بعد الفوضى السياسية التي احدها الانقلاب الديمقراطي المزعوم بعد عام 2003م والفراغ الفكري والعقائدي والانحلال الأخلاقي ، تمكنت بعض الأحزاب الإسلامية وحتى غير الإسلامية من إجادة العزف على أوتار المجتمع المنغلق فكرياً والمنطوي على عقائد بالية اكل الدهر عليها وشرب.
فقد عمدت هذه الأحزاب على تسويق شخصيات لم تكن اكثر من رسوم متحركة بإمكانهم تغيير اشكالهم وافكارهم حسب مقاسات الحزب او الكتلة التي ينتمون لها.
هل تريد شخصية تتصدى لدور المسؤولية والقيادة..؟
لا عليك.. فالامر هيناً جداً.. فهذا رجل وتلك امرأة شخصيات خالية المحتوى وتاريخهم فراغ.. فلن يكلفهم الرجل اكثر من عمامة سوداء او بيضاء والتختم باليسار واليمين وتعفير الجبين وكلمة السلام عليكم عند اول الاتصال الهاتفي شرط ان تكون بصوت حزين ونبرة ناعمة، فهذه الأسباب كافية ليكون هذا الرجل ولي صالح اوصانا الله باتباعه وانتخابه وحذاري من الرد عليه. لان الراد عليه كالراد على الله ومن يجرا منا نحن عامة الناس كي نرد على الله..!
كلنا نعلم ان العمامة لا تنطق ولا تاكل ولا تمشي في الأسواق.. فلماذا أعطيناها” مساحة اكبر من مقاسها ؟؟ ولماذا جعلناها أداة تقضم منا ما تشاء دون اَي ردة فعل منا ولماذا كل هذا التصور الغريب ان العمامة هي السبيل للنجاة من مهالك الحياة وبرزخ القبر وهول الآخرة ؟؟
إذاً لابد لنا من حراك سياسي منتظم مدروس ومجدول يعمل على أساس فصل العمامة عن الرؤوس العفنة. والعمل على محاربة سرطنة الأحزاب التي نشرت وباءها وسط المجتمع وجعلته حالة مستعصية لا يمكن استئصالها الا بعملية فوق الكبرى، متى سنفصل العمامة عن السياسة؟؟..