خاص: قراءة- سماح عادل
كتاب “القراءة الجامحة..أسس تنمية عادة القراءة” تأليف “دونالين ميلر”و”سوزان كيلي” ترجمة “سارة عادل” هو كتاب صمم خصيصا لتنمية عادة القراءة لدى الطلاب في المدارس الأمريكية، لكننا سنركز في قراءتنا له على الخصائص الأساسية التي يتسم بها القارئ النهم، حيث يستعرض الكتاب خمسة خصائص أساسية يتصف بها القارئ النهم، وقد استخلصت الكاتبتان هذه الخصائص من استبيان أجري على عدد من القراء النهمين في أمريكا.
حياة القارئ النَّهِم..
إن السبيل نحو اكتساب عاداتِ قراءةٍ تستمر لمدى الحياة؛ يعتمد على التطبُّع بنمط حياة قائم على القراءة، بالإضافة إلى التحلِّي بمهارات القراءة واستراتيجياتها. إن الأطفال الذين يحبون القراءة ويرون أنفسهم قرَّاءً هم الأكثرُ نجاحًا في المدرسة، ولديهم أعظم الفرص في الحياة. إن الفشل في تخريج جيل يقدِّر القراءة له عواقب طويلة المدى على الجميع.
يعرف الكتاب “القراءة الجامحة” والذي يفضل ذلك الوصف عن وصف “القراءة النهمة” بأنها: قرَّاءٌ يدمجون القراءة في هُوِيَّاتهم الشخصية لدرجةِ أنها تتداخل في حياتهم مع كل شيء آخَر يثير اهتمامهم. القراءة أمر مهم في نظرنا؛ لأننا نعرف أنها ستتيح فرصًا أكاديمية ومهنية واجتماعية، لكنها في نظر القرَّاء ليست سوى جزءٍ من هُوِيَّتهم.
وقد حددت الكاتبتان خصائص القراء الجامحون الخمسة وهي:
1- القرَّاء الجامحون يخصِّصون وقتًا للقراءة..
ليس مستغربًا أن المتطلبات اليومية تَحُول دون قراءة كثيرٍ من البالغين بالقدر الذي يريدونه؛ فالأطفال الصغار في المنزل، والتزامات العمل، والإرهاق، كلُّ ذلك يحدُّ من وقت القراءة المتاح لدينا. وحتى عندما نتمكَّن من اختلاس لحظات قليلة للقراءة، نشعر بالذنب؛ ففي النهاية، بينما نقرأ، لا ننظف البيت أو نساعد أطفالنا في واجباتهم، أو نتحدَّث مع أزواجنا، أو نفعل أيٍّا من الأعمال التي تبدو أكثر إنتاجيةً. تصبح القراءة نشاطًا مترفًا لا يمكننا تحمُّل ثمنه، فيبتعد بعضُنا عن عادة القراءة عندما لا يستطيع الالتزام بأدائها على نحوٍ منتظم.
عندما تسأل القرَّاء الجامحين عن مقدار الوقت الذي يقضونه في القراءة كلَّ يوم، لا يتمكَّن معظمهم من تحديدِ عددٍ معين من الدقائق أو الساعات، فهم لا يعرفون ذلك. القرَّاء الجامحون لا يحتفظون بسجلات للقراءة، لكن ٧٨ في المائة من الأشخاص الذين أجابوا على استطلاع رأي القارئ النَّهِم، أشاروا إلى أنهم يقرءون لأكثر من أربع ساعات أسبوعيٍّا، وذكر الكثيرون منهم أيضًا أنهم يقرءون نحو عشرين ساعة أسبوعيٍّا. وفي أثناء عطلات نهاية الأسبوع، والإجازات، والعطلات الرسمية، يقرأ القرَّاء النَّهِمون ما يصل إلى أربعين ساعة في الأسبوع. وعددُ ساعات يومِ القرَّاء النَّهِمين ليس أكثر من عدد ساعات يومِ أيِّ شخصٍ آخَر، فكيف إذن يجدون الوقتَ للقراءة؟ ما يتضح لنا هو أن هؤلاء القرَّاء يقرءون في الأوقات الحرجة؛ إذ يختلسون لحظاتٍ قليلةً للقراءة بين المواعيد التي يرتبطون بها، أو في أثناء انتظار أطفالهم للانتهاء من تدريبات الرقص، أو قبل النوم ليلًا. الحياة مليئة باللحظات الضائعة بين التزاماتنا اليومية. إن اختلاس اللحظات الثمينة من هنا وهناك للقراءة مهارةٌ مُكتسَبة، والأطفال الذين لا يَنشَئون وسطَ أشخاص قارئين قد لا يفهمون كيف يُخصِّص القرَّاء الجامحون هذا الوقت الطويل للقراءة
بالرغم من أن بعض القرَّاء الجامحين يكتسبون القدرةَ على حجب المشتِّتات في أثناء القراءة في الأماكن العامة، فمعظمُهم يفضِّلون الوجود في بيئة مريحة وهادئة. إنَّ إدراك العقبات الشخصية التي تمنع القرَّاء من القراءة بالقدر الذي يرغبونه؛ يساعدهم في وضْعِ استراتيجياتٍ للتغلُّب على هذه العقبات.
2- القراء الجامحون يختارون المواد التي يقرءونها بأنفسهم..
يستخدم المشاركون في استقصاء القارئ النَّهِم مصادرَ متعدِّدة لمعرفة الكتب التي قد يحبون قراءتها. يحصل القرَّاء على معظم كتبهم من ترشيحات الكتب التي تأتيهم من قرَّاء آخرين يعرفونهم؛ وعليه، فإن أصدقاءَنا وأفراد عائلتنا وزملاءَنا وطلابنا القرَّاء لا يعرفون الكتب فحسب، بل هم يعرفوننا كذلك، ويقدِّمون لنا اقتراحاتٍ قائمةً على انطباعاتهم عن الكتب التي نحبها، وسنستمتع بها. وبعيدًا عن الشهادات الشخصية، يذكر القرَّاء النهمون المصادرَ التالية بالتحديد كمصادر لاكتشاف الكتب: (زملاء المهنة- قوائم الكتب- واجهات عرض متاجر الكتب والمكتبات العامة- المدوَّنات والمواقع المتخصِّصة في المراجعات النقدية للكتب- مدوَّنات المؤلِّفين ومواقعهم الإلكترونية- مواقع التواصل الاجتماعي).
3- القراء الجامحون يتشاركون الكتب ويقرءون بصحبة قرَّاء آخرين..
من الضروري أن يكون هناك قرَّاء آخرون تتحدَّث معهم؛ لأنك إذا كنتَ القارئ الوحيد، وليس لديك مَن تتحدَّث معه، فإن الكتاب والانفعالات والشخصيات ستظلُّ سرٍّا. حين تصادِف أشخاصًا آخرين يحبون الكتب، يبدو الأمر كما لو أن مستوى الأكسجين قد ارتفَعَ في الغرفة! أجد كثيرين ينبذون القرَّاء النَّهِمين، ويتحدَّثون عن مدى انشغالهم البالغ، في محاولةٍ لإحراجنا نحن القرَّاء وتصنيفِنا كأناسٍ بلا حياة اجتماعية. (وإلا فلِمَ نقرأ؟)
إننا جميعًا مخلوقات اجتماعية تسعى نحو الانتماء إلى آخرين يشاركونها نفسَ القِيَم والاهتمامات. يحتاج القراء إلى قراءٍ آخرين، ووجودُ مجتمعات قراءة ف يفيد القراء الجامحين والقراء الأقل حماسًا، من خلال تخصيص مكانٍ للقراءة يدعم جميع القرَّاء بصرف النظر عن موقعهم على الطريق نحو القراءة الجامحة.
تنطوي مجتمعات القراءة على المزايا التالية: (دعم العلاقات مع القراء الآخرين- زيادة مقدار ما يقرؤه القراء- تحدي القراء لتوسيع حدود عالمهم- زيادة استمتاع القراء وتقديرهم لما يقرءونه- اقتراح عناوين لمزيدٍ من القراءة- تشجيع الانتباه لما تقرؤه وتشاركه مع الآخرين).
يتيح ظهور مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” بالإضافة إلى المواقع التي تقوم فكرتها على القراءة، مثل “جودريدز” للقرَّاء فرصَ التواصُل مع القراء الآخَرين حول العالَم، وتوفِّر مجتمعاتِ قراءةٍ نَشِطةً لا يقيِّدها القربُ الجغرافي. يتيح الوصول المباشِر لقراءٍ آخَرين كمٍّا هائلًا من ترشيحات الكتب، ودعمًا مستمرٍّا لهوسنا بالقراءة.
4- القرَّاء الجامحون يضعون خططًا للقراءة..
إننا نحن القراء الجامحين نتحدَّث عن الكتب التي نقرؤها حاليٍّا، أو تلك التي انتهينا لتوِّنا من قراءتها، لكننا كذلك نتأمَّل الكتب التي نخطط لقراءتها بعد ذلك، فذلك الترقُّب لتجربة قراءة رائعة أخرى يقود حماسَنا واهتمامنا المستمر للقراءة. فإذا لم يكن الكتاب الذي انتهينا من قراءته للتوِّ مذهلًا، فلا بأس، هناك دائمًا الكتاب التالي. حتى إذا انقطعنا عن عادة القراءة اليومية لفترة من الوقت، كل القراء النَّهِمين يختبرون تقلُّباتٍ في حياة القراءة، لا يخطر ببالنا أننا لن نمسك بكتابٍ آخَر أبدًا. إن الفارق بين القراء وغير القراء هو أن القراء لديهم خطط.
كيف يخطِّط المجيبون على استقصاء القارئ النَّهِم لقراءاتهم المستقبلية؟ إننا نحن، القرَّاء النَّهِمين، نتطلَّع إلى الكتاب التالي، فنلجأ إلى مصادر متنوِّعة لمعرفة الكتب التي قد نحبُّ قراءتَها، وللحصول على المساعدة في التخطيط لما سنقرؤه بعد ذلك. في حين أن عددًا ضئيلًا من المجيبين يعترفون بأنهم يعتمدون على الصدفة لتقودهم إلى الكتب، فإن معظم المجيبين يخطِّطون مسبقًا للكتب التي سيقرءونها.
فيما يلي ممارساتُ القراء النَّهِمين: (الاحتفاظ بمجموعاتِ كتبٍ يَنْوون قراءتها في المستقبل- الاحتفاظ بقائمةٍ بعناوين الكتب التي يخطِّطون لقراءتها- طلب الإصدارات الجديدة وكتب السلاسل أو كتب مؤلِّفيهم المفضَّلين مسبقًا).
إن وضْعَ خططِ القراءة القصيرة المدى والطويلة المدى يساعدهم على إنعاش حياة القراءة خاصتهم، وتوسعة آفاقها. ويحذر أحد القراء قائلًا: “إن معرفة الكتاب التالي الذي سأقرؤه يبقيني مواظبًا على القراءة؛ إنني أشعر بالسعادة الغامرة في كل مرة أقرأ فيها كتابًا من اختياري، وخاصةً إذا انتهيتُ منه، ويا له من شعور جيد! لكنْ إذا لم يكن لديَّ كتابٌ آخَر أبدأ فيه، أو إذا لم يكن الكتابُ التالي الذي بدأتُ في قراءته جيدًا، فإنني عادةً ما آخذ فترةَ توقُّف طويلة عن القراءة”.
بالإضافة إلى تخطيط القراء الجامحين للقراءة المستقبلية؛ أيِ التأمُّل الجدِّي فيما سيقرءون بعد ذلك ووقت قراءته، يتأمَّل القراء الجامحون أيضًا تجاربَهم وعاداتِ القراءة لديهم، فيحدِّدون المَواطِنَ التي يودُّون تحسينَها أو إثراءَها. إنهم يضعون أهدافًا شخصية مثل قراءة عدد معين من الصفحات كلَّ يوم، أو يعلنون عن نيتهم قراءةَ كل أعمال مؤلِّف بعينه. وبينما تتضمَّن بعض خطط القراءة أهدافَ مجتمعِ القراءة الذي ننتمي إليه يضع القراءُ النَّهِمون في الأساس خططَ قراءة تناسِب أذواقَهم واحتياجاتهم الخاصة. إن دورة التأمُّل وتحديد الأهداف والفعل هذه تدعم إحساسَ كل قارئ بحرية إرادته، وبالمسئولية إزاء القراءة.
أنواع خطط القراءة:
في حين أن القرَّاء يضعون أهدافَ قراءةٍ طويلةَ المدى وقصيرةَ المدى على حدٍّ سواء، يمكننا تصنيف خطط القراءة في نوعين: (1- خطط الالتزام التي تبني أساسًا قويٍّا لعادات القراءة، 2- وخطط التحدِّي التي توسِّع آفاقنا القِرَائية). يحتاج القراء الجامحون إلى المُداوَمة على سلوكيات القراءة لديهم، والاستمرار أيضًا في التطور.
خطط الالتزام: إن القراءة الجامحة تحتاج إلى الالتزام، فمن دون جهد وتخطيط واعٍ، قد يهجر القرَّاء الجامحون بسهولةٍ عاداتِ القراءة اليومية. لابد أن يلتزم القراء بالقراءة، ويخطِّطوا لإجراءاتٍ تتعامل مع العقبات التي قد يواجهونها؛ فمن دون هذا الالتزام الشخصي بالقراءة، يظل القراء معتمِدين على قوًى خارجية تحفِّز مؤقتًا عادات القراءة لديهم.
خطط التحدِّي: يحتاج القراءُ الجامحون إلى فُرَصٍ للتطور وتوسيع نطاق معرفتهم. يتذكَّر القراءُ الجامحون، مدفوعين برغباتهم الشخصية وحاجتهم المستمرة إلى إبقاء القراءة نشاطًا ممتعًا، حياةَ القراءة خاصتهم، ويتأمَّلون إنجازاتهم، ويبحثون عن طرقٍ لإضافة التحديات. إذا كنتَ تقرأ كثيرًا بالفعل، فكيف تُبقِي القراءةَ نشاطًا جذَّابًا ومنعشًا بالنسبة إليك؟ ما الكتب التي تقرؤها؟ كيف يستمر القرَّاءُ الجامحون في التطوُّر؟ إن تحديدَ أهدافٍ طموحة يضع أمام القراء الجامحين تحدياتٍ فرديةً تقدِّر ما وصلوا إليه والغايةَ التي يقصدونها. تتيح تحدياتُ القراءة لهم أن ينطلقوا بخيالهم نحو أكثر أحلام القراءة جموحًا، ويملئوا الثغراتِ في قائمة قراءاتهم، ويحفزوا أنفسهم.
ليست تحدياتُ القراءة بمنافسات بين قرَّاء أو مجموعاتٍ من القرَّاء؛ إذ على الرغم من أنه من الممكن أن يضع كثيرٌ من القراء الجامحين تحدياتٍ متشابهةً، فإن كلَّ قارئ متفرِّدٌ بذاته. يجب أن تتيح تحدياتُ القراءة للقراء الجامحين أكبرَ قدرٍ ممكن من الاستقلالية والإرادة الحرة؛ فالقراءُ الجامحون، الملتزمون بالفعل بالقراءة، يريدون فرصًا لاختيار أهدافهم الخاصة غير مُثقَلين بأعباءِ توقُّعات الآخَرين، أو الحدود التي يفرضونها عليهم.
5- القراء الجامحون لديهم تفضيلات..
يُظهِر المجيبون عن استقصاء القراء الجامحين الذي اعتمد عليه الكتاب مجموعةً متنوعة ومذهلة من التفضيلات، ونظرًا لأن معظم المجيبين عن يعملون مع الأطفال والمعلمين في الفصول المدرسية والمكتبات أو ناشري كتب الأطفال، فإن الكاتبتان لم تفاجَئا بأن مائة بالمائة تقريبًا من المشاركين يحبون أدب الطفل والناشئين. ومع ذلك، لم يُقصِر هؤلاء القرَّاء الجامحون قراءاتِهم على كتب الأطفال. يقرأ المجيبون كثيرًا في كل شيء؛ مشيرين إلى سعة تجاربهم مع القراءة التي تضمَّنَتْ كتبًا للبالغين، ونصوصًا
احترافية، وكتبًا للجماهير الأصغر سنٍّا.
إن التفضيلات ليست ثابتة، فالقراء الجامحون يتأرجحون بين الأنواع المختلفة من مواد القراءة وفقًا لاحتياجاتهم واهتماماتهم في أي وقت. وبينما يزداد القراءُ والنصوصُ تعقيدًا، قد تتغيَّر الأذواق. إن الارتباط بمؤلِّفين محدَّدين وبموضوعات معينة يشكِّل تفضيلات القراء، أيضًا. وعلى الرغم من أن القراء الجامحين يعبِّرون عن تفضيلاتٍ متنوِّعة في الأشياء التي يحبون قراءتها، تظهر اتجاهات معينة في أذواق القراءة تنطبق على كثيرين منهم. ستميِّز بالتأكيد قراءً تعرفهم عند تأمُّل الأنواع التالية من التفضيلات في القراءة: (تفضيل القراءة العميقة في لون أدبي واحد أو لمؤلِّف واحد- تفضيل الأدب الروائي على الأعمال غير الروائية أو العكس- تفضيل سلاسل الكتب- تفضيل الروايات المصوَّرة والمجلات أو المحتوى المتوافر على الإنترنت- تفضيل إعادة قراءة الكتب المفضَّلة- تجنُّب قراءة لون أدبي معين).
الكتاب يقدم دليلا هاما للمدرسين في المدارس الأمريكية لمساعدة الطلاب على اكتساب عادة القراءة كعادة دائمة طوال الحياة، حيث أن التعليم الأمريكي يخصص جزءا منه لمادة تسمى القراءة، تهدف بشكل أساسي إلى تنية عادة القراءة لدى الطلاب منذ الصغر.. لكن ممكن الاستفادة منه أيضا إذا رغبنا في تعليم أبنائنا القراءة وغرسها فيهم كعادة يومية.
الكاتب..
“دونالين ميلر” معلِّمة لغة ودراسات اجتماعية في مدرسة “ترينيتي ميدوز” في مدينة “كيلر” بولاية “تكساس”. تكتب في بعض المجلات القومية، مثل مجلة “ليبراري سباركس ماجازين”، ولها مدوَّنة بعنوان “الهامسة بالكتب” تعرض فيها أفكارها وأساليبها في تعليم القراءة وحثِّ الطلاب عليها.
“سوزان كيلي” مُعلِّمة لغة بإحدى مدارس “تكساس” بأمريكا. أقامت على مدار حياتها المهنية ورش عمل للقراءة والكتابة تحثُّ فيها الطلاب على حب كل جوانب اللغة المكتوبة.