من العقوق التي تعاني منها الدولة العراقية وشعبها بعد عقوق ” النظافة ” و ” عقوق السياسة ” وقد تكلمنا عنها يأتي القسم الثالث وهو المهم والحساس والخطير في حياة الدول والشعوب ذلك هو ” عقوق ألامن ” .
العراق اليوم مستباح أمنيا ومخترق معلوماتيا وأستخباراتيا , وبأمكان ألاجنبي المغرض أخذ أي معلومة يريد : عسكرية , أمنية , أقتصادية , سياسية , أجتماعية , صحية , تعليمية , صناعية , زراعية , بيئية .
فالنواب والوزراء ليسوا من أهل الخبرة في العمل السياسي وفن تداول المعلومة , لذلك تجد على ألسنتهم تطفح المعلومات دون معرفة خطورتها ؟
وكثرة التصريحات من قاعة ألاعلام والصحافة في مجلس النواب غير خاضعة للسيطرة والتنظيم ولذلك هناك صيد ثمين دائما للصحافيين أجانب وعراقيين لآلتقاط المعلومات سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة ونشرها لتحسب على العراق وأمنه في كل المجالات ومن تلك التصريحات غير المطبوخة :-
التصريحات عن معدل ألانتاج النفطي
التصريحات عن أزمة مضيق هرمز وأحتمال أغلاقه المستبعد ؟
التصريحات عن ألارهاب وخلاياه المتحركة .
التصريحات عن الحدث السوري .
التصريحات عن المواقف التركية
التصريحات عن المواقف ألايرانية
التصريحات عن السفارة ألامريكية والسفارات الغربية
التصريحات عن صفقات شراء السلاح
التصريحات عن تراخيص النفط .
التصريحات عن الصحوات .
التصريحات عن المصالحة الوطنية
التصريحات عن أجتماعات التحالف الوطني
التصريحات عن البنى التحتية .
التصريحات عن ألاستثمار وفرص العمل
التصريحات عن البطالة وفرص العمل
التصريحات عن عمالة ألاطفال .
التصريحات عن ألارامل وألايتام .
التصريحات عن الصحة والمرض وألامراض المزمنة .
التصريحات عن الزراعة والمياه والسدود .
التصريحات عن الصناعة والمشاريع الصناعية .
التصريحات عن ألامية ونسبة الفقر .
التصريحات عن السياحة الدينية .
التصريحات عن ألاثار العراقية وسرقاتها .
التصريحات عن القوى والكتل السياسية وألاحزاب .
التصريحات عن الجامعة العربية وعلاقتها مع العراق .
التصريحات عن ألامم المتحدة وممثليتها في العراق .
التصريحات عن التظاهرات وموقف الحكومة والبرلمان .
التصريحات عن السجون وأحداثها ومشاكلها .
التصريحات عن المدارس ونسبة النقص في عددها .
التصريحات حول مايسمى بالربيع العربي وأحداثه .
التصريحات عن المشاكل الحكومية .
التصريحات عن االعلاقة بين الرئاسات الثلاث .
التصريحات حول البيشمركة وقوات دجلة .
التصريحات حول مايسمى بالمناطق المتنازع عليها وهي تسمية خاطئة ؟
التصريحات حول أنتاج وتصدير النفط من أقليم كردستان العراق
التصريحات حول الموازنة السنوية ونسبة أقليم كردستان .
التصريحات حول المرجعية وعلاقتها بالحكومة .
التصريحات حول المليشيات ومن يقف ورائها .
هذه القضايا وغيرها هي التي تشكل فوضى التصريحات غير المدروسة حولها مزيدا من تشويه السمعة للدولة العراقية وهي التي تشكل العقوق ألامنية للعرق .
ويقف وراء هذه الفوضى في التصريحات مايلي :-
عدم أنضاطية ألاحزاب المشاركة في السلطة , فبين أونة وأخرى نسمع ناطقا جديدا للحزب أو القائمة أو الكتلة الفلانية , وأحيانا نجد ناطقين أو أكثر كل يتحدث بأسم تلك لجهة مختصرا ومحتكرا الناطقية له ولا أحد يعرف وجه الحقيقة ؟
عدم تنظيم المواقف والصلاحيات بين الناطق بأسم الحكومة وبين الناطقين بأسم الوزارات والجهات ألاخرى , ونتيجة لذلك كثيرا مايحدث التداخل بين مستشاري رئيس مجلس الوزراء وبين الناطق الرسمي للحكومة .
عدم وجود تنظيم وتعريف لمهمة الناطق الرسمي بأسم الحكومة , ولذلك شهد هذا العنوان تخطبا وفوضى أضرت بسمعة العراق ومهدت الاختراقات المعلوماتية والعقوق ألامنية , حيث يشاهد الناطق الرسمي في السفرات الحكومية للخارج وهذا خطأ تنظيمي , كما يشاهد في لجان وهيئات لاعلاقة له بها مثل : اللجنة ألالمبية للرياضة , ومثل حقوق ألانسان , وكتاب بلاحدود وهو ليس بكاتب ولا باحث , ومثل كفاءات وهو ليس من أصحاب الكفاءة ألاكاديمية أو المعرفية .
ويكمن السبب الخفي وراء العقوق ألامنية للدولة االعراقية وقوعها بين أحتلالين ماكرين هما ألاحتلال البريطاني في عام 1917 وألاحتلال ألامريكي عام 2003 ولكل منهما أثار وترسبات في الحراك السياسي في العراق , ولذلك تجد من ينتقد الحكومة على ضعفها وهو ضالع في علاقة مشبوهة مع طرف بريطاني أو أمريكي وتمويل الحملات ألانتخابية كشف ذلك ورفع رسوم التسجيل والترشيح للانتخابات الى ” 25″ مليون دينار عراقي يأتي في هذا السياق حيث لايستطيع على دفع هذا المبلغ ألا من تورط بالتمويل المشبوه أو تورط بالمال الحرام من ممتلكات الدولة .
ومن ألاسباب ألاخرى مايتعلق بتركيبة الشخصية العراقية التي تمتاز بمايلي :-
القلق وعدم ألاستقرار وألاستثناء موجود .
التعاطي السياسي الفوضوي , فالكل تتحدث بالسياسة ولكن القليل الذين يعرفون مايتحدثون به ؟
الثرثرة ألاجتماعية في الكلام والمعلومات .
حب ألاشاعة وترويجها .
الولع بمفهوم المؤامرة , وألاكثار من الروايات غير الموثقة حولها .
تفشي ظاهرة الحسد وألانانية مما يجعل شخصية كثير من العراقيين تختزن الحقد والكراهية وسوء الظن بألاخرين , وهذه الكارزما هي من يصنع العقوق ألامنية لآن تسريب المعلومات وألاخبار يجد له سوقا رائجة في مجالس البيوت والمقاهي وألاسواق والمحلات العامة ودوائر الدولة , ولذلك وجدت المخابرات ألاسرائيلية سهولة العمل في العراق منذ تأسيس الكيان المحتل في فلسطين ومجموع اليهود العراقيين الذين هاجروا الى أسرائيل بداية الخمسينات وعددهم ” 150 ” ألف هم من شكل الخلية ألاولى لتسريب ألاسرار العراقية الى أسرائيل , ولم يكن الطيار منير روفة الذي هرب الى أسرائيل هو أول جاسوس أسرائيلي ولن يكون ألاخير بعد أن أصبح بعض من دخل البرلمان العراقي عضوا هو من يتفاخر بزيارته لآسرائيل مثلما يتفاخر من وكل محاميا ليدافع عن موكله الذي لايرى في زيارة أسرائيل شيئا يستحق المساءلة في العهد الديمقراطي للعراق , ولذلك أصبحت بعض الجهات ألاسرائيلية تتحرك بحرية في أقليم كردستان العراق والحديث عن صفقة شراء أسلحة من أسرائيل للآقليم كردستان أول من كشف عنها دبلوماسي غربي ثم دبلوماسي عربي ؟
ومن مظاهر العقوق ألامنية للدولة والمجتمع العراقي هو أنتشار الخلايا ألارهابية الوهابية التكفيرية التي أحتضنها البعض بدوافع غير مبررة فكانت وبالا عليهم وعلى الدولة العراقية والذين سمحوا لآنفسهم بتسمية ألارهابيين من أفغان وعرب بأسم المجاهدين هم من صنعوا العقوق ألامنية للدولة والشعب العراقي .