مشكلة الإنسان كبيرة وعويصة عندما يحلم وفجأة يتحقق هذا الحلم وأكثر من هذا عندما يتخيل أمور لا يجدها حتى في الأحلام وفي ضربة حظ يرى أن هذه الأحلام تحققت على أرض الواقع ولنقرب الحالة حتى نكون أقرب للواقع من الكلمات التي نسطرها في هذه السطور ، فلو كان أحدنا حافي متسول في دول الفرنج حاملا حقيبة على ظهره يجوب الأسواق بائعاً لكارتات الخلوي ومستهلكا اقوى الأحذية البريطانية مثلا أو دلال ما بين المشافي وما بين الأطباء الذين يصلون توا للبلد وهو يعمل جاهدا على تعيين هؤلاء الأطباء مقابل مبلغ تافه من الجنيهات أو أحد المضمدين ( مع احترامنا للشرفاء منهم ) وفي ضربة حظ يصبح وزير أو نائب في البرلمان أو سياسي مهم في المنطقة الخضراء فكيف يتصرف هذا أو ذاك وكيف يبرمج العقل بين ما كـــان وبين ما هو عليه الآن ، بالتأكيد العقل لا يتحمل أن يطفر هكذا طفرات إلا ويصاب بنوع من الهوس أو التخبط أو عدم الاتزان وهذه حالة طبيعية في تطور العقول وفي عدم تحمله لفكرة مفاجئة عندما يمر على العقل هذا الانقلاب السريع ما بين ( الأمس واليوم )،هكذا هم ساسة العراق الجدد من الشيعة حصرا لأننا نعلم أن كل المزورين وكل المتصيدين للمناصب وكل النصابين أصحاب الشهادات المزورة من المذهب الشيعي للأسف ، ولا أعلم السر في العلاقة (الثنائية الترابطية) ما بين التزوير والدجل والمذهب الجعفري بالذات ، وبالذات من يدعي أنه من الإسلام السياسي وهنا حتى لا أُعُمم ما أقول فإني أقصد رجال الإسلام السياسي الشيعي حصرا وليس لي شخصيا مشكلة مع الشيعة لان نصفي منهم لكن مشكلتي مع الطريقة التي يتعامل بها رجال الدين الشيعة وفي تحويرهم لأبجديات المذهب لصالح مصالحهم وكيف يتم الاستهانة بالعقل الإنساني لصالح منافع تافهة وكيف هي عقول أغلب الشيعة التي تركض بلا تفكير خلف سراب اسمه ( مرجع ) دون أن تتمسك بالكتاب والسنة وهذا هو خلافي معهم ، لكن من لا يستطيع أن يرد على اسئلتي يذهب إلى اقرب طريق وهو أن يبصم الفواز بالطائفية ولكنهم في ضلال مبين .
إن فكرة التزوير والنصب والدجل عند الشيعة جاءت من عقول فهمت السر الغامض في شخصية رجال الدين الكبار ( المراجع ) وعلمت هذه العقول أن فكرة تسيد رجل الدين الكبير هي فكرة جاءت من النصب والتزوير والضحك على عقول الناس ودليلنا هو في كشف مهنة رجال الدين الكبار وما هو عملهم وهل يستحقون الملايين التي يحصلون عليها من تعب وجهد وعرق جبين العوام من الشيعة وهم نائمون إلى الظهر والرجل الشيعي يعمل بجد وجهد كل النهار ليدفع خمس ما يحصل عليه إلى هؤلاء النصابين .
يحاول رجال الدين الكبار من الترويج لفكرة هي ” أن كل شيعي هو وطني ، كل شيعي هو محب للإسلام ، كل شيعي هو المظلوم ، كل شيعي هو السائر في السكة الصحيحة ، كل شيعي هو نموذج مصغر لأهل البيت ، كل شيعي هو سليل الحسين ، كل شيعي هو مخلص في كل عمل يقوم به ، كل شيعي هو صاحب حق ، كل شيعي هو الرجل المستقيم ، كل شيعي هو الداخل للجنة كل شيعي هو من الفرقة الناجية ” وهذا ما يجعل الساسة الماهرين يتعاملون مع نفس الفكرة لأجل اقناع العقول العامة بأن الساسة وببركة المراجع هم الناصرون للمذهب دون أن يعلم هذا الشيعي البسيط أنه أداة بيد هؤلاء الشافطون لأمواله وهو الفرح بهذا النصر .
إن زرع فكرة أن الشيعي وطني في عقول الشيعة من العامة حتى لو كان عميلا لخارج الحدود فكرة يكرسها المراجع ويساندهم الساسة وفيها اعتبارات كثيرة منها اقناع هذا الشيعي بأنه الأفضل بأنه الأحسن بأنه الأمثل بأنه السائر على خطى سيد شهداء الجنة بأنه المدافع عن الإسلام وعن الرسول والكتاب والجميل بالموضوع أن الطرفين يعلمون إن الطرف الآخر يضحك على الآخر ، فالمراجع ومعهم الساسة يعلمون إنهم يضحكون على الشعب والشعب يعلم أن المرجع والساسة يضحكون عليهم ، ولكن بما إنهم أقلية في العالم الإسلامي نجد فكرة نصرة المذهب تجاوزت حتى مفهوم العدل والإنصاف ، وهذا يعني أن الشيعة مصابين بـ ( الشوفينية المذهبية ) فما دام هذا الرجل من شيعة أهل البيت إذن هو وطني وما دامت هذه المرأة من شيعة الإمام فهي مؤمنة عفيفة شريفة حتى لو كانت من راقصات الملاهي .
فالشيعي هو وطني حتى لو كان عميلا لإيران ( كما في الصدر والحكيم وغيرهم ) والشيعي هو وطني حتى لو كان جاسوسا لإسرائيل ( كما مع الجلبي صاحب فكرة البيت الشيعي) والشيعي هو الوطني المخلص حتى لو كان مجرما كما مع الزاملي ( بياع جثث الأبرياء في بورصة الطب العدلي ) والشيعي وطني حتى لو كان متلون منافق كما مع عزة الشابندر وعادل عبد المهدي وشعارهم الأزلي يبقى
( أنا شيعي … إذن أنا وطني )