خاص: حاورته- سماح عادل
“حسين المالكي” قاص ليبي وباحث في المأثور الشعبي، من مواليد 1953، حاصل على دبلوم خاص لغة عربية 1974 وبكالوريوس علوم 1985. عمل في التعليم لأكثر من ثلاثين سنة بين معلم ومفتش. عمل في الصحافة لفترة طويلة، وأسس صحيفة “البطنان” بلدية طبرق 1986 وبقي رئيسا لتحريرها لأكثر من عشرين سنة. كتب القصة القصيرة والمقالة والدراسة. وهو عضو في رابطة الأدباء والكتاب، وعضو في رابطة الصحفيين الليبيين.
إلى الحوار:
(كتابات) في كتابك (من الذاكرة) تناولت فيه سيرتك الذاتية وتناولت فترة الثمانينات بما فيها من تضييق من السلطة على الناس.. حدثنا عن ذلك؟
- نعم تناولت بعض محطات من سيرتي الذاتية من ولادتي وطفولتي بحي الحطية بمدينة “طبرق”، وهو حي عشوائي يقطنه الفقراء، لكن كان يتسم هذا الحي في تلك الفترة بالبساطة والأبواب المشرعة على الدوام والحياة السعيدة، رغم الفاقة والفقر المدقع التي يخيمان عليه.
ودراستي بمدرسة طبرق القرآنية حتى الصف السادس الابتدائي، أفادتني كثيرا في حفظ أجزاء من القرآن الكريم، وتعلم التجويد، وإجادة كتابة الرسائل من الصف الثالث الابتدائي بدون أخطاء.. ثم انتقالي إلي مدرسة الضاحية الإعدادية، ثم معهد المعلمين وتعييني معلما للغة العربية في مدارس القرى بمدينة “طبرق”، ثم انتقالي للتدريس بالمدينة في المرحلة الابتدائية والإعدادية.
ومع الثمانينيات ظهر الكتاب الأخضر بفصوله الثلاثة، وبدأ “معمر القذافي” في التضييق على المواطنين، بالتقشف في شأن الاعتماد على النفس، ومنع التجارة الخاصة، وظهرت الاشتراكية، التي كتب عنها في الفصل الثاني من الكتاب الأخضر، ومقولات جديدة سعى النظام لتطبيقها مثل البيت لساكنه، والأرض ليست ملكا لأحد، والسيارة لمن يقودها، والمدرسة يخدمها طلابها، والاعتماد على الذات في كل شيء، ومنع الاستيراد من الخارج، والتدريب العسكري العام في المدارس والمؤسسات والمقاومة الشعبية، وعسكرة كل شيء حتى الشركات النفطية والمؤسسات التعليمية، وكذلك ظهور اللجان الثورية، ونصب المشانق للشباب في الساحات والمدن الرياضية بحجة الرجعية، وإلغاء اللغات الأجنبية الانجليزية والفرنسية، وتحطيم الآلات الموسيقية، والحصار الجائر لليبيا من قبل الغرب. ولكن مع بداية التسعينيات برز الانفتاح الاقتصادي واختفت الاشتراكية بل وفشلت.
(كتابات) المجموعة القصصية (الطيار البرونزي) قصص قصيرة جدا.. في رأيك كيف خدمك الإيجاز والتكثيف في توصيل ما تريد قوله للقارئ؟
- (الطيار البرونزي) هي تجربة جديدة في كتابة القصة القصيرة جدا، حيث التكثيف والإيجاز. اشتغلت فيها على القصة الواقعية القصيرة جدا، تكمن في هذه القصص اللغة السلسة والحكمة الجميلة وتنتهي بقفلات مدهشة، أودعت في هذه القصص خلاصة تجربتي ومخزوني الداخلي واستنطاق الواقع مع التكثيف والاختزال.
(كتابات) المجموعة القصصية (الطيار البرونزي) ترصد المخاوف التي يعاني منها الليبيون في ظل الأحداث والصراعات الحالية.. هل هذا صحيح؟
- نعم هذا صحيح، مثل الخوف من المستقبل كما في قصة (الغراب الأبيض) وقصة (الكسوف) وقصة (الطابور والثائر)، صنعنا ثورة وغاب القانون، وتكممت الأفواه، كما تفشت حالات الخطف والقتل وقد رصدت ذلك في قصص (خمس دقائق) و(عودة وغزالة)، كما تناولت ظهور داعش لأول مرة في ليبيا، وخاصة مدينتي”سرت” و”درنة”، واغتيال القضاة وضباط الجيش والإعلاميين وأئمة المساجد في تلك المدن كما في قصة (الخنجر).
(كتابات) حدثنا عن منجزك في البحث في المأثور الشعبي الليبي؟
- الأدب العامي الليبي من شعر وحكاية وألغاز أحببته منذ صباي، سواء الشفوي المسموع أو المكتوب المقروء، وظهر اهتمامي بقراءة ما صدر في الأدب الشعبي الليبي من إصدارات، ووجدت فراغا خاصة في الشعر الشعبي، والعديد من الشعراء الشعبيين قصائدهم في صدور الحفاظ، فقمت بجمع أشعارهم ونشرتها في كتب، الكتاب الأول: (شاعر معتقل العقيلة.. الفقيه رجب بحويش) وقصيدته الطويلة في معتقل الإبادة الجماعية “العقيلة”، الذي أقامته إيطاليا الغازية لسكان البطنان والجبل الخضر، وحشرهم في ذلك المعتقل بالآلاف سنة 1928، واستخدام كل وسائل التعذيب والقهر والإبادة ضدهم، عن ذلك قال الشاعر رجب بوحويش ملحمته:
مابي مرض غير دار العقيله
وحبس القبيله
وبعد الجبا من بلاد الوصيله
وصدر الكتاب سنة 1981 عن شركة النشر والتوزيع طرابلس، ثم كان الكتاب الثاني (الشاعر هاشم بو الخطابية دراسة وتحقيق) والكتاب الثالث (الشاعر عبد السلام سليم حياته وشعره)، ثم صدر لي الكتاب الرابع (الشاعر صالح بومازق حياته وشعره)، والخامس (الشاعر عبد الجليل سيف النصر حياته وشعره)، انصب اهتمامي على جمع القصائد العامية للشعراء الشعبيين الليبيين وإصدارها في كتب، وذلك بسبب عدم اهتمام الدولة بالأدب الشعبي.
(كتابات) لما اكتفيت بكتابة القصة القصيرة ولم تجرب كتابة الرواية؟
- جربت كتابة الرواية وكتبت رواية قصيرة اسمها (الحطية) لم أصدرها بعد، وإن كانت الرواية الطويلة تحتاج إلي ملفات ودراسة المكان والزمان والأشخاص، ويكون المضمون غير مستهلك. والقصة القصيرة بالنسبة لي تعد أسهل وإن كانت من أصعب الفنون الأدبية.
(كتابات) عملت بالصحافة طويلا.. هل اختلف حال الصحافة في رأيك على مدار السنوات التي عملت بها.. وما هي الأسباب؟
- عملت في الصحافة في آخر الثمانينيات، وكان الجمع يدوي والإخراج يدوي، وهناك رقابة على ما ينشر في الصحافة من قبل رقابة المطبوعات، ثم بعد سنة 2000 تطورت الصحافة من حيث الإخراج والجانب الفني.
والصحافة في ليبيا كانت متخصصة منها الأدبية مثل (الأسبوع الثقافي)، والرياضية مثل صحيفة (الرياضة)، والفنية مثل (كل الفنون)، والسياسية مثل (الفجر الجديد) و(الشمس) وغيرها، وكذلك المجلات مثل (مجلة المرأة) ومجلة (تراث الشعب) ومجلة (الثقافة العربية) وغيرها.
أما الصحافة بعد 17 فبراير 2011 فأصبحت مؤدلجة وتتبع أجندات خارجية.
(كتابات) هل هناك أفق لحل الأوضاع في ليبيا في رأيك؟
- نعم هناك أفق لحل الأوضاع في ليبيا، من خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية السنة، في العاشر من ديسمبر، ومن خلال توحيد المؤسسات السيادية.
(كتابات) كيف أصبح حال الثقافة في ليبيا في الوقت الحالي؟
- الثقافة في الوقت الحالي لكل من هب ودب، ولا توجد رقابة على المطبوعات، والنشر متوقف منذ سنوات، اللهم إلا عن طريق الطبع الخاص.
(كتابات) هل هناك تهميش للأدب الليبي على مستوى البلدان العربية ولما؟
- نعم يوجد تهميش للأدب الليبي على مستوى البلاد العربية، لأنه في ليبيا حكومتان، حكومة الوفاق والحكومة المؤقتة، وهناك عدم اهتمام بالثقافة. والواقع أن الأدب الليبي غير معروف في الدول العربية.
(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب؟
- نعم واجهتني صعوبات كثيرة في بداية حياتي الأدبية، وثابرت، وهي تتلخص في الطباعة والنشر لكتبي، وإذا طبع الكاتب على حسابه الخاص تواجهه صعوبة توزيع المؤلفات على المكتبات.
صدرت له العديد من المؤلفات القصصية:
1- “مقبولة” 1979.
2- “وتجسد الحلم” 1984.
3- “الرجل والنورس” 2010.
4- “الطيار البرونزي” 2017.
5- “ملك الوز” 2018 .
6- “النوارس” 2018.
وفي مجال المقالة والدراسة صدر له:
1- “قراءات في القصة القصيرة” 2005.
2- كتاب “القصة القصيرة في طبرق دراسات ونصوص” 2009.
3- “صور من الجهاد الليبي في طبرق” 1995.
في مجال التراث والأدب الشعبي صدر له:
1- “شاعر معتقل العقيله الفقيه الشاعر رجب بوحويش” 1981.
2- ديوان “هاشم بو الخطابية تحقيق ودراسة” 2006.
3- “الشاعر عبد السلام سليم حياته شعره”.
4- “الشاعر عبد الجليل سيف النصر حياته وشعره” 2017.
5- “الشاعر صالح بومازق الرفادي نشأته وشعر”2018.