17 نوفمبر، 2024 7:22 م
Search
Close this search box.

U.S – اربيل : قنصلية أم قاعدة عسكرية .!

U.S – اربيل : قنصلية أم قاعدة عسكرية .!

في السادس من هذا الشهر جرى احتفال مهيب في اربيل جرى فيه وضع الحجر الأساس لقنصليةٍ امريكيةٍ جديدة في اربيل , وهي الأضخم على مستوى العالم , علماً وكما معروف فهنالك اصلاً قنصلية امريكية في اربيل وتقع في منطقة ” عين كاوة ” ومنذ سنين طوال . , ولوحظ أنّ ذلك الأحتفال الكبير جرى ابرازه اعلامياً ودعائياً وبشكلٍ مضخم من الجانب الكردي , اي قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني , وبحضور السفير والقنصل الأمريكيين , ومع تصوير موكب قدوم السيد نيجيرفان البرزاني الى الحفل والذي كان بأنتظاره واستقباله السفير الامريكي دوغلاس سوليمان وكبار مسؤولي السفارة والقنصلية , وبمعية قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني .

العرض الإعلامي الدعائي لم تكن له اية دواعٍ بوجود قنصلية ثابتة في اربيل , لكنه يحمل في طياته وثناياه اكثر من رسالة موجّهة ولأكثر من جهة .! وخصوصاً الحكومة العراقية الحالية والتي ستعقبها , وبدا أنّ هذا العرض كأنه يتضمّن محاكاة من الجانب الكردي الى الحكومة المركزية ببغداد بأنهم في موقع قوة عبر الأصطفاف الأمريكي بعد اغلاق المطارات والأجراءات الأخرى المضادة للأستفتاء السابق .

والى ذلك فتترآى وتنبثق تساؤلاتٍ عن طبيعة وماهيّة الدور الذي ستلعبه هذه القنصلية لاحقاً سيّما بالأخذ بنظر الأعتبار أنّ مدّة تشييدها تستغرق اربع سنوات , وبكلفة تصل الى 795 مليون دولار , ولعلّ الأغرب انها بمساحة 20 هكتاراً أي < 200 000 متر مربع , وكأنهم يشيّدون ناطحة سحاب او برج خليفة في دبي!

الأهم من تلكم التفاصيل , أنه وَ وِفق القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية المتّبعة في او بين دول العالم , فأنّ أيّ دولة في العالم لا يمكنها افتتاح قنصلية في الدولة التي تتواجد فيها سفارتها إلاّ بموافقة مسبقة من حكومة تلك الدولة , وبذات الوقت فمن حقّ حكومة ايّ دولة أن تطلب اغلاق قنصلية الدولة التي ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية , حتى لو تمّ الإغلاق بالقوة حسب القانون الدولي , وهذا ما يدفع للتساؤل عمّا اذا كانت الأدارة الأمريكية قد ضمنت وإطمأنّت بأنّ الحكومة العراقية المقبلة او سواها من التي تقف بالضد من السياسة الامريكية , سوف لا تطلب اغلاق القنصلية الجديدة في اربيل او حتى في محافظاتٍ اخرى .! , أمّ ستتجاوز الحكومة الامريكية على القانون الدولي وتفرض قنصلياتها في العراق فرضاً .!

منذ تولّي الرئيس ترامب الرئاسة الأمريكية وحتى في ادارة اوباما السابقة , فأنّ الامريكان كانوا وما برحوا يتعاملون بأزدواجيةٍ متناهية مع العراق , وكأنّ في العراق دولتين إحداهما الأقليم ” وهي الأساسية ! ” , وحكومة بغداد , وهم ما لبثوا وما انفكّوا يضخّون كمياتٍ هائلة من الأسلحة الثقيلة في الأقليم وبما لا تستوعبها قوات البيشمركة او تفوق قدراتها اللوجستية والعسكرية , وكأنّ حرباً عالميةً ثالثة ! ستقع بيت الأقليم وبغداد .!

هذا وتبقى الأوضاع والعلاقات بين واشنطن وبغداد معلّقة في ظلّ الصراع على السلطة , وفي ظلّ وضوء سياسة احزاب السلطة التي تميل قلبياً وايديولوجيا وفكرياً الى طهران حتى على حساب المصلحة الوطنية العراقية ومتطلبات العلاقات الدبلوماسية للعراق مع محيطه العربي ومع الدول العظمى , فلم تعد هنالك من مفاجأة لأيّة مفاجأة .!

أحدث المقالات