هناك جملة مباديء وأسس تعد سمات وخصال أساسية لكيفية إجادة فن الحوارات السياسية في القنوات التلفزيونية والاذاعية وحتى الصحفية.. يمكن إدراجها وبإيجاز على الشكل التالي:
**لاينبغي للمحاور إستخدام سؤال لضيفه يجيب عليه بـ (نعم) أو (لا) ..كونه لن يحصل من سؤاله هذا على معلومة مفيدة.
** يفضل أن يتراوح عدد كلمات السؤال ما بين 8 – 10 كلمات على أكثر تقدير ، وكل سؤال يطول ، يعني أن المحاور فشل في ايصال الرسالة المطلوبة الى الضيف أو حتى الى المتلقي.
** أفضل الأسئلة هي من تؤدي الى (إكتشاف جديد) أو (معلومة) يمكن الاستفادة منها ، وبخلافه لايعدو الحوار سوى سفسطة او تهريجا.
** بالإمكان صياغة السؤال بأكثر من طريقة ، وبأقل الكلمات ، لمعرفة مدى (صدقية) أجوبة الضيف ، وهل حقا كانت اجاباته ومتسقة ومتوافقة في مضامينها او انه ( يراوغ) لتضليل المحاور.
** أن يمتلك المحاور لغة حوار ويجيد فن توجيه الأسئلة بذكاء ، لكي يكون بمقدوره إكتشاف (معلومات) قد تكون غاية في الأهمية عما يريد الضيف التعبير عنه ضمن المقابلة التلفزيونية او الاذاعية.
** أن تكون شخصية المحاور معروفة، ولديه تاريخ مشرف في ادارة فن الحوارات، وبخاصة للشخصيات السياسية او الثقافية او الفنية التي يريد ان يشد انتباه المشاهدين او المتابعين لها، ويخرج بـ (حصيلة) من الاعجاب والمتعة و(المعلومة المفيدة) التي تشد انتباه المتابع ، ويكون حتى الضيف في أعلى درجات السعادة عندما يرى محاوره وهو يمتلك عقلية متفتحة وترتفع الى مستوى وعيه أو تفكيره.
** أحيانا يعيد المحاور السؤال نفسه على الضيف بالرغم من ان الضيف أجاب عليه قبل لحظات، وهو ما يعكس ضعفا في الاستماع الى اجوبة الضيف، ويدل على ضعف المحاور وعدم قدرته على انتزاع المعلومة المفيدة .
** ينبغي الإلمام بمعلومات واسعة عن شخصية (الضيف) وخبراته ومعارفه وتاريخه ونقاط قوته وضعفه ومهاراته ، لكي يكون بمقدور المحاور قيادة فن الحوار، ليرتقي الى مستوى الشخصية التي يحاورها ويظهر تفوقه عليها من اجل الحصول على (معلومات) في غاية الأهمية، ويعرف كيف يختار أسئلته ، وهو هدف المحاور الذكي ومن لديه القدرة العالية على ادارة فن الحوار.
** وفي كل الأحوال فأن إختيار شخصيات لديها قدرات حوارية مهم جدا ، وسمعة أية قناة او وسيلة إعلامية بقدرتها على إمتلاك محاورين على درجة عالية من البراعة والإتقان، وممن يختارون شخصيات لها وزن مرموق ويمكن (إكتشاف) أكبر قدر من (المعلومات المخبئة) وبما يشبع نهم المتتبع لحوارات مثيرة وفيها قدر عال من الاحترافية وإجادة صنعة المهنة ، واتقان فن الحوار ولغته الجميلة ، إن أريد للحوارات ان يكون لها قيمة ، وتدخل القلوب والأفئدة وتنفع قطاع كبير من المشاهدين والمتابعين.
** وقد أضاف الدكتور خالد عبد الرحمن أستاذ علم النفس الاجتماعي وزميل العمر نقطة أخرى الى النقاط التي ذكرت أعلاه رأيت من المهم إدراجها وهي كالتالي: وبرؤية علم النفس الاجتماعي…” لابد ان يتمتع المحاور أو بدعم من المعد بشيء من المعرفة عن علم لغة الجسد الذي يلعب دورا كبيرا في التعرف على حقيقة الشخصية التي يتم التحاور معها وتعكس ردود الفعل لديه وكيفية ادارته لانفعالاته تجاه مواقف وتساؤلات المحاور والتي يمكن منها وبها الوصول إلى السبق الصحفي وربما تكون(زبدة المحاورة)”.. مع أمنياتنا بالتوفيق للدكتور خالد عبد الرحمن لإسهامه معنا في توضيح اهمية الحوارات.
** قام الدكتور كامل خورشيد أستاذ الاعلام بكلية ( ميديا الشرق الاوسط ) في الاردن، وهو معاون عميد تلك الكلية بإطلاع طلبته على ماورد في النقاط اعلاه من مضامين وأسس فن ادارة الحوارات الذي عرضناه ، للأهمية التي قال انه ينبغي على كل طالب اعلام ومتخصص في فن الحوارات ان يطلع عليها..مع تقديرنا العالي لزميل العمر الدكتور كامل خورشيد.
** أما الاستاذ والخبير الاعلامي القدير ياسين العاني فقد أشار ضمن مداخلته على موضوعنا هذا بالقول : ” معلومات قيمه جدا من رجل صاحب خبرة ومحترف ، لكن أغلب مقدمي الحوارات في التلفزيون للأسف الشديد يرثى لهم ، لأنهم ليسوا بالمستوى المطلوب ، ويفتقرون الى الحرفية والثقافة ، وهنالك حالات مزعجة، فاغلب المقدمين لا يتركون المتحدث إكمال حديثه لكي تصل المعلومة كاملة الى المشاهد ، ونراهم على الفور يلحقونه بسؤال آخر ، وعليه سوف يكون الحوار بلا جدوى..تحياتي وتقديري”..شاكرين مشاركته ايانا مع خالص التقدير لكل المشاركين الآخرين من كانت لهم ملاحظات قيمة بشأن الموضوع.