17 نوفمبر، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

الانتفاضة العراقية والتهم الجاهزة

الانتفاضة العراقية والتهم الجاهزة

مالذي يمنع من إلتحاق المحافظات السنية من المشارکة في التظاهرات العراقية العارمة التي تشهدها المحافظات الجنوبية والوسطى وبغداد؟ خصوصا وإن أوضاعهم ليست أفضل إطلاقا من أقرانهم بل وإنها أسوء بکثير وهم أيضا يعانون الامرين من جراء الاوضاع الوخيمة، إجابة هذا السٶال هو الخوف من أن يتم تفسير تظاهراتهم على إنها نشاطات داعشية!
التظاهرات في المحافظات الجنوبية والوسطى وبغداد، لم تنجو ولن تنجو من التهم الجاهزة المعدة بمختلف الطرق والانماط وبشکل خاص من جانب الاحزاب والفصائل التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تجد نفسها مقصودة أکثر من غيرها بهذه التظاهرات، والذي لاشك فيه إن هناك الان غرفة عمليات خاصة في طهران وفي بغداد تابعة للحرس الثوري وعملائه في العراق من أجل متابعة هذه التظاهرات وکيفية التصدي لها ومواجهتها وإمتصاص خطرها وتهديداتها.
من المثير للسخرية والتهکم، أنه وفي الوقت الذي يحذر فيه سکان المحافظات السنية من التظاهر خوفا من التهمة”الداعشية”، فإن هناك أيضا تهمة العمالة لإسرائيل للمتظاهرين في المحافظات الجنوبية والوسطى وبغداد من جانب عناصر من عملاء طهران من الاحزاب والفصائل العراقية التي تعيث في العراق فسادا منذ 15 عاما، بل وإنه من المضحك جدا أن يتم توجيه التهم للمتظاهرين بناءا على شکل الملابس والوجه وشکل اللحى والشعر وعلى أساس ذلك يتم الاستنتاج بأنهم عملاء لإسرائيل وأمريکا!
هذا النمط والاسلوب من توجيه التهم المثيرة للتقزز والتي تکشف عن خلفية سياسية بائسة ومتخلفة الى أبعد حد، هو نمط واسلوب تفکير وتحليل الاحزاب والفصائل العميلة لإيران، تماما کتفکير القادة والمسٶولين الايرانيين والتي تصل الى حد تکفير من يقف بوجه النظام وإعتباره محاربا ضد الله ومفسدا في الارض مما يستوجب قتله کما ينص حد”المحاربة” في دستور هذا النظام، ولايجب أن نستبعد أن يتم اللجوء الى هذا الاسلوب القمعي الاستبدادي والقتل تحت إسم الدين کما سرقوا ونهبوا ودمروا العراق وأفقروا شعبه تحت إسم الدين والدين الحقيقي براء منهم تماما.
تهم العمالة لإسرائيل وأمريکا وحتى الانتماء لداعش، هي نفس التهم التي يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بإستخدامها ضد معارضيه والمنتفضين بوجهه من أبناء الشعب الايراني عموما ومن المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق خصوصا، وکما إن هذه التهم تبعث على السخرية والاستهزاء من جانب الشعب الايراني فإنها ستواجه حتما بنفس الاسلوب من جانب الشعب العراقي.

أحدث المقالات