شكلت المرحلة الماضية من الانتخابات الكثير من المتغيرات منها ماهو سلبي ومنها ايضا ماهو ايجابي . ومع كل ماتقدم لم تصل الوجوه المنتخبة الى الحالة التي كان الشعب ان يتمنى تحقيقها بعد ان ذاق الكثير من الصعوبات والمعوقات خلال الازمنة الغابرة وايضا المدة التي تلت سقوط النظام السابق ودخول الاحتلال . فبعد مضي عشر سنوات لم تتحقق طموحات الشعب الذي ارتهنت كل مقدراتها بالوجوه التي انتخبها الا ماهو اقل من التطلعات التي كانت تدور في نفوس المواطنين . ولعل المتغيرات الامنية التي كانت ومازلت تعصف بالبلاد من الامور التي عطلت بل واسهمت في تعطيل الكثير من القرارات التي كان يجب ان تنفذ او ان تقرمن قبل اصحاب القرار التشريعي . ومع كل ماتقدم او مانفذ من قرارات فانها جميعا لم ترتق الى المستوى الذي يفرح فيه الكثير من شرائح المجتمع العراقي وخاصة شريحة الفقراء والمعدمين وايضا قلة الخدمات الضرورية لهم التي عانت منها المدن الفقيرة من خدمات الماء والمجاري والكهرباء وتبليط الشوارع كل هذه الامور كانت مجرد عناوين وشعارات واعلانات عند بعض المنتخبين وصارت وعودا من غير تنفيذ. ان القرار مازال بيد الشعب في اختيار من يجده مناسبا لتحقيق امنياته . وبالتاكيد فأن المدة الماضية افرزت الكثير من الوجوه المنتخبه منها ماهو افلح في تحقيق خطوات ايجابية ومنهم من تخلف ووصل الى كرسي القرا التشريعي ومن دون فائدة ! أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع أن يبتعدوا عن المجاملات والعلاقات التي لاتخدم ولاتفيد ماهو مطلوب منهم فالتأشير على الكفاءات العلمية والمهنية والشخصيات المقتدرة والوطنية هي التي يجب ان تكون من ضمن الذين يستحقون ان يكون مكانهم داخل قبة القرار . فالوقت الذي مضى والذي كان محسوبا على اعمار العراقيين وايضا على تاريخ هذا البلد قد ذهب في ادراج الرياح ومن دون فوائد تذكر الا النزر القليل منها . فشعبنا العراقي صاحب التاريخ المجيد له القدرة الكاملة على اختيار النماذج الصالحة التي تفيد المراحل المقبلة بشرط ان يتخلى الناس عن هواجس الطيبة والعلاقة وتاثير المصالح الشخصية والفئوية التي لاتخدم اطلاقا وماهية الانتخابات . فعلينا جميعا ان لاتغرنا الصور واللافتات الملونة والعناوين البراقة والولائم والعزائم والهدايا ! انما يجب علينا معرفة الشخصية التي يمكن ان نثق بها في تحقيق المتطلبات الضرورية من امان وخدمات اللتان مازالت من اهم الامنيات ليس فقط للكبار وانما حتى لاطفالنا . اذن علينا ان نرتقي جميعا الى قمة المسؤولية لاجل هذا الوطن الجريح وأن نكون انموذجا جديدا في التعامل الديموقراطي الحر البعيد كل البعد عن المصالح الانية والشخصية وأن نكون احرار في اقرار صوتنا الشخصي ومن دون أي تأثير .فقرارك ايها العراقي النبيل هو قرار ينم عن تكوين شخصيتك ووطنيتك وتاثيرها في المجتمع وعليك ان تعي تلك المسؤولية الوطنية والاخلاقية . فبقية شعوب المعمورة ليست افضل منا . وهنا اود ان اذكر الانتخابات التي تجري في الهند حيث ان الهند معروفة بكثرة سكانها وقلة مواردها وعندها طبقة كبيرة تسمى الطبقة المعدومة الا ان الهند وصلت الى مصاف الدول العالمية من حيث الخدمات العلمية والطبيةوالانتاج المتنوع كل ذلك حصل من خلال الناس الذي تم انتخابهم . فقد سال احد الهنود وهو من الطبقة المعدومة عن اصراره في الانتظار لثلاثة ايام لكي يدلي بصوته في الانتخابات فقال يكفي ان بلاد الهند العظيمة تحتاج صوتي ! اذن كم هو صوتي مهما لهذه الدولة العظيمة .! …
[email protected]