23 نوفمبر، 2024 2:12 ص
Search
Close this search box.

أيها المتظاهرون … عودوا الى منازلكم !!

أيها المتظاهرون … عودوا الى منازلكم !!

لقد أدّيتم الأمانة وقمتم بالواجب ورفعتم عن انفسكم العتب وسجَّلتم اسماءكم في كتاب الشعب بالدم. أوصلتم رسالتكم الى الحكومة. عرفتم الصديق من العدو. كشفتم حقيقة الأحزاب التي تدّعي تمثيلكم وكيف اصطفت ضدكم أو على الأقل لم تخرج معكم وقد كانوا يقولون ليل نهار لئن أُخرجتم لنخرجن معكم ولئن قوتلتم لننصرنكم كدأب كل منافق كذاب. تبين لكم بوضوح ان الميليشيات يمكن ان تطلق عليكم النار وتوجه بنادق داعش الى صدوركم وقد عاشوا في كنفكم ونهلوا من خيركم وكبروا بحليبكم ثم تنكروا لكمفي طرفة عين . اتَّضح لكم ان فرك خشم الحكومة ليس صعبا وكيف راحت تصدر القرارات تباعا تلبية لصفعاتكم. لا يهم أنكم ستكتشفون عاجلا انها تكذب ولن يتحقق شيء وانكم سَتُكَمَّنُوْن (نسبة الى المغفور له كمّون)، المهم انكم اثبتم الأعز من الأذل. تجلّى لكم ركض المرجعية والعشائر وأنهم إنما يمثلون مصالح السلطة أكثر منكم وقد فرّطوا فيكم كأهون ما يكون. المهم إنكم تيقنتم ان سواعدكم الغليضة، وليس غيرها هي ذخركم وقرشكم الأبيض. المشكلة فقط ان الأيام السوداء كثيرة وقرشكم واحد.
عودوا الى منازلكم إذن، يرحمكم الله، لقد انقشعت الغمة وانفكت العقدة وانحلت المشكلة وتمت احالة جميع اعضاء مجلس النواب المنتهية ولايتهم من تسلسل واحد الى تسلسل ٣٢٨ الى التقاعد استثناءا من شرطة العمر و الخدمة. الحق يقال، إنه إجراء معمول به في معظم برلمانات العالم، سوى أن ما يميز الأمر لدينا هو الجشع المفرط والنهم الزائد.
ولكي تطمئنون عليهم في طريق العودة الى منازلكم العامرة بالخيبة والشكوى والمعاناة، فإن البرلمان ردا على افتراءات النائب مشعان الجبوري الذي ادعى زورا وبهتانا ان عضو البرلمان يتسلم راتبا يصل إلى 45 مليون دينار في الشهر، أي ما يعادل نحو 37 ألف دولار، أعلن ، اَي البرلمان، في بيان رسمي ان اعلى معدل لرواتب النواب هو عشرة ملايين دينار، وبذلك سيكون تقاعد البرلماني مقابل خدمة اربع سنوات فقط، ثمانية ملايين دينار، وهو ما يعادل ٦٦٦٦ دولار شهريا أو ٨٠ الف دولار سنويا.
في الواقع، البرلمان هنا يدلِّس على الشعب ويثبت انه لا يتحلى بشجاعة ومروءة السيد الجبوري حتى ولو كانت مشروخة ولا تتورع عن الإعلان بأخذ الرشوة، لأن البرلمان في بيانه تحدث عن الراتب ومخصصاته فقط ولم يذكر تخصيصات الحماية والمكاتب والسكن والطعام وما إلى ذلك كما كان يشير السيد الجبوري.
المضحك في الأمر أن قرار الإحالة صدر باسم رئيس الجمهورية وكأنه صاحب الحل والعقد في البلد، وكأن مجلساً لا ينعقد وأمرا لا يبرم بدونه، وراحت الناس توجه إليه سهام التقريع والتأنيب من كل نوع ومن كل حدب وصوب، وهو حقا يستحق كل ذلك، ونسوا، كما نسى السيد رئيس الجمهورية نفسه، أن الناس الذين أحالهم إلى التقاعد، هم الذين أصدروا قانوناً، قبل أقل من شهر، واعتبروه نافذاً بمجرد التصويت عليه تحت قبة البرلمان، وتباروا في القول، هم وبعض من يسمونهم الخبراء القانونيين، أن لا حاجة إلى عرضه على الرئيس، خلافا لصريح الدستور الذي يلزم مرور القوانين عليه بغض النظر عن الموافقة من عدمها وانه هو وليس غيره يملك صلاحية نشرها في الجريدة الرسمية، وهو ماجرى في عدة مناسبات أخرى خلال العهدة الميمونة التي وصلت إلى شفا الجرف الهاري، للسيد الرئيس، ولو انه كان رئيسا فعلياً بنسبة ١٪؜ لذكرهم بموقفهم ذاك ولو على سبيل المناكفة.
أخيرا وآخراً، ولكي تطمئنوا اكثر على مصير اخوانكم النواب المحالين على التقاعد، هذه مقارنة بما يحصل عليه البعض من كبار قادة العالم من رواتب سنوية بالدولار:
الرئيس الإيراني- ٢٠ ألف.
الرئيس الصيني- ٢١ ألف.
رئيسة كرواتيا- ٦٥ ألف.
رئيس الهند- ٢٩ ألف.
رئيس أندنوسيا- ٢٢ ألف.
رئيس أوروغواي- ١٢ ألف.
رئيس مصر – ٦ آلاف.
تم حذف الكسور من الأرقام لسهولة المقارنة.aleesaleem57@yahoo.com
AleeSaleem?

✍️ from iPhone

أحدث المقالات

أحدث المقالات