خاص: قراءة- سماح عادل
المخاوف التي تنتابنا كثيرة، خاصة مع تسارع نمط الحياة، وظهور متطلبات كثيرة على الإنسان الإيفاء بها، لذا كان لابد من التحرر من المخاوف حتى يستطيع الإنسان الاستمرار في عيش حياته بشكل طبيعي، كتاب (حرر نفسك من الخوف) للكاتب “جوزيف أوكونور” ترجمة “سهى كركي” يتمحور حول موضوع الخوف، ويركز على كيفية التخلص من هذا الشعور.
أنواع الخوف..
يؤكد الكتاب على أن الخوف نوعان مختلفان: (الخيالي والواقعي)، بالنسبة إلى الخوف الخيالي حيث يقوم المرء بابتكار أحداث لم تحصل في الواقع، إن هدف هذا الكتاب الأول هو إرشاد القراء بشكل واضح وعملي إلى كيفية التغلب على هذا القلق غير الواقعي، كما أن هناك نوعا آخر من الخوف الخيالي وهو نوع غادر يطلق عليه اسم “الخوف الاجتماعي”، إنه قلق يتأثر بالأوضاع التي يعيش فيها المرء، وتزداد حدته وتتقلص وفقا لهذه الأوضاع.
والهدف الثاني للكتاب هو شرح الجو الخانق المليء بالقلق الذي يعيق شعورنا بالراحة النفسية، ويحول دون حصولنا على النوم أو تناول الطعام، كما يقدم اقتراحات للعيش بسلام.
أما بالنسبة للخوف الحقيقي فإنه إحساس وقائي ينتج دوما عن تعرضنا لخطر ما، والهدف الثالث للكتاب هو إرشاد القراء إلى كيفية استغلال الخوف الحقيقي كوسيلة للحفاظ على الأمان.
القوانين التسعة للخوف..
1. الخوف شعور أساسي عند الإنسان والغاية منه هي حماية الأفراد.
2. يتشكل الخوف نتيجة لحدث واقعي، وللمعنى الذي يترسخ في مخيلتنا من جراء هذا الحدث.
3. أساس جميع المخاوف خشية من فقدان شخص أو شيء ذي أهمية كبيرة في حياتنا.
4. الخوف نوعان: الحقيقي والخيالي، إن الخوف الحقيقي ردة فعل طبيعية على خطر حالي، أما النوع الثاني فإنه نسج من الخيال.
5. إن الشعور بالخوف إحساس حقيقي مهما كانت مسبباته.
6. لجميع أشكال الخوف هدف ذو تأثير ايجابي.
7. يسيطر على الإنسان نوعان فطريان من الخوف، هما الخوف من الوقوع، والخوف من تخلي الآخرين عنه، أما المخاوف الأخرى فإنها تنمو في نفس الفرد نتيجة لإحدى العوامل التالية:
– مراقبة الآخرين.
– الصدمات الحياتية.
– تكرار التجربة المثيرة للخوف.
– الاطلاع على معلومات عن الخوف.
8. من الممكن أن يتسم الخوف بدرجة من المتعة في إحدى الحالات التالية:
– إن شعرنا بأن الموقف آمن.
– إن كنا واثقين بعدم وجود خطر حقيقي.
– إن كنا مدركين أنه موقف سينتهي بعد فترة معينة.
9. بوسع المرء أن يقوم بتوليد الخوف في نفسه.
الخوف صديق أم عدو..
الخوف الحقيقي عند حدوث أمر يشير إلى خطر، مما يحث الإنسان على اتخاذ خطوات لتجنب الخطر، لذلك فالخوف الحقيقي له فائدة، أما الخوف الخيالي ويتعلق عادة بما قد يحدث من أمورلا نريد وقوعها في المستقبل، الخوف الخيالي غير مفيد، باستثناء تحفيزه لنا في بعض الأحيان لاتخاذ خطوات معينة تساعدنا على تجنب الأحداث السيئة في المستقبل، لكن يتخذ هذا الخوف شكل ارتياب غير دقيق، خصوصا إن شعورنا به جاء من شيء خيالي، لسنا كاملي الإدراك له. إن الخوف الحقيقي أقوى من الخيالي ويؤثر على الإنسان وعلى راحته النفسية بشكل أكبر، ويتمتع الشعور الغريزي بالخوف بالمظاهر نفسها عند الإنسان حقيقيا كان أم خيال. وقد يشكل الخوف الحقيقي مشكلة إن أدى إلى الشعور بالضعف، عوضا عن حث الإنسان على المواجهة أو الهرب.
أنواع الخوف الخيالي..
الهلع المرضي: إنه ذعر مفاجئ من مواقف ما أو حيوان، أو مر ليس خطرا، وللهلع المرضي درجات.
الخشية: في بعض الأحيان يقلق المرء، ولا يكون هناك داع يدفعه إلى هذا الشعور، لذلك لا يستطيع الإنسان تفسير حالته المتمثلة بخوف غير متصل بموقف أو إنسان.
القلق: الشعور بالقلق مماثل للخشية فهما يتسببان في اضطراب المرء نفسيا، إلا أن القلق يكون أقل حدة من الخشية، ويتسم القلق بصفة التكرار.
المخاوف الاجتماعية: هي عامة ومصدرها المجتمع من الأحداث التي نشهدها كل يوم.
اكتساب الخوف والتخلص منه..
إننا لا نتعلم الخوف الحقيقي، والخوف الخيالي هو ما نكتسبه، لذلك فبوسعنا التخلص من الأخير. يولد الإنسان وفي نفسه القدرة على الشعور بالخوف من ثلاثة أمور هي: الوقوع، هجر الآخرين، والأصوات العالية والمفاجئة، تلك هي مشاعر الخوف الوحيدة الفطرية لدى الإنسان، يحس الطفل بها دون أن يفكر أننا نكتسب الشعور بالخوف من أشياء كثيرة في حياتنا.
كيف يكتسب المرء المخاوف الخيالية..
– مراقبة الآخرين.
– الصدمات الحياتية.
– تكرار التجربة المثيرة للخوف.
– الاطلاع على معلومات عن الخوف.
التخلص من الخوف..
يتحرر المرء من الخوف عند التخلص من الخوف الخيالي، إن الخوف يعود إلينا في الحاضر بعد التجارب الماضية، بسبب التفاصيل الحسية التي نختبرها مجددا، قد تكون هذه التفاصيل سمعية أو بصرية أو حسية وتؤدي إلى ردة فعل لا تعتمد على العقلانية.
الخوف عادة..
التفاصيل الحسية تولد العادات، فكروا في الخوف كعادة تستطيعون التخلص منها، إن أي شيء نكتسبه من الماضي ونقوم به في الحاضر دون تفكير مسبق، هو أمر يشكل عادة، والخوف نوع من العادات.
إدراك التفاصيل الحسية التي تؤدي إلى الخوف..
عليكم إدراك التفاصيل الحسية التي تؤدي إلى الخوف، للتخلص من الخوف الذي تولده هذه التفاصيل الحسية، على الإنسان إدراك وجودها، والتحكم فيها، من خلال تطبيق استراتيجيات ذهنية تحول دون الشعور بالخوف. والخطوة الثانية الاعتماد على التفاصيل الحسية كأساس للمشاعر الايجابية التي تحارب الخوف.
تمرين لتحرير النفس من الخوف..
الانتقال من الخوف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة:
– اعترفوا بخوفكم ولا تحاولوا نكرانه.
– قوموا بخطوات معينة لتهدئة النفس، استرخوا وحاولوا التنفس بشكل أقل سرعة، استمعوا إلى موسيقى هادئة، أو الجئوا إلى أساليب الهاء أخرى، والخوف والقلق يمنعان الإنسان من التفكير بوضوح.
– تذكروا أن ما تخافون منه لم يحصل حتى الآن، وهو مجرد احتمال تتخيلونه، إنه خوف ستسخرون منه في المستقبل عند التفكير فيه.
– تذكروا تجارب مخيفة توصلتم بعدها إلى ما تريدونه، ما الذي قد تتعلمونه من هذه التجارب من تفاصيل قد تساعدكم في التجربة الحالية؟.
– حاولوا تحديد ما الذي يولد الخوف الخيالي؟، ما الصور التي ترونها؟، كيف شكلها؟ ما الأصوات التي تسمعونها؟، ما طبيعة هذه الأصوات؟.
– عند إدراككم لكيفية تخيلكم للخوف حاولوا التخلص من الصور والأصوات، وكأنكم تتوقفون عن مشاهدة برنامج تليفزيوني لا تحبونه.
– فكروا فيما ترغبون في حدوثه، فليكن واضحا ومحددا قدر الإمكان.
– ضعوا مخططا واضحا فيه الخطوات التي قد توصلكم إلى النتيجة المرجوة وقوموا بتنفيذ هذه الخطوات.
– الجئوا إلى التمرين الذهني، فكروا فيما تريدون حصوله لا في ما تخافون من حدوثه.
التخريب الذاتي..
الخوف من الفشل والرغبة في النجاح أمران مختلفان، عندما يرغب الإنسان في النجاح يركز على هدفه، ويقوم بكل ما بوسعه للوصول إليه، يستغل جميع موارده ويرسم خطة واضحة، ويتابع مجرى الأمور وتطورها، إما ينجح أو يفشل، أما الخوف من الفشل هو عكس ذلك، لا يقدر المرء عندها التركيز على الهدف، بل يصب اهتمامه على عدم الفشل، التفكير السلبي هو كالايجابي في ذهننا، لذلك عندما يفكر المرء بعدم الفشل فان الموضوع هو الفشل، عندها يبدأ المرء في تخريب ذاته. ما الذي تستطيعون القيام به للتخلص من الخوف من الفشل؟، عليكم التركيز على ما تريدونه عندما تقومون بذلك، بحيث لا يصبح بوسعكم التفكير في أي شيء آخر .
قوانين للشعور بالأمان..
1. انتبهوا إلى الخوف الحقيقي.
2. كلما زادت ثقتكم بمواردكم شعرتم بحاجة أكبر إلى الأمان.
3. خذوا الظروف والوقت والمكان بعين الاعتبار.
4. الشعور بالأمان يعتمد على إحساسكم بالسيطرة التامة على الظروف.
5. الشعور بالأمان يعتمد على معلومات وثيقة الصلة بالموضوع، وتكون كافية وموثوقة.
6. فلتكن لديكم خطة تتبعونها إن وقعت حادثة غير متوقعة.
7. اتبعوا حدسكم.
8. للحفاظ على درجة كافية من الأمان انتبهوا إلى أي نوع من عدم الاستقرار على المستوى الشخصي وفي محيطكم.
التحكم في العوارض الذهنية للخوف..
– فصل نفسك عن الخوف وإدراك خوفك وتحليله بشكل موضوعي.
– إقناع نفسك بأن ما يجري غير منطقي.
– اكتشاف ما قد يغير أحاسيسك ويجعلك تشعر بالأمان والراحة.
– التفكير في تجربة مماثلة شعرت أثناءها بالارتياح.
– إلهاء نفسك.
– تجنبوا العواقب البغيضة للاستسلام للخوف.
– فكروا فيما تريدون تحقيقه وصمموا على الوصول إليه.
الكاتب..
“جوزيف أوكونور” كاتب ومدرب وأستاذ ومستشار له شهرة واسعة حول العالم، يعلم البرمجة الذهنية لتجارب الحسية، ولديه مؤلفات عديدة متعلقة بالتنظيم الذهني. لديه 16 كتاب تمت ترجمتها إلى 25 لغة. تم منحه جائزة من معهد سنغافورة الوطني لعمله التدريبي والاستشاري في العالم.