أجندات خارجية من إستهداف الصحفيين بالقتل ظنا منهم أن أسلحة الكواتم قادرة على كتم الأفواه ووضع مسارات العمل الصحفي بالإتجاه الذي يريدونه.