23 ديسمبر، 2024 11:11 م

المسؤول ضحية المتملق

المسؤول ضحية المتملق

بنظرة بسيطة الى تأريخ العراق الحديث نجد هناك قصص وامثلة كثيرة على ضحايا المتملقين من السياسيين ففي العراق منذ نشوء الدولة العراقية  نشأت طبقة من الناس وتحت ظروف معيشية صعبة ومعقدة ابتداء من العهد الملكي وسيطرة الاقطاع واذلال الفلاح الى يومنا هذا  وكذلك صغار الموظفين  فنراهم يتلونون في مواقفهم وولائهم بالدقائق وتفننوا بمسح الاكتاف وتقبيل الايادي  وبهذا الشأن هناك مواقف طريفة كثيرة نذكر منا مثلا  في زمن الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم عين المرحوم هديب الحاج حمود وزيرا للزراعة واثناء وقوف الزعيم على المنصة والعراقيين يهتفون بحياة الزعم انتشر خبر اقالة هديب من الوزارة هتفوا ( هديب اقطاعي اشلون تحطة وتأمن بية ) وبعد لحظات جاء خبر اعادة هديب الى منصبة وشاهدوه  واقفا على المنصة بجانب الزعيم هتفوا قائلين ( يهديب اعذرنه انغشينه ) هذه الرواية ليست بحاجة الى تعليق تعكس تلون البعض من العراقيين في مواقفهم ( واقول البعض ) ولا اعمم ولكن هذا البعض اثر كثيرا في تأريخ العراق السياسي ثبت ان العراق هو مصنع للدكتاتورية ويجعل المسؤول العراقي يتصور نفسة هو فلتة زمانة وهو المنقذ وهو الرمز وبدونة سيضيع العراق وهو صاحب فضل على العراقيين لانه تواضع واستلم زمام الحكم في العراق  كل ذلك بسبب كلمات الاطراء والتزلف ومسح الاكتاف وتقبيل الايادي الذي يعتاد عليه المسؤول في كل لحظة من حكمة تجعلة لايرى غير نفسة وشخصيتة القيادية الملهمة  لذلك نراهم يرتكبون اخطاء جسيمة خلال فترة حكمهم يتحمل نتيجتها ويدفع ثمنها العراقيون ومن المبكي المضحك نرى معظم هؤلاء المسؤولين يكون مصيرهم الاعدام واحيانا السحل بالحبال وبأيدي المتملقين انفسهم الذين يظهرون بمظهر المظطهدين من النظام ويطالبون القائد المنتصر الجديد ان يعوضهم عن الضرر الذي لحق بهم من جراء ممارسات النظام السابق وهم يعلمون ان رئيس النظام السابق هو ضحية من ضحاياهم 0
انا اذكر( من باب النصيحة )  كل المسؤولين الحاليين بكل مستوياتهم واحذرهم من المتملقين وان لايستمعوا لهم وان يبتعدوا عنهم لانهم لايحصدون منهم الا الشر وسوء العاقبة  واقول لهم تمسكوا بالشرفاء المخلصين لبلدهم من ابناء العراق غيروا هذا الواقع المر في العراق وتعاونوا مع الاشراف ابحثوا عنهم لانهم لايقفون على ابوابكم لانهم اكبر من ذلك واتركوا المتملقين انهم اعدائكم 0 مع التمنيات بالموفقية للجميع .