هل صحيح أننا نزرع الورد، ونحصد الشوك نشك في ذلك؟
نحن نزرع الشوك لنحصد الصبار.. وأزمتنا أزمة تربية وأخلاق، لا أزمة خدمات.
أغلب العراقيين يعانون بشكل او بأخر، من أزمة خانقة، في نقل وتعليم مفاهيم التربية، وحب الوطن والمواطنة لأبنائهم، وحتى الطبقة المثقفة، غالبيتها يعاني من هذا الداء.
لو عدنا قليلا الى الوراء، في أحداث التاسع من نيسان، وبعد سقوط النظام، أشترك أغلب المواطنون، بتهديم البنى التحتيه والأقتصادية لبلدهم، من خلال سرقة، كل ما يتاح أمام أعينهم.. فلم يسلم شيء مخفي او منظور من الخراب والسرقة, بل أن ما موجود تحت الأرض تعرض للسرقة، من أثار ومعادن.
الأغرب من ذلك كله، هو ان قسما من اولئك السراق، أخذ يدخل عالم السياسة ليتصدى لمحاربة الفساد والسراق!
هنا بدأت المرحلة الثانية.. تربية جيل جديد، من قبل سراق العراق ودولته، فتصور سارقا يريبي، ويكافح الفساد ويبني جيلا يبني الوطن وهو يعاني نقص في هرمون الأخلاق!
نحن لم نبني شعبا ولم نغرس معاني الحب، والتفاني والأيثار والتخادم، والتعاون وحب الوطن، في نفوس اطفالنا.. بل علمناهم الغش في الإمتحانات، والتحايل في الطرقات، والكذب عندما يطرق الباب سائل عنا.
الأدهى من ذلك، أننا علمناهم القتل، والذبح والحرق، من خلال وسائل التواصل الأجتماعي, وكيف لا والمتطرفون استباحوا نصف البلاد، في المرحلة السابقة، ليزرعوا أشواكا قاتلة، في أغلب المحافظات التي أحتلوها.
ماذا نتوقع من حاصل بعد هذا كله؟!
بكل تأكيد سنغرق، بواقع من أنعدام الخدمات والمشاكل الأجتماعية المريرة,
اما اذا تنبهنا الى أعادة الحياة، الى هذا الجيل، من خلال غرس مفاهيم الأخلاق الحميدة، والحب والتفاني، وحب الوطن والتخادم والتعاون، فيما بيننا فبكل تأكيد سنحصد أزهارا، تزين ارض العراق.
البلد يعاني من ازمة حقيقية، تخص الأخلاق لا الخدمات، والمتظاهرون الذين يطالبون بالخدمات، هم وغيرهم، يتحملون الجزء الأكبر من هذه الأزمة, وساسة البلاد والمتصدين لملف الخدمات، والذين بنوا هذا الجيل، شركاء أساسيون، في الفشل.
تحت شعار ومن الأخلاق ما قتل. كلنا تشاركنا في ارتكاب الجريمة.