تحرص الجامعات الى تفعيل وزيادة النشر العلمي كونه احد الادوات التي تعتمدها في بناء منظومة معرفية خاصة بها . وتأتي المجلات العلمية كوسيلة فاعلة في نقل الجهد البشري الرصين من ابحاث ودراسات ومقالات لاساتذة وتدريسيين وباحثين . حيث لاتخلو جامعة عراقية من مجلة علمية متخصصة تنوعت بتنوع الاختصاص العلمي . لذا فأن المجلة افضل وسيلة فاعلة لإيصال النتاج الفكري الرصين عبر قنوات خاصة لذلك تكون في اغلبها محكمة ومعترف بها (دوريات علمية) لكي تعطي الحماية الفكرية والخصوصية لهذا النتاج ومن ثم الفائدة العلمية المرجوة منه .
وعلى الرغم من الاهتمام الكبير في هذا المفصل العلمي الا ان مؤشر الاهتمام في احيان كثيرة يشير عكس ذلك فقد سجل ضعف تفاعل بناء بين المجلات العلمية والمكتبة الوطنية في بغداد لإيداع أعداد المجلات فيها باستثناء وضع نسخة من المجلة ضمن أرشيف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهو حسب أمر رسمي من الوزارة . واشار احد الباحثين إحسان علي هلول في بحثه عن ” واقع النشر العلمي في الجامعات ” ان المجلات تعاني من قلة الملاك الوظيفي في المجلات العلمية وافتقارها عمال خدمات للاعتناء بنظافة المجلة وترتيبها . كما سجل الباحث افتقار المجلات العلمية الى بريد خاص بالمجلات العلمية واقتصاره على بريد الجامعة الذي هو ليس بالكفاءة والسرعة لتلبية حاجات الباحثين للحصول على نتائج بحوثهم بالتقويم وبالتالي نشرها بالسرعة القصوى . واظهر الوضع حاجة المجلات الى تمويل ثابت من الكلية المنتمية لها او الجامعة لرفع مستوى طباعة وتنضيد المجلة ، مع ضعف الدعم المعنوي لها . وسجل في بعض الجامعات تهالك الأجهزة المستخدمة دون صيانة حقيقية مع نقص في بعض الأجهزة كالحواسيب الحديثة وملحقاتها . كما سجل عدم توافر مطبعة خاصة لتغطية طبع المجلات فيها مما يوفر المبالغ ويزيد من النسخ المخصصة للنشر وبكفاءة عالية .كما تعاني المجلات الجامعية العراقية من عدم رواج سوقها في الداخل وذلك لقلة منافذ البيع وتحددها بالمكتبات والأشخاص الذين ينشرون بحوثهم فيها .
لذا لابد من رؤية جديدة في الاهتمام ببناء مجلات علمية تليق بسمعة الجامعات العراقية من خلال تصميم مرافق بناء حسب المواصفات العالمية لهندسة مؤسسات النشر . ودعوة الى استقطاب ملاك وظيفي متخصص في الإعلام خاصة والمعلومات والحاسبات ثانيا ، مع زيادة ما متوافر حاليا . وبناء نماذج أنموذجية للمجلات العلمية وفق المواصفات الفنية والشكلية القياسية والمتعلقة بالأغلفة الجذابة والورق الصقيل والألوان الزاهية وغيرها . ودعوة الى حث وتشجيع المشاركات الخارجية والخاصة بالمعارض العربية والدولية لبيع أعداد المجلات العلمية ومن ثم تحفيز الجامعات الأخرى للاشتراك بهذه المجلات لاحقا .والعمل على بناء مؤسسات داخل الجامعات تعنى بالنشر الجامعي من حيث استقطاب الدعم المادي والمعنوي وكحلقة وصل بين المجلات والجهات العليا . والعمل على بناء منظومة بريد تقليدية واليكترونية خاصة بالمجلات العلمية بعيدا عن العشوائية والاعتماد على بريد الجامعة الذي قد لا يوفر السرعة الكافية لإيصال البحوث العلمية وما يترتب على ذلك من تأخير . واهمية تشجيع ذوي الاختصاص بالمعلومات والمكتبات و الاختصاصات الأخرى على بناء دوريات تكشيف واستخلاص لتكون خير عون لدعم المجلات العلمية في الجامعات وحاجة الباحثين لها . وبناء مواقع اليكترونية خاصة بالمجلات العلمية . والعمل على التواصل الفاعل بين المجلات العلمية في الجامعة ودار الوثائق العراقية في بغداد من خلال إيداع نسخ من أعداد المجلات المنشورة .