24 ديسمبر، 2024 2:09 ص

عندما نحل ازماتنا بالتقادم

عندما نحل ازماتنا بالتقادم

“عفية عليها”  طبقتنا السياسية ـ بالتركي “عفارم” وبالفارسي هم “عفارم”ـ لانها توصلت الى شئ اذا تريده اختراعا “فهو اختراع ويستحق منحه براءة”. واذا تريده اكتشافا فهو اكتشاف. وملخصه ان اية ازمة يمكن ان تمر بها البلاد تحل “نفسها بنفسها” لكن بالتقادم. الامثلة على مانقول كثيرة جدا. ولناتي اليها نقطة نقطة. هل بامكان احد ان يقول لي اين سلسلة اتفاقيات اربيل  الاولى والثانية والثالثة؟ الم تتضمن تعيين الوزراء الامنيين الدفاع والداخلية والامن الوطني. اين هم .. يسمعون صوتكم حتى لحظة كتابة سطور العام القادم في مثل هذا اليوم. هل ثمة من يتحدث الان عن وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني؟ لا احد طبعا. بعد قصة الحقائب الامنية انتقلنا الى قصة “اقمش” وهي المجلس الوطني للسياسات العليا. شهور عديدة ونحن نفطر ونتغدى ونتعشى مجلس وطني مرة للسياسات العليا ومرة للدراسات الاستراتيجية. ونظرا لاهميته البالغة على امننا القومي فقد “دخنا سبع دوخات” في توزيع مقاعد الجلوس بين رئيسه اياد علاوي والرؤساء الثلاثة “الجمهورية والبرلمان والوزراء”. ومع ذلك طواه النسيان وكانه حديث خرافة لكن بلا ام عمرو . ودارت الايام واذا بنا ننشغل بقضية سحب الثقة عن الحكومة ورئيسها. وبلغت الازمة ذروتها مع جمع التواقيع وما رافقها من كلام عن تزوير هنا وانسحاب هناك. وما هي الا اسابيع حتى هدات قضية سحب الثقة لننشغل بالمؤتمر الوطني. ومع اننا اختلفنا على تسميته فانه شغلنا لبضعة شهور سواء كان مؤتمرا او لقاء او اجتماعا . وبالتقادم انتهت حكايته حتى تحولت الى اثر بعد عين ومثله الحديث عن الاصلاح وورقته الخالدة التي تتضمن 70 بندا ولكن المحصلة لا بند ولا تبنيد. وفي حال تورط احدنا بسؤال  برئ او حتى ساذج عن السبب في عدم عقد هذا المؤتمر ومعه ورقة الاصلاح فان التهمة التي توجه اليه هي انه نائم ورجلاه بالشمس. واذا كان الشئ بالشئ يذكر بودي ان اطرح على حضراتكم  سؤالا استفزازيا هو  .. من يتذكر منكم عمليات دجلة؟ اليست هذه العمليات كادت تحدث حربا “داحسية غبراوية” بين البيشمركة والقوات الاتحادية؟ وجاءت الوفود وراحت الوفود وتقابل الجيشان؟ السؤال اين هم الجيشان الان؟ ازمة وعدت بالتقادم حتى وصلنا الى التظاهرات؟ وهذه بحد ذاتها “خوش سالفة”. ليس المهم كيف تحل؟ بل كم تستمر لانها في حال طالت وعرضت راح “نضوج” لاننا  نريد ازمة اخرى “فريش” نلهي بها انفسنا الى الانتخابات القادمة ويحلها عند ذاك الف حلال. فبعد الانتخابات ننشغل بحكاية التزوير والعد والفرز والجلسة المفتوحة وغير المفتوحة والكتلة الاكبر واختها الاصغر ومتى تشكل الحكومة وهو ما يعني “سنة ليكدام”. هل نسينا شيئا؟ نعم ملفات الفساد بحالها. ولابد هنا من طرح اسئلة سريعة .. اين نتائج التحقيق بصفقات عقود الكهرباء ووزارة التجارة والدفاع وامانة بغداد والقمة العربية؟ وقبل ما اختم المقال لدي سؤال اخير.. البطاقة التموينية .. وين ضرب بيها الدهر؟ هل مازالت مستمسكا رابعا؟