16 يناير، 2025 10:49 م

كشف خداع المالكي لوزرائه بشأن انتخابات نينوى والأنبار

كشف خداع المالكي لوزرائه بشأن انتخابات نينوى والأنبار

تكشف وثيقتان تتعلقان بانتخابات الأنبار ونينوى، مقدمتان الى القائد العام للقوات المسلحة، تكشفان ‏كيف تسير الأمور في مجلس الوزراء، وتفسران غضب وزراء التيار الصدري وقيادتهم السياسية ‏بشأن “تزييف الحقائق” الذي قام به الفريق السياسي والعسكري لرئيس الحكومة نوري المالكي.‏

وقال المصدر الرفيع الذي زود “المدى” بالوثيقتين، طالبا عدم كشف هويته، ان المالكي عرض على ‏الوزراء “كتابا مليئا بالتلاعبات وعدم الدقة”، موضحا انه أعطى الوزراء كتابا موجها إليه بصفته القائد ‏العام للقوات المسلحة، من اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، يقول ان اللجنة اجتمعت مع قيادات ‏العمليات في نينوى والانبار وقد أوصوا بضرورة تأجيل الانتخابات.‏
لكن الضجة التي صاحبت قرار المالكي بتأجيل الانتخابات جعلت عددا من الوزراء يطلبون أوليات ‏كتاب اللجنة الأمنية ومحاضر اجتماع خلايا الأزمة مع قيادات العمليات.‏
ويوضح “بعد الأسئلة والتدقيق لم يقدم المالكي دليلا على حصول اجتماع في نينوى، بل قدم كتابا واحدا ‏لمحضر اجتماع في الرمادي غاب عنه 3 من أصل 6 أعضاء في خلية الأزمة الأمنية”.‏
وأضاف “حسب الكتاب فإن مدير استخبارات الانبار تغيب عن اجتماع خلية الازمة التي أوصت ‏بتأجيل الانتخابات، كما تغيب مدير المفوضية هناك، الى جانب مدير شرطة الانبار، ويوضح الكتاب ‏ان مسؤولا امنيا آخر قام بالتوقيع نيابة عنهم”.‏
وتابع “ان الكتاب الأول المختصر الذي عرضه المالكي على الوزراء كتوصية عليا بتأجيل ‏الانتخابات، كان مكتوبا بطريقة مزيفة ولم يعكس الواقع، واستند الى تواقيع 3 مسؤولين معنيين من ‏أصل 6 في الانبار، ولم يوثق شيئا بشأن وضع الموصل”. وختم بالقول “الكتاب الأول المكون من ‏خمسة سطور حسم الموقف بطريقة مفاجئة، وهكذا تسير الامور في مجلس الوزراء بدون نظام داخلي ‏يضبط أسلوب صناعة القرار”.‏
وجاء في الوثيقة الاولى العائدة الى اللجنة الامنية للانتخابات ان “اللجنة الامنية العليا للانتخابات ‏توصي بالتوجه إلى تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والانبار إلى وقت يتم تحديده من مفوضية ‏الانتخابات بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا للانتخابات”.‏
لكن الفرق يبدو مع محضر اجتماع خلية الأزمة الذي عقد في الساعة السادسة من مساء يوم السبت ‏المصادف 16/3/ 2013 من اجل إجراء انتخابات مجالس المحافظات في محافظة الانبار تحديدا.‏
ويوضح المحضر أن”اللجنة الأمنية أوصت بعدم إمكانية إجراء انتخابات بشكل جيد بسبب وجود ‏التظاهرات والاعتصام، من دون ان يذكر محافظة نينوى من ضمن المحافظات التي سيتم تأجيل ‏الانتخابات فيها، في حين ان مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ضم محافظة نينوى مع ‏الانبار بقضية إرجاء الانتخابات إلى ما بعد ستة أشهر لحين توفر الأمن”.‏
وبررت خلية الأزمة عدم إمكانية الشروع في انتخابات المحافظة “بصعوبة الاستعانة بقطعات من ‏خارج المحافظة بسبب وجود الحساسية من قبل المتظاهرين، فضلا عن صعوبة تامين وصول وفود ‏الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة والإشراف على شفافية العملية الانتخابية بسبب ‏الوضع الأمني غير المستقر خاصة في المناطق النائية والريفية من دون تحديد هوية المحافظة”.‏
وذيل هذا المحضر بتاريخ 16/3/2013.‏
وقررت الحكومة العراقية، يوم الثلاثاء، (19 آذار 2013)، تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي ‏نينوى والأنبار بناء على طلب من رئيس الحكومة نوري المالكي لمدة ستة أشهر، على خلفية سلسلة ‏تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة هزت محافظات بابل وكركوك، فيما كانت لبغداد حصة ‏الأسد منها، إذ أسفرت في أحياء متعددة من العاصمة عن مقتل وإصابة 207 أشخاص في حصيلة ‏أولية.ولاقى القرار ردة فعل معارضة قوية من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي أكد يوم الثلاثاء ‏‏(19 آذار 2013)، أن تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والأنبار هو “إقصاء للسنة”، و”ظلم ‏للتشيع”، وعدًّ “تهميش سنة العراق كارثة لا تغتفر”، وشدد على أن تأجيل الانتخابات بصورة عامة ‏‏”تكريس للطاغوت والدكتاتورية”، مبيناً أن البقاء في الحكومة الحالية “أمر ضار”.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة