لم تترك الشعوب يومآ الا وخلدت تاريخ تضحياتها وكتبت بحروف من نور اسماء تلك على وجه تاريخها وارثها لتكون منارها نحو المجد , عراق لا يزال يأن فيه نساء ثكالا وأيتام وضحايا سجون الجلادين , تحمل الضيم والقهر والعوز ولم يركن للعبودية والهوان , دكتاتورية حصدت وشردت الملايين بسياسة شمولية ابادت البلاد والعباد بالقهر والقسر والحروب العبثية , وزرع الجلاد الظلم بالتساوي , شعوب لا تزال تخلد سجون الباستيل ونصب الحرية ومفاهيمها ومن اين انطلقت وتضحياتنا تتلاشى بمرور الايام , دفعنا بمرور السنين شباب بريعان الربيع ورملت الطاهرات واطعمنا علف المواشي , شعب اريد له الخضوع ولم يخضع وادرك الحرية ليكتب حروفها بدمائه من نور ولكن ضيم الجلاد لا يزال شاخصاّ ولا تزال الدموع تتلألأ في العيون حينما يجد انه بعيد عن نيل الحقوق , وجعل الاجراءات متوقفة لسنوات بينما اجراءات تعويض البعثيين تمر مر السحاب وتطوى صفحات لهم في قتل العراقيين بالأمس واليوم ويصل تعويضهم الى 200 مليون ,و من هدم داره وتم مصادرة ممتلكاته لا يزال يبحث عن بيت من بيوت التجاوز لا يملك شبراّ من العراق , سجناء ومطاردين لا يزالون يعانون شغف العيش حتى كانوا يعتقدون ان الدستور الذي كتب بالدماء وبتحدي للبعث والقاعدة والتكفير سيكون نهاية للشمولية والاستبداد , وتقتلع جذور البعث وكل الافكار التي تهدد امن وسيادة الشعب وتعاد المظلوميات التي أقر ان يكون تعويض كل يوم سجن 50 ألف وتعويض شيء من عمر لا يعود الى الوراء وانصاف في حق العيش الا ان ازدواجية المعايير والانقلاب على المباديء اهملت كل هذا وتسارعت لتلبية مطالب البعث , سلطات يعتقد ان مبادئها انتصار للمظلوم بدأت قراراتها بالتراجع وهيئة اجتثاث البعث اصبحت باب لكسب الولاء والانتماء والاستثناءات على اساس الحزبية وكسب الصوت الانتخابي والدعم الاستثماري , تراجع كبير في المباديء وتنازل عن الحقوق حينما تلغى قرارات الاجتثاث وينتصر الارهاب والبعث على الأبرياء مرة اخرى , ليحصد ارواحهم متى ما يشاء وفي اي زمان ومكان وكيف يريد التلاعب بالوتر الطائفي وحينما يعاد اعمدة الدكتاتورية الى مفاصل مهمة من الدولة فلا يتردد في ازهاق ارواح من يعتقدهم عبيد , صرخة الأم العراقية لا تزال ترن في المسامع وجمرتها لا تنطفيء حينما اصبح البعث والتكفير ذريعة للجثوم على الصدور وعلى رقاب الضحايا تسلط سيوف الظالمين مرة اخرى ..