19 ديسمبر، 2024 5:40 ص

الرئيس منصب سيادي ورمز للبلاد،وهو من يقود البلاد ويرسم سياسته الداخلية والخارجية ،وله رئيس وزراء وبرلمان يشرعان القوانين وينفذانها ،على وفق دستور مدني يضمن المواطنة لكل أبناء وفئات الشعب بلا تمييز وانتقائية وفئوية وحزبية وطائفية وقومية ،هذا في الدول التي تحترم شعبها وتعمل على ضمان حريته واستقلاله وكرامته ورفاهيته ،إلا في العراق الأمريكي –الإيراني بوصفهما محتلان العراق بعد 2003 ولحد الآن ،فالأمر مختلف جدا ،إذ لا قانون ولا سيادة ولا كرامة لشعب بأكمله،بل فوضى سياسية تدميرية أنتجها دستور( بريمر ألاحتلالي)، ووضع فيه ما يكفي من المفخخات والألغام والعبوات الناسفة الطائفية والعرقية والقومية ،لتدمير العراق على أيدي أمراء الحرب من الأحزاب الطائفية والعنصرية التي جاءت مع الاحتلال الأمريكي، وفرضها على العراقيين منذ عشرة أعوام من الاحتلال ،وهاهو العراق يعيش وضعا كارثيا على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والصحية ،واستشراء ظاهرة الفساد الحكومي المنظم اللامثيل له في العالم والتاريخ،وهو دولة بلا رئيس ،وإنما هو سلطة تتحكم فيها ميليشيات طائفية وأحزاب طائفية حد النخاع،الرئيس في نقاهة ،وربما فاقد الوعي ،وميت سريريا كما تزعم بعض القنوات العالمية ،وهو لدى العراقيين ميت وحي ،لان لا صلاحيات له ولا تأثير لديه على من يقود السلطة بدكتاتورية طائفية مقيتة ،وإنما هو كما يقول المثل العراقي رئيس (لا يهش ولا ينش )، في العراق الآن لا يوجد شيء اسمه قانون إلا في التصريحات الجوفاء لأعضاء الحكومة ومجلس النواب ،ولا اثر لدستورهم المسخ إلا على الفضائيات والصحف ،والكل يصرخ ليل نهار (الالتزام بالدستور والعودة للدستور والحل الدستور )ولا احد منهم يحترم الدستور والكل يخرق هذا الدستور،فماذا بقي من العراق وللعراقيين ،غير الثورة على الدستور والحكومة ومجلس النواب ،وتغييرهم بالمظاهرات السلمية التي كفلتها الدساتير العالمية والشرائع الدينية ،انظروا الى شوارع العراق ،تغلي بالمتظاهرين احتجاجا على الظلم والاستبداد والدكتاتورية الطائفية، التي تمارسها حكومة المالكي وحزبه الحاكم بطوائف الشعب العراقي، وزج مئات الألوف من أبنائه في سجونها العلنية والسرية والتعذيب الطائفي الوحشي فيها ،في وقت وصلت الصراعات السياسية بين الكتل المنضوية في العملية السياسية الى طريق مسدود ،بالرغم من دعوات الرئيس الغائب الى إقامة المؤتمر الوطني والجلوس على طاولة المفاوضات للحوار وإنقاذ البلاد من الحرب الأهلية الطائفية هذا قبل عدة أشهر وأكدنا في مقال أن المؤتمر لن يعقد وولد ميتا ،لإدراكنا بسياسة الحكومة الطائفية وتبعيتها لولاية الفقيه الإيراني الذي له اليد الطولى في العراق سياسيا وعسكريا ودينيا وميليشياويا،فكيف لا يخرج العراقيون ويطالبون بحقوقهم المشروعة ،ورفع سقف المطالب بعد أن رفضت حكومة المالكي الاستماع الى هذه المطالب وتنفيذها ،ولكن الأمر الآن وصل الى مديات خطيرة نتيجة تعنت المالكي وعدم انصياعه لصوت الشعب ،ومما زاد بالطين بلة انه وصفهم (بالفقاعة والنتنة وهددهم بإنهائها بالقوة )،وفعل هذا التهديد بقتل العديد من أبناء الانبار ،وأعقبها بتهديدات ثانية تنم عن عنجهية فارغة ،في مواجهة شعب اعزل يريد الحياة الحرة الكريمة الخالية من القتل والاعتقالات والاغتيالات الطائفية،والهدف هو إسكات صوت الشعب الثائر وقمع الثورة السلمية،مستندا الى دعم حكام وملالي طهران الأوباش(تصريحات وزير الخارجية الجبان علي اكبر ولاياتي وطلبه من المالكي بقمع الثورة بالقوة )،نقول ونحذر حكومة المالكي انك تأخذ البلاد الى حرب أهلية طائفية خاسرة وكارثية لا تبقي ولا تذر، وستكون أنت وحزبك من يتحمل وزر ونتائج هذه الحرب ،وإدخال البلاد في النفق الأظلم الأخير قبل قيامة البلاد،فمن الحكمة والتعقل وعراقية الموقف، أن تعيد حكومة المالكي النظر في تلبية مطالب الشعب ونزع فتيل الحرب الطائفية التي يؤجج لها حكام وملالي طهران ،لقتل اكبر عدد من شعب العراق ،تشفيا لغليلها وشهوة الثأر التاريخية ،ما تزال الفرصة سانحة لنزع تلك الفتيل ،العراق بلا رئيس ولا قيادة ،هو في سفينة الطائفية وفي وسط بحر متلاطم بلا شراع ولا رئيس ….انه عراق بلا رأس ولارئيس……….؟؟؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات