22 نوفمبر، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

شكرا للمتظاهرين..أوصلتم صوتكم ..لكن الأمريكيين صمتوا ولم ينطقوا!!

شكرا للمتظاهرين..أوصلتم صوتكم ..لكن الأمريكيين صمتوا ولم ينطقوا!!

المتظاهرون في وسط العراق وجنوبه ، يستحقون منا الشكر جميعا ، بل والتقدير العالي لمواقفهم المشرفة ، وهم من رفعوا رأس العراقيين عاليا الى السماء..وهم من يعلق عليهم هذا الشعب المظلوم الآمال ، في أن ينتشلوا العراق من وضعه المتردي الى الحالة الإفضل!!
أجل..نقول للمتظاهرين السلميين في محافظات الوسط والجنوب وفي بغداد : لقد وصلت رسالتكم .. وقد أسمعتم من به صمم!!
لقد أسمعتم العالم بصوتكم القوي الهادر..وانتم أحفاد ثورة العشرين وكل الثورات العراقية الاصيلة، وبكم نتفاخر أمام الدنيا.. لكن الامريكيين هم فقط من ضموا رؤوسهم وصمتوا كالحجارة، ظنا منهم انهم يغطون الشمس عن غضبكم بغربال!!
نعم ..كان الأمريكيون يساندون أي تظاهرة بسيطة في أي بلد في العالم، سواء في سوريا او ايران او الاردن أو في شمال أقريقيا او دول أوربا أو في دول قارتي أمريكا ، بل ويقيم الأمريكان الدنيا ولا يقعدونها ، بالرغم من ما يجري في العراق، من أهوال لم يجر في أي بلد في الدنيا، ومصائب العراقيين أصبحت فوق حدود التحمل!!
أجل لم يرسل الامريكيون الى العراقيين ولو رسالة من باب رفع العتب ، عن التظاهرات التي انطلقت والمطالب العادلة والمشروعة التي كانت محل مطالبهم في كل تظاهراتهم وهي توفير الماء والكهرباء والخدمات وفرص عمل لملايين العراقيين الذين تحولت معيشتهم الى جحيم.. ولم يصدر عن الادارة الأمريكية أي بيان يعلن مساندته لمطالبكم العادلة أو يهتم بها ضمن اخبار وسائل اعلامهم وهي كثيرة، وكان الرئيس الامريكي ترامب وكبار مسؤولي ادارته يسبحون يحمد الحاكمين في العراق ويشيدون بانتخاباتهم بالرغم من هول التزوير الذي شابها، وينثرون البخور في مكاتبهم ، عل روائح الفساد الكريهة لهؤلاء المسؤولين في العراق لاتصل الى مكاتب الادارة الامريكية ومكتبها الأسود ، كل يوم!!
والعراقيون يعرفون أن السياسة الامريكية ليست (انتقائية) وتتعامل معهم ومع كل شعوب الارض وأنظمتها، بـ (أزدواجبة في المعايير) فقط ، بل وتبلغ حتى حدود الاجرام واستباحة كرامات البشر، إن تعلق الأمر بمصلحتهم هم، ولو أطلقت عليهم الف حذاء!!
والامريكان يعلمون ، قبل غيرهم ممن تعاون معهم في استباحة العراق، واحتلال بلده ، أنهم يتحملون وزر نظام سياسي أقاموه في العراق، وقد صخم وجوههم ، حتى ان العراقيين يلعنون اليوم الأسود الذي اعلن الامريكان مساندتهم لهم في تكريس ظلم اكثر من ظلم النظام السابق بل وحتى اكثر دكتاتورية ، وتعدى كل حدود المعقول في الفساد وأفساد الأنفس والضمائر والعقول ، وكان مسؤولوه الكبار لايقيمون أي عرف لقانون او شريعة او دستور او أخلاق و دين، وقد باعوا بلدهم بثمن بخس دراهم معدودة في سوق النخاسة، حتى وان تحولوا الى عبيد أذلاء للأمريكان وللاجندة الأقليمية التي سامت العراقيين سوء العذاب!!
لم يكن لدى المتظاهرين أي اهتمام يتجه نحو اسقاط الحكومة او إقامة نظام يتجاوز العملية السياسية، حتى وان كفر بها العراقيون ولعنوا الأقدار التي ادخلتهم بها ، لكن المتظاهرين أرادوا ان يحاسب الفاسدون والسراق والمنافقون والدجالون ومن يعتاش على أموال العراقيين ويوغل في حرمانهم من سبل العيش ، ومن اوغلوا في اذلال العراقيين وايصالهم الى هذا المصير الذي لايحسد عليه!!
صحيح اننا لم نشارككم تظاهراتكم الصاخبة المدوية..بعد إن بلغ بنا العمر عتيا، لكن قلوبنا وضمائرنا معكم، وقد اعدتم لنا زمن الشباب، بعد ان صمتت نخبا كثيرة ممن كانوا يدعون انهم هم من يمثلونكم ، وهم صوتكم، لكنهم غابوا هذه المرة، بعد إن اقتربوا من كراسي السلطة، او خشي البعض على نفسه من ان يكون متهما بأنه من أتباع النظام السابق، أو من أصحاب السقيفة ، وربما يتهم بأن أجداده القدماء في عصور الدعوة الاسلامية أنهم كانوا من قتلة الإمام الحسين (ع)!!
شكرا لكم مرة أخرى ايها المتظاهرون الابطال والغيارى ، يامن أعدتم للكرامة العراقية شموخها ورفعتها، وأعدتم تاريخ أجدادكم العظام،، فأنتم محط انظار كل ثورات العالم وفقرائه والمعدمين، وانتم من ارتجف السلاطين من هول غضبكم وسخطكم وقوة شعاراتكم ومعانيها ودلالاتها العميقة المعاني ، وكنتم قد هونتم على كثير من العراقيين مصائب الزمن الأغبر، حتى رفعتم رؤوس العراقيات ، وبكم تغنى ابناء محافظات عروبية أصيلة ما ان طالبت بحقوقها في تظاهراتها المعروفة، حتى ثار عليها الظالمون وعملوا على اخماد جذوتها، بعد ان شوهوا صورتها، ودسوا المتآمرين والعملاء بين صفوفها، لحرفها عن مسارها ، وقد حولوا ارضها وبيوت مواطنيها ومؤسسات محافظاتهم الى أوكار خربة يبكي عليها الحجر قبل البشر، وبقي أبناء تلك المحافظات المنكوبة يعيشون الان في ظلام القرون الوسطى!!
واهالي بغداد لمسوا تحسنا ملحوظا في الماء والكهرباء بعض الشيء ، وان لم يكن بالمستوى المطلوب لكنه حرك حجرا في البحيرات الراكدة ، ولو لم تثوروا على هذه الشاكلة وتنتفضوا بهذه الطريقة لما تقدم أحد من وزارات الدولة بأية خدمات ولبقيت دورهم تعيش الظلام واهاليها بلا ماء ، واحيائهم تحولت الى قرى مقفرة، لكن المتشبثين بكراسي السلطة من وزرائها الفاسدين هم الان أشبه بمن يعيشون حالة (الثول) من هول ما واجهوا من مصير لايحسد عليه، وحالتهم تقترب من حالة بعض الحيوانات المذعورة التي هوجمت، وتبحث عن أي طريق يخلصها من لعنة المطاردين لها، ومن يريدون الانتقام منها ، يوم ارادت نهش اجساد العراقيين ولعق دمائهم، بلا وازع من ضمير أو رادع خلقي!!
وربما يأسف بعض شباب تلك التظاهرات من مواقف بعض شيوخ العشائر ، وبخاصة من الأنبار، ممن أظهروا إذلالا ،لا مثيل له ، على طول مسيرتهم غير المشرفة، وهم من بقوا يعتاشون على فتات الحاكمين، عله يكون بمقدورهم شراء (عباية) و(عقال) و(غترة) و(حذاء) لكي يلبسونها ، عله يقال عنهم انهم شيوخ..ويالبئس (الشيوخ) ممن كانوا على هذه الشاكلة من فقدان الشرف وبقايا الضمير!!
نرفع قبعاتنا إكراما لوقفتكم المشرفة أيها المتظاهرون الابطال في محافظات الوسط والجنوب ، وفي بغداد ، وان كانت بدرجة أقل.. وقد كنا نظن ان عهد الثورات والانتفاضات إنتهى.. لكنكم أنتم من أعدتم لنا الأمل أن الثوار والابطال واصحاب الكلمة ومن ينتخون للشرف وللاخلاق وللضمير ، مايزالون يرفعون الرايات ، وهم موجودون في العراق، بعون الله، وهو ما يبقي دائرة الأمل والفرح الكبير فينا مشعة مزدانة بكل معالم الإقتدار والفخار ، بأن صوتكم لابد ان يصل، حتى وان وضع الامريكان وتابعيهم ومن ارتضوا الخنوع لهم،أصابعهم في آذانهم، فهم،أي الامريكان، يتحملون أولا واخيرا كل المصائب والويلات التي حلت بكم..لكن شجاعتكم وبأسكم وضميركم الحي هو من ، يرفع رأس شعب الكرامات عاليا الى السماء!!
ولو كان الشباب المتظاهرين عقالا ويرفعون شعارات فقط، لبقوا في الساحات لسنوات، مثل أهل الكهف ، لا أحد يسمع لهم او يحقق لهم مطالب، لكنهم فجروا غضبهم حمما، بهذه الطريقة، حتى اشعروا الظالمين ان عهد الظلم والطغيان ونهب ثروات العراق قد طال، ولم يعد للصبر من منزع كما يقال!!
شكرا لكم أيها المتظاهرون ، يوم رددتم قصائد الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي : اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر..وكلمات الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق ، وأناشيده الوطنية كانت حاضرة في ضمائركم ، أن اتركوا لنا الوطن وخذوا المناصب والكراسي ..فنحن لانبحث الا عن كرامة شعب مرغت أنوف مواطنيه في الدرك الأسفل من درجات الاذلال والمهانة، وانتم ايها المتظاهرون أصحاب المطالب المشروعة والعادلة ، فقد آن يوم خلاصكم ، من عهود الظلام والدكتاتورية وحيتان الفساد ومن أوغلوا في الاجرام والتعدي على كرامات العراقيين، وأيام نصركم باتت قريبة بعون الله، وإن غدا لناظره قريب..ولكم منا ومن كل العراقيين الشرفاء ألف تحية وسلام !!

أحدث المقالات