22 نوفمبر، 2024 3:57 م
Search
Close this search box.

الكتابة.. والتحليل السياسي

الكتابة.. والتحليل السياسي

توقفتُ تماماً عن الكتابة السياسية.. سواء في النظم السياسية.. أم في الفكر السياسي.. كما توقفتُ عن ممارسة التحليل السياسي.. سواء كتابة أم مباشرة عبر الفضائيات.. على الرغم من إنني المتفوق الثالث على دفعتي في الكلية في العلوم السياسية.. وكانت رسالتي للماجستير في النظم السياسية مع توصية اللجنة العلمية بطبعها على نفقة الجامعة.. أما أطروحتي للدكتوراه فكانت في الفكر السياسي وبدرجة الامتياز.. وطبعت كل منهما مرتين ونفذت من المكتبات.. إضافة الى حصولي على شهادة الدبلوم العالي في اقتصاديات العمل بتفوق من ألمانيا.. ومثلها في الصحافة الدولية من روما.. كما صدر ليً أكثر من 25 كتاباً في العلوم السياسية.. والفكر والتاريخ والأحزاب السياسية.. لكنني اليوم أقولها أمام الأشهاد لن ولن أتكلم في السياسة.. ولا التحليل السياسي.
التوقف الأول لي كان العام 1990 بعد احتلال صدام للكويت.. فلم أجد إلا إن الدولة العراقية أصبحت حرامي كبير.. وتربي شعبها على القتل والخطف والسرقة.. فقد طلبت من جريدة الجمهورية مقالاً عن الحالة آنذاك فلم أجيبهم.. لكن بعد أسبوع اعدوا طلبهم بالمقالة فاعتذرت.
بعد 2003 عدتُ للكتابة والتحليل والدراسات.. بل عينتُ مسؤولاً عن ملحق آفاق إستراتيجية في جريدة الصباح.. وأقمتُ مركزاً للدراسات الإستراتيجية للجريدة.. لكنني وجدت سياسيون أطفال في السياسية.. ومنافون.. وكذابون.. وطائفيون مع سبق الإصرار.. ونوابناً حدث بلا حرج.. وكتاباً في السياسة لا يعرفون حتى ابسط مبادئ السياسة.. فتوقفت ثانيةً عن الكتابة والتحليل السياسي.. بل حتى توقفت عن إلقاء محاضرات سياسية في الكليات والجامعات.
اتجهتُ للكتابة في التاريخ السياسي واجتماعي.. بعيداً عن التحليل السياسي فتناولت رجال العراق الملكي.. والعراق الجمهوري.. وألان أتناول رجال العراق الديمقراطي.. الذين صخموا تاريخ العراق وحاضره ومستقبله.. وسرقوا العراق ولم يبقوا شيئاً إلا وباعوه.
والأسوأ.. عملوا مع المحتلين والدول الإقليمية على تجهيل الشعب وقتله.. وسرقة كل أمانيه وأحلامه.. بل تصدروا بكذب ونفاق قيادة تظاهراته المتواضعة وقلبها الى تظاهرات مليونية مدفوعة الثمن.
وعندما وصل الشعب الى الحافات النهائية لدفنه.. قاوم ورفض الموت الصامت.. وانطلق بمطاليب الحد الأدنى من الحياة.. الخبز والعمل والصحة والعمل.. للتكشف آخر عورات سياسيينا قي قتل الحياة..بعد أن يئسوا من سرقة تظاهراته.
اليوم الجماهير الحقيقية.. مقابل الكتل السياسية جميعها.. جماهير تريد الحياة والكرامة.. وكتل تريد الإطباق على كل ما تبقى من العراق.. إنها معركة الحياة والموت.. وبالتأكيد انصر للحق.. والشعب الذي انتفض ولن يتوقف.. في كل التحليلات السياسية.
وهكذا ظهرت الكتل تماماً السياسية لأول مرة عارية.. عن كل ادعاءاتها.. ولم تعد التجارة بالدين تجارة رابحة.. بل القتل.. والقتل.. والدمار.

أحدث المقالات