يبدو أن رئيس مجلس الوزراء العراقي “العبادي”..هو المسئول الأول والأخير وراء تقصير وفساد المسئولين في حكومته!؛ و هو وإن بدى في يده العصا السحرية التي ستحل لنا كل مشاكل الشعب العراقي يبدو أن لا وجود للوزراء والمدراء والمفتشين وبقية الموظفين في الدولة!؛ ونجد السيد رئيس مجلس الوزراء يأخذ على عاتقه ومسؤوليته حل جميع مشاكل ومصائب ومطالب المتظاهرين من أبناء الشعب العراقي الذي اعتقد الكثير من المراقبين أن الشعب العراقي قد رُوِّضَ واستكان وخضع للظلم والفساد والتجاوزات والإهمال! ولكن تبين لنا – هذه الأيام- أنه صامد وساكت وصابر وهو واع لكل ما يجري حوله وقد أعطى الوقت الكافي للفاسدين والخونة والعملاء والسماسرة آملاً في رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب! ورئيس الجمهورية أن يضعوا حداً لهذا الحال السيئ والمتفاقم في السوء! وتبين له أن الرئاسات الثلاثة هي المتآمرة عليه وعلى مستقبله؛ ثم – وبعد أن نفد صبره ولم يبقى منزعٌ في قوسه نهض وانتفض وظهر لنا أن الشعب العراقي أكثر وعياً ودراية بما يجري وقرر وضع حد لهؤلاء وفرض إرادته عليهم جميعاً- وهنا انبرى واحدٌ من الرئاسات الثلاثة وهو رئيس مجلس الوزراء ليبدو وكأن كل مشاكلنا كان حلها بيده ولكنه كان صامتا خائفاً مخاتلاً و اليوم يصدر أوامره بالإصلاح!! في كل صغيرة وكبيرة.. يأمر بتنفيذ كذا ويصرف المبلغ كذا ويوجه وزير النفط ويأمر وزير النقل ويطلب من وزير المالية الصرف! ويأمر بتبليط الشوارع ويوجه وزيرة الصحة ويعنف وزيرة الإسكان!! ويقترح!! بناء سد شط العرب الذي مضت سنين والناس والخبراء يقولون لهم ابنوا السدود واحجزوا المياه المهدورة ولا مجيب!! .. ثم يسمح لوزير الكهرباء بتوفيرها بأي وسيلة ودفع ديون إيران المتوقفة لتوقف إيران تزويدنا بالكهرباء أو الغاز!! ويرجو الكويت لتتلطف علينا بزيت تشغيل المحطات العاطلة!!؟ .. ومع كل هذا الفساد والظلم لم يوجه أي تهمة لوزير أو مسؤول بالتقصير وإهدار وسرقة المال العام وقرر تحمل كل النتائج هو وحده! ويبدو أنه واحدٌ منهم ويجب أن يُحاسب قبل أن يُحاسِب الآخرين!!
الخلاصة: تبين أن رئيس مجلس الوزراء هو المسئول الأول المتعمد لتضخيم المأساة على الشعب العراقي بسكوته عن محاسبة وزرائه لتقصيرهم في أداء مهامهم بالشكل المطلوب ولا يستبدلهم بآخرين!! خوفا من ميليشيات أحزابهم!!؟
ويبدو أن هناك حكومة أخرى تعمل في الظلام وتتخذ القرارات لصالح أعضاءها!! وكأن مجلس نوابنا الخونة في “مقاديشو” لا يعلم بتصرفاتهم أحد ويتخذون قراراتهم الشخصية في ليل بهيم!! .. وأفضح هذه القرارات لمجلس الدنواب الغريب والغامض الذي يمنح حقوق التقاعد الدائم لكل مَنْ يسرق ويفسد من النواب ولو يمضي على فساده يوم واحد.. كل ذلك يجري ورئيس الحكومة غافل وغافي أو خائف وله الصافي!!..
على الشعب العراقي العظيم “الهضيم”! اليوم أن يستمر في تظاهراته حتى بناء سد شط العرب!! ولا يسمح للخونة والفاسدين واللصوص بالهرب!!؟