هل يُهم شركة ” لوك اويل ” النفطية في البصرة او سواها من الشركات الأخريات , في تعيينها لموظفين عراقيين اذا ما كانوا من من محافظةٍ محدّدة او سواها .! أمْ أنّ الكفاءة وشروط التعيين المطلوبة هي الأساس في ذلك , وذلك من البديهيات والمسلّمات . أمّا على صعيد تعيين عمّال وسائقي عجلات فلابدّ أن ّ الذين قدّموا اوراقهم ” وفق الأعتبارات المطلوبة ” قبل غيرهم , فهم مَن حالفهم الحظ اولاً . وذلك كلّه يرتبط بأتفاق وزارة النفط مع الشركات النفطية الأجنبية العاملة على تعيين نسبة محددة من الملاكات العراقية ممّن يحملون المؤهلات المطلوبة .
ثُمّ , هل ازمة الكهرباء الفتّاكة بدأت هذا الأسبوع كي تحدث هذه الفوضى المسلّحة في البصرة للتحجّج بالكهرباء الوطنية .! ولماذا لم يحدث في تظاهرات كربلاء والنجف بمثل ما يحدث في البصرة , وهي تظاهرات منتظمة وسلميّة وجديرة بالتقدير .
وَ وِفقاً لوزير النفط السيد جبار اللعيبي فأنّ المتظاهرين حاولوا صباح امس الخميس اقتحام احدى المواقع النفطية في حقل غرب القرنة \ 2 , وتسببوا في احراق بعض ابنية المدخل الخارجي وعدد من الكرافانات وحرق سيارة شرطة واتلاف بعض الأجهزة الكهربائية والعبث بها , بالأضافة الى الإعتداء على بعض الموظفين وافراد القوات الأمنيّة , وكأنهم هم سبب الأزمة .! , والى ذلك فقد عرضت وسائل التواصل الأجتماعي فيديوات موثّقة عن اقتحام المتظاهرين لمقرّات شركات نفطية اخرى وجرت عمليات نهب وسلب بعض اجهزة التبريد الخاصة بالحقل النفطي , وقد ذكرت المصادر الإخبارية ايضاً أنّ متظاهري البصرة قد طالبوا شركات النفط هناك بطرد جميع الموظفين الذين لم يولدوا في هذه المحافظة بما فيهم اجانب وعراقيين ! واستبدالهم بأهالي المحافظة , كما طالبوا الشركات أن يتم ضمان % 80 على الأقل من الوظائف التي تقدمها الشركات لمواطني البصرة .!
وكم يجري تشويه سمعة العراق يوماً بعد آخر , ولعلّه جديرٌ بالذكر أنّ بعض التنظيمات والفصائل السياسية والمسلحة قد اعربوا عن تأييدهم لمطالب المتظاهرين عبر اساليبهم المرفوضة للأحتجاج وبكلّ المقاييس .!
من الطبيعي واكثر من ذلك , أنّ لا تظاهرة تخرج او تنطلق في ايّ من دول العالم دون ان تكون لها قيادة او منظّمين او محرّضين , فهل قادة تظاهرات البصرة على رضاً كامل بمجريات ما حدث من تجاوزات , أم أنّ التجاوز تكمن خلفه اهداف سياسيّة ولعلّ اوّلها الضغط على حكومة العبادي ومحاولة اسقاطه قبل احتمال فوزه في الأنتخابات المقبلة .! ونحن هنا لسنا من مؤيدي العبادي ولا غيره من الجميع , وهل ما يجري في هذه المحافظة الجنوبية له علاقة بالفترة التي تسبق نتائج العدّ والفرز , او كلاّ .!
كافة العراقيين وفي كافة المحافظات يعانون من إجحافٍ وظلم في كافة الميادين الأقتصادية والأجتماعية والسياسية ومنذ خمسة عشر عاماً , ويستحيل أن يتغيّر ذلك تحت وفوق ظلّ أي حكومة جديدة ستفرزها اعادة عملية الفرز والعدّ , وقد يتطوّر الأمر نحو الأسوأ من السيّئ . ثمّ وإذ من حقّ كلّ مواطني المحافظات التعبير عن احتجاجاتهم المشروعة سواءً في البصرة او المحافظات الأخرى , إنّما لمصلحة مَن جرى ايقاف تصدير النفط من الحقول الجنوبية للعراق بسبب هذه التظاهرات .! وهل اعمال العنف والشغب والسرقات ستعيد للأخوة مواطني البصرة حقوقهم كاملةً دون نقصان .! , وما يجري الآن وقد يتدفّق جريانه اكثر فأكثر , فما النتيجة المتوخاة التي يبتغوها قادة التظاهرات من الجانب غير السياسي والأنتخابي .!
كلُّ الأمال مُعلّقة وبتعليقٍ ذو ارتجاج نحو البحث عن حلولٍ وسطية ولو بصيغة الحدّ الأدنى لتهدئة الموقف وتسكينه , ولو حتى مؤقتاً !