قد تكون المحنة التي يمر بها العراق الان من اخطر المحن التي توالت على هذا البلد الجريح. حيث تداخلت أجندات شتى تسرح وتمرح علانية ومن دون أي رادع ! فهناك ثلة تختلف بشعاراتها ومبادئها نصا وروحا مع اجندات ثلة اخرى وهكذا ظل البلد يعاني من تلك المبادىء والشعارات التي يحملها اكثر من طرف والنتيجة تفاقم الامور ووصولها الى نقطة الا رجعة ! وزداد البيت السياسي والبرلماني بنقاشات فوضوية محكمة بمبادىء بعضها من اليمين المتطرف والاخر من اليسار المتطرف ! وكل جهة تحاول ان تكون هي صاحبة القدح المعلى بشعاراتها الوطنية والعربية . فانعكست المشاحنات السياسية ان كانت في البيت الحكومي او البيت البرلماني الى الشارع فكل كتلة تحاول اظهار حراكها في الشارع العراقي . وبذلك قد تغرق الحكومة والبرلمان بأمور ادارية تمنع الجميع من التوجه الى القوانين التي تخدم شرائح المجتمع العراقي الذي مازال يئن من التجاذبات الساسية والتي دخلت في نفق مظلم من الصعوبة ان يكون هناك في الافق ضوء يتفائل به هذا الشعب المسكين ! أن الحراك السياسي الذي يكون عند البعض فرصة لتنفيذ اجندات تخدم شريحة من دون اخرى هو احد الاهداف المرسومة عند بعض التكتلات ولا اقول الاحزاب لتقوية الشد الطائفي والعشائري فالمناداة بالاقاليم هي دعوة واقولها بصراحة تهدف الى تمزيق وحدة تراب وشعب العراق قمصطلح الاقليم يصب في مصلحة فئوية ! ومتى ماتحقق اقليم هنا او هناك فهناك شرائح اخرى قد تطالب باقليم لها ؟ خاصة وان العراق مكون من قوميات واديان عدة تسهل عليه اقامة الاقاليم خاصة وهناك مغريات يسيل لها اللعاب مدفوعة من خارج الحدود . وقطعا بانه حتى لو وجدت الاقاليم قأن المنازعات لم تستكين عند حد معين فالشواهد كثيرة لنا وتقف في مقدمتها الاراضي المتنازع عليها بين الحكومة المركزية واقليم كردستان . أن المخطط المزعوم ضد العراق اكبر مما يتصوره البعض فالقوى العالمية ومن وراها الصهيونية تعمل جاهدة الى تمزيق هذا البلد خاصة وان لها الكثير من العبيد داخل الوطن فأن مسالة الاقليم او الاقاليم لا تنتهي الى هذا الحد فالمرسوم لنا ابشع من اقاليم افريقيا الوسطى ! وأخطر من الصومال الذي تشكلت فيه ثلاثة دول ! ان التناحر والاقتتال الداخلي هو من ابرز مايخطط له في الدوائر الغربية .. أن خوفنا من اليوم الذي تنادي فيه العشائر بملكيتها وارضها وقوانينهاالخاصة ! ولا نستبعد قد يمر البلد الى مقاطعات العوائل ! قد يستغرب البعض من هذا الكلام المشؤوم ! مادام الكثير ينصتون ويصدقون الشعارات الوطنية الرنانة من اولئك الذين صعدو الى البرلمان او للحكومة بفلتة من الزمن ؟ وبيدهم مصير الشعب !.
[email protected]