بهذا العنوان ” وبالمانشيت” العريض افتتحت معظم الصحف الرسمية الكويتية بالأمس صباحها بأرسال الأخيرة وقودا لتشغيل المحطات الكهربائية المتوقفة بعدة ثورة غضب جماهيرية ضربت العراق مؤخرا.
وكان خبرا هاما حمل بشرى سارة للعراقيين طالما كانوا يتطلعون الى هكذا موقف من دول الجوار وليس العكس وهو ايضا يحمل في طياته عدة رسائل أهمها عودة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وبغداد بشكل طبيعي وان فترة القطيعة لابد لها ان لا تدوم فهنالك روابط تاريخه واجتماعية تربط هاذين البلدين يعود تأريخها الى الزمن البعيد وان ما يجمعهم اكثر مما يفرقهم ولنترك نظرية المؤامرة جانبا بأن الكويت تعمل ذلك من اجل ميناء خور عبد الله والآبار الثلاث التي قيل ان الكويت استولت عليها ولننظر الى الموضوع من زاوية إنسانية كون ذاك مصداق لإعادة علاقات حسن الجوار وطي صفحة الماضي التي ليس لشعب العراق فيها ناقلة ولا جمل فان من تسبب بغزو الكويت آنذاك معروف وأهدافه أيضا معروفة هي الأخرى وليس من الإنصاف أن يتحملها الشعب العراقي . والحق يقال بأن دولة الكويت لم تكن يوما في موقف عداء أو مواجهة مع العراق إلا في حدود القانون فالقانون الدولي هو من أجبر العراق في أن يدفع تعويضات إلى الكويت جراء غزو النظام البائد لها وان يعترف بها كدولة ذات سيادة وتم ترسيم الحدود وفق قرارات دولية وانتهى الأمر.
وعلى الرغم من كون قرار دفع التعويضات كان باطلا وحملنا ذنبا لم نرتكبه’ لكن ليس بمقدورنا أن فعل شيء أنها قوانين دولية ! وأن الكويت تعلم ببطلان هذا القرار وتأثيره على الشعب لكنها دولة تبحث عن مصالحها ووجدت لها سبيلا ناهيك عن كون هذة القرارات دولية ملزمة. والكويت والحق يقال أيضا أنها لم تقف بوجه العراق الجديد كما وقف الآخرون رفضا لة ربما تشفيها بصدام حسين أو أنها دائما تتخذ سياسية الناي بالنفس كما في ملف سوريا واليمن والبحرين وليبيا وحتى في قضية الصراع مع قطر كونها دول مسالمة إضافة إلى كونها مستهدفة فهي الأخرى ليست من مكون واحد أنها ذات شعب هجين هي الأخرى !وفيها أيضا حركات وتنظيمات سلفية متشددة لو سمح لها بالتحرك واغظ الطرف عنها فإنها ستدمر هذا البلد الأمن وتبث روح الكراهية بين أبناء الوطن وقد يكون مصيرة إلى الهاوية لكن الحكمة السياسية لمشايخ الدولة فوتت هذة الفرصة ومن المؤمل بأن الكويت ارادة بهذا العمل الإنساني أن تعيد الثقة بين الشعبين من أجل كسب ود الشارع العراقي الناقم على حكومته التي لم تفعل لة شيئا فوقوفها مع الشعب أيضا فيه منفعة للكويت اذا ما علمنا بأن الأخيرة تبحث منذ أكثر 15 عام دون جدوى عن رفاة لشهدائها إبان غزو صدام لها وكذلك أنها لم تتعرف على مصير سجناء اقتيدوا منها إلى العراق واقتفاء أثرهم ناهيك عن ارشيف الدولة الكويتية الذي اختفى هو الآخر وان الأخيرة تطلق بين الفينة والأخرى الدعوات والرسائل إلى الحكومة لكشف مصير تلك الملفات لكن دون جدوى أيضا ولربما اليوم بمخاطبتها الشعب العراقي و وقوفها معه ومساعدته في هذة المحنة قد تشجع البعض للكشف عن هذة الملفات التي باتت هاجس الشارع الكويتي
واذا اصابة سهامها الهدف او اخطئته تبقى موقفا شجاعا في وقت عز فيه الصديق ومن باب عفا الله عما سلف أننا في الوقت ذاته نعرب عن اسفنا الشديد لأننا وصلنا إلى حالة من الشحاتة نستجدي الدول وخيراتنا من سراقها هم من يدعون أنهم أبنائنا وهم ابعد من ذلك كثيرا …