17 نوفمبر، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

الإمام علي لديه لجان للتفتيش وتقصي للحقائق

الإمام علي لديه لجان للتفتيش وتقصي للحقائق

عندما كان عثمان بن حنيف الأنصاري عامله على البصرة كتب إليه الإمام كتاباً شديد اللجهة بسبب حضوره دعوة وليمة مأدبة فيها تجار متنفذين جاء فيها (إلا وأن إمامكم قد أكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه إلا وأنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد ),وأما أبو الأسود الدؤلي فأن الإمام عزله فجاء إليه يستوضح الأمر منه فقال له :(لما عزلتني ما جنيت وما خنت),فكان رد الإمام له :(بلغني أن صوتك يعلو على صوت خصمك ) الغريب بالموضوع أن كلا الحالتين صحيحتين وإن الإخبار الذي جاء عنهما حقيقي ولم ينكر كل منهما ما حدثهم به الإمام ,والسؤال الذي يطرح نفسه من أخبر خليفة المسلمين بما جرى وبما يقوم به عماله وولاته وقضاته بأمور المسلمين وهو في الكوفة وهم في أمصار مختلفة وبعيدةً عنه إلا أن بعد المكان لم يشكل عائقاً في التحقق من المخالفات الموجودة في خلافته من قبل من وضعهم على مقدرات رعيته ؟ يؤكد الباحثين والمحققين في كتب التأريخ ولآكثر من (1400) عام لم يجدوا ولم يعرفوا من كان يأتي بالإخبارات إليه الصادقة غير الكاذبة والمزيفة بل كانت مبنية على حقائق ودلائل وبراهين ,الجواب كان الإمام لديه لجان تقصي للحقائق وتفتيش على عماله دون أن يشعرون بذلك ولم يفصح عنهم لأنهم عيونه وأداواته (جهاز استخباراتي),أذن هو وضع لجان تراقب سير عمل ما يفعلونه ثقاته من المؤتمنين وما يقومون به مع الرعية ,هي أموال ومقدرات ومصائر العباد والحرص عليها واجب أخلاقي وشرعي فضلاً عن الواجب السلطوي,وهو نفسه الإمام كان يتجول متخفي تارةٍ وظاهرٌ تارة في الاسواق للوقوف على حقيقة مشاكل الناس وهمومهم ومعاناتهم الإليمة وإيجاد الحلول الناجعة لها دون الذهاب للمرور ببوابة البيروقراطية المعرقلة ودهاليزها المظلمة,حيث كان لديه بيت ليس في باب لغرض الدخول اليه مباشرة فلا حاجز بوابة ولا سكرتير ومدير مكتب المواعيد ملغاة من قاموس جدول أعماله كل من لديه مظلمة سيقدمها وتنفرج عنه الغمة ,آلية عمل اللجان التي شكلها الأمام منذ أكثر من اربعة عشر قرن تسمى اليوم بعصرنا الإجهزة الرقابية التي تحدد مكامن الخلل والضعف والقوة في مؤسسات الدولة ,وهنالك زيارات تفتيشية مفاجئة تشكل من قبل الوزارت لرصد ما تقوم به الدوائر التي لها علاقة بالمواطنين,هذا كله عمل به الإمام أثناء توليه للسلطة التي ورثها عبارة عن ركام فأعاد تأهيلها من جديد وفق المساواة بعيدة عن الطبقية والفوقية ,كان بأستطاعته الجلوس في قصر فخم والتنعم بملذات الحياة ونعيمها والنأي عن المتاعب رفض ذلك كله وبلا تردد وشارك مواطنيه بما يأكلون ويلبسون بل وأقل منهم ليكون عبرةً لهم في سلوكهم ومنهجهم وهو القائل :(أأقنع من نفسي أن يقال هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر,أو أكون أسوة ً لهم في جشوبة العيش !) ,لم يترك مسيئاً يصول ويجول دون عقاب رادع ,الجميع يخصعون للمحاسبة وآلية توزيع العطاء تجري دون فرق بين عربي وموالي,عندما نجد رعية الأمة الواعية المدركة لقيمة زعيمها ومصلحها وما يؤثره على نفسه في كل شيء لأجلهم ويضحي لهم في سبيل توفير حياة كريمة خالية من الذلة والمهانة فأنها ستكون مطيعة لأوامره وتقف معه ,وآخر ما ختم به الإمام كتابه لأبن حنيف (فاتق الله يا أبن حنيف ,ولتكفك أقراصك ,ليكون من النار خلاصك )

أحدث المقالات