قبلَ تحديدِ موقع هذه النقطة ” التي نراه محدداً اصلاً , والتي لا يريدون او يبتعدون او حتى يغضّون النظرَ الى رؤية مكانها قادة وسادة الدولة واحزاب الأسلام السياسي الذين يتولون ادارة وقيادة مقدرات العراق
وفقَ ما تؤشّره وتحدده البوصلة الأيرانية , ونحن لا نأتي بجديدٍ هنا , وهو حديث الشارع والرصيف لكلّ بسطاء الشعب الطيبين .
فلا بدّ من التأكيد والتشديد – AFFIRMATION & CONFIRMATION للإذعان والإعتراف الضمني والعلني بأنّ ما من وزارة او مؤسسة وبكافة تفرعاتها وتشعباتها بين العاصمة والمحافظات , إلاّ ويتسيّد الفساد الأداري والمالي في العديد من زوايا دوائرها سواءً كان منظوراً ” ومسكوتاً عليه ” او ليس منظوراً عبر الأدلّة والبراهين الملموسة , وبين هذا وذاك ايضاً .!
وعليهِ , وبناءً عليهِ وَ وِفقَ مبدأ ” الوقاية خيرٌ من العلاج ” وَ وِفقَ مقولة : < خيرُ العلاج الكيّ > , وحيث اكتوت الجماهير من سياسة احزاب السلطة المتسلّطة بما يفوق قوة وقدرة تحمّلها – INTOLERABLE من ممارسات هذه الأحزاب .. فبتفاؤلٍ افتراضي للمليارات التي خصصها السيد العبادي لمحافظة البصرة وبعض المحافظات الأخرى لإصلاح الأوضاع المتردية فيها , فلأجل تسهيل وضمان عملية وادارة هذه الأموال بعيداً ليس عن الروتين الأداري فقط , وانما ايضا لوأدِ اية عملية فساد واختلاس ” مفترضة ” وهي سائدة , فقد باتت تقتضي المقتضيات ليس حلّ والغاء مجالس المحافظات فحسب , ولا تجميد و ” تجريش ! ” عمل ووظيفة الحكومات المحلية في تلكم المحافظات , بل يتوجّب الأمر ادارة شؤونها بطريقةٍ مركزيةٍ مؤقته من بغداد وأن تغدو مشروطةً بعدم مشاركة أيّ من مسؤولي احزاب السلطة في ادارة شؤون هذه العملية المالية – الأدارية البالغة التعقيد , حتى لو يتطلّب الأمر تكليف قادة وضباط عسكريين ” سابقين او متقاعدين او من الذين يشغلون مواقعاً عسكرية في وزارة الدفاع او قيادات العمليات ” لإشغال وملئ المواقع الأدارية التي تتطلبها الأجراءات الأصلاحية الجديدة وصرف النفقات المالية المطلوبة عليها , حيث نشير من خلال هذا الكلم الى الأبعاد المرئية واللامرئية لقيام اعداد من المتظاهرين في عدة محافظات بحرق مقراتٍ احزابٍ وسواها , وقد يضحى عكس ما ذكرناه آخر فرصةٍ لحكومة العبادي < ليس لتجديد الولاية وإنما للتمكن من استكمال حلول المعالجة الدوائية المتأخرة لأوضاع البصرة وكل محافظات العراق المنتفضة والتي لم تنتفض بعد , وربما لا تنتفض بعضها اصلاً لغاية لا يحتاج عنونتها و تسميتها بغايةٍ في نفس سيّد يعقوب > حيث من حظوظ هذه الحكومة تحمّل وتفجّر تراكمات سنواتِ الحكومات اللائي سبقتها , بالرغم من افتقادها القدرة على تنفيذ وعودها في اوّل عهد ولايتها .
وإذ سبق واشرنا وأكدّنا بأننا لسنا من محبّي ومؤيّدي العبادي ولا أيٍّ من رؤساء الوزراء السابقين واللاحقين , إنّما صار من اليقين استحالة نجاح أيّ رئيس مجلسٍ وزراءٍ آخر في قيادة دفّة حكم العراق طالما هو مُطوّق ومحاصر بتنظيماتٍ تمتلك تشكيلاتٍ وفصائلاً مسلّحة , وهي التي تفرض اراداتها على كلّ مفاصل الدولة وتتحكّم بما تتحكّم , وكلّ الجمهور العراقي على دراية وقناعة تامّة ومطلقة في ذلك , بل أنّ القلق الذي يسود رؤى الجماهير وتزداد غيومه يوماً بعد آخرٍ هو لما قد يتبدل الأمر وينتقل الى ماهو أسوأ .! , فالأمر اكثر تعقيداً من انقطاع الكهرباء في صيفٍ ساخن , بل قد يأتي يومٌ يتمنى المرء بقاء الوضع على ما هو عليه الآن , كما غدت الناس تتمنى عودة أيام الحصار الجائر وسنوات العهد الملكي واعدامات محكمة المهداوي وعبد الكريم قاسم , لما هو عليه الآن , وبعد الآن .!
يمرُّ القُطر الآن بفترةٍ اكثر حلكةً وعتمةً من تلك ” الفترة المظلمة ” في التأريخ العراقي العراق بقوى وجيوش الظلام .