22 نوفمبر، 2024 9:10 م
Search
Close this search box.

هل تُعلنْ حرب عالمية ثالثة في الخليج..؟

هل تُعلنْ حرب عالمية ثالثة في الخليج..؟

التهديدات المتبادلة ،بين الادارة الامريكية، وحكام طهران، هي السِّمة الأبرز لأخبار الفضائيات والصحف العربية والعالمية،فماهي حقيقة هذه التهديّدات، وماهي نتائجها إنعكاساتها على منطقة الشرق الاوسط والعالم معاً.ومن سيدفع ثمن قيام حرب عالمية ثالثة، تصرّ إيران على إشعالها في المنطقة، إذا لم تحقق مشروعها الكوّني الدينّي التوسّعي ،لأقامة الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد،وعلى ماذا تعتمد طهران وتستّند بتهديداتها للادارة الامريكية ودول الخليج،وللاجابة على مثل هكذا أسئلة حرجة وساخنة ، لابد من العودة الى الأسباب التي جعلت من المنطقة كلّها ،برميل بارود قابل للإنفجار بأية لحظة ، فنقول أن السبّب الرئيسي لفوضى الشرق الاوسط ،وظهور تنظيم داعش الأرهابي، وإنشاء الميليشيات المسلحة التابعة لإيران ،والتي تعدّها طهران جيشاً مليونياً لها في المنطقة، هو عملية غزو العراق وإحتلاله بالإعتماد على إيران،قبل إختلافها مع الادارة الامريكية ،على تقاسم كعكة العراق، من نفوذ وهيمنة وموارد ونفط ،وتقاطع المشروعيّن الامريكي والايراني، في كل من العراق وسوريا،واليوم أزاء هذا المشهد العسكري والسياسي الملتبّس، والفوضى العارمة في كل من سوريا والعراق واليمن ، وعدم الحسم عسكري لصالح جهة معينة، وتناميّ الخطر الإيراني وتهديّده لمنطقة الشرق الاوسط ،لزعزعة أمن وإستقرار المنطقة والعالم، وتغوّل الميليشيات والأذرع الايرانية المسلّحة، في العراق وسوريا واليمن ولبنان، والتي تعدّها إيران،اليد الضاربة الاولى لها، وهي إمتداد لحرسها الثوري وتاتمر بأوامره مباشرة بقيادة الجنرال قاسم سليماني،وتعتّمد عليها إعتماداً كليا في تنفيذ أجندتها العسكرية ومشروعها الديني الكوني،فإن الأوضاع ذاهبة الى مزيد من التصعيد والتهديد والوعيد ،بعد فشل المشروعين الامريكي والايراني ،وربما والارجح الى حرب عالمية ثالثة، بدأت تكشّر أنيابها علينا ، من خلال معطيات على الارض تتمثل ، في تهديدات الرئيس الايراني حسن روحاني بغلق مضيق باب المندب، والهجوم على السعودية والخليج، ثم تهديّدات وزير الدفاع الايراني بإجتياح السعودية بألاف الصواريخ ، وآخرها تهديدات قائد الحرس الثوري الايراني السابق الجنرال قاسم سليماني، يوم أمس رداً على تصريحات أمريكية للرئيس ترمب ووزير خارجيته ماك بومبيو، والتي وصلت حدّ إعلان الحرب بينهما إعلامياً، وتأتي تصريحات سليماني (المرتجّفة) ،رداً على إجراءات وإعلان المملكة العربية السعودية توقف تصدير النفط السعودية عبر باب المندب ، وتبعتها الكويت في الاجراء، مما أفقد القيادة الايرانية صوابها،وأطلقتْ على لسان سليماني، تهديداتها ضد الرئيس ترمب متوعّدة بحرب ساحقة في الخليج ،ضد الأهداف والمصالح الامريكية ، والقواعد العسكرية والجيش الامريكي في العراق، حيث قال الجنرال سليماني في كلمته أمام الحرس الثوري،(إن “بداية الحرب بيدكم لكنَّ نهايتها ستكون بأيدينا”، في تهديد ثان يطلقه سليماني للإدارة الأمريكية عقب عزم ترامب منع طهران من تصدير النفط للخارج.(( مضيفاً بعنجهية فارغة ،ولغة تهديد عجفاءخاوية منكسرة(“على الرئيس دونالد ترامب أن يعلم أننا بإنتظاره وأننا عشاق شهادة”، متابعًا “قد تبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها((”.، إذن نحن أمام إصرار إيراني على إدخال المنطقة في حرب لانهاية لها ،يكون وقودها شعوب المنطقة كلّها ،وفي مقدمتها الشعب الايراني الذي إبتلي بملالي يريدون إحراق المنطقة بحروبهم العبثية ،كما أشعلوها في ثمانينيات القرن الماضي، وتجرعوا بعدا السمّ الزّعاف على يد جيش العراق العظيم ، هل يتكرّر المشهد، ويتجرّع خامنئي كأس السمّ ثانية، على يد الجيش الامريكي وجيوش التحالف الدولي ، هذا وارد جداً، بعد دخول الحصار الدولي الأمريكي على طهران، والأنسحاب الأمريكي من الأتفاق النووي الايراني حيّز التنفيذ ، ومنع الادارة الامريكية من إستيراد النفط الايراني، ورحيل الشركات العالمية من طهران ،وتوقّف المشاريع الايرانية، ووصول التومان الى أدنى مستواه في تاريخ إيران، وصعود نجم المعارضة الايرانية وعملياتها العسكرية، وخروج الشعب الايراني الى الشارع بتظاهرات تشبه ، ظهورها ضد الشاه محمد رضا بهلوي، نعم الحرب العالمية قادمة لامحالة ، تماماً كما حذّر وبشّر بها هنري كيسنجروزير خارجية أمريكا وعرّاب السياسية الأمريكية منذ خمسين سنة مضت، (( قبل سنوات قائلاً، هناك حرب عالمية ثالثة في الخليج ومن لم يسمع طبولها فهو أصم وأبكم)) ، نحن نرى أن المنطقة تتهيأ لهذه الحرب، وخاصة دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والامارات والكويت،والبحرين، لأنها المستهدفة الاولى من هذه الحرب ،التي نتّمنى أن لاتحدث حقْنا للدماء ، التي ستُراق، ولكنّها إذا ما فُرضتْ كما فُرضت على العراق. فسيدخلها العرب مرغمّين كما دخلها العراق مرغماً في الثمانينيات، والإستعدادات لها واضحة إعلامياً وعسكرياً، وقد إستعدّت لها عسكرياً، معتمدة على التحالف العربي الاسلامي،بقيادة السعودية، والتحالف الدولي بقيادة أمريكا، فمتى تبدأ الحرب، بإعتقادي تبدأ الحرب، عندما تصل درجة الرعونة والحماقة والعنجهية الايرانية أعلى مستواها، وقد بدأتْ ملامحها تظهر في تصعيد التصريحات ووقاحتها، وعنجهيتها الفارغة ، والتي كُنّا نسمع جعجعتها أيام الحرب الايرانية العراقية، وفي المقابل الصمت الأمريكي واضح، ولكنه شغال من الداخل، بطيء ولكنّه واثق من نجاحه، وفاعليته تظهر في ردة الفعل الاعلامي والتهديد العسكري الايراني،فالألم على قدر الوجع كما يقال، ولكن مازالت هذه التكهنات في الملعب العراقي والسوري ، ففي العراق ، هناك فوضى في تزوير الانتخابات وتاخير وفشل أكيد في تشكيّل حكومة شاملة ووطنية، تريدها إدارة الرئيس ترمب ،وتصرُّ على إبعاد رموز سياسية فائزة تابعة لإيران مثل هادي العامري ونوري المالكي من رئاسة الوزراء ،بأية صورة كانت، حتى لو بإعلان حكومة طوارىء أو حكومة إنقاذ نراها اليوم تلوح في الافق ،وأعلن عنها حيدر العبادي بنفسه يوم أمس، وطلبه تفويّض الشعب العراقي لتنفيذها، وهو ما يتجسّد في التظاهرات الجنوبية، التي أعلنت الإدارة الامريكية دعمها بقوة وعلانية ، وهو ما سيحصل حتمّاً وقريباً، لإخراج العملية السياسية من ورطتها وأزمتها في فضيحة التزوير، التي شاركت بها جميع الاحزاب المتنفّذة في السلطة ، تشكيّل حكومة عراقية شيء مستحيل الآن. في ظلّ تظاهرات غاضبة أحرقت مقار الاحزاب الايرانية وميليشياتها الطائفية، وهتفّت بأعلى صوتها(إيران بره بره بغداد تبقى حرة والبصرة تبقى حرة) ، وفي جميع محافظاتها الثائرة، على الاحزاب الايرانية وفسادها وجرائمها وتبعيتها للولي الفقيه الايراني، أما في سوريا فالاوضاع ذاهبة الى تثبيت الرئيس ودعمه لسببين ،هما ثمن إبقاءه في السلطة ، إخراج إيران وميليشاتها وحزب الله اللبناني، وطرد تنظيم داعش والنصرة من المدن ، وتأمين الحدود السورية الاسرائيلية ، وهو مايجري الان تنفيذه بالإتفاق التام مع روسيا ، وما تمخّض عنه إجتماع الرئيس ترمب –بوتين في هلسنكي بفنلندة ، إذن جميع الامور تسير على وفق التفاهم والتخادم الامريكي-الروسي في العراق وسوريا واليمن، وهو سرّ إنزعاج غيران من روسيا ،وتفكّك التاحالف بينهما،بلى المنطقة مقبلة على تغييرات جذرّية، أعلنتها الإستراتيجية الامريكية ،في مستهّل تسلّم الرئيس ترمب دفّة الحكم ، وهذه الإستراتيجية صادق عليها الكونغرس الامريكي ومجلس النواب ،وأصبحت ملزمة التنفيذ، وهاهي ملامحها تتجسّد على أرض الواقع ، وأولى ملامح هذا التغييّرات ،هو تغيير النظام الإيراني، وفرض الأمن والاستقرار في المنتطقة بالقوّة ، بعد زوال نظام الملالي في طهران ….فهل هناك مَنْ لمْ يسمعْ طبول الحرب ،التي يقرعها روحاني وسليماني في المنطقة …. ؟؟؟فمنْ لم يسمعها فهو فعلا ً أصم وأبكم وأثول ….

أحدث المقالات