اقرأ هنا وهناك في المواقع العنكبوتية بعض المقالات التي تصدر من كُتاب ينتمون للمذهب الجعفري وكثيرا ما أفهم من خلال نصوصهم والتي يعتقدون فيها أن ” أهل السنة يريدون السلطة ” بعد أن حصل عليها الشيعة بمساعدة الرب الثاني ( الأمريكان ) واصبحت لهم في ليلة وضحاها بجهودهم وتضحياتهم ( كما هي تضحيات عراب البيت الشيعي احمد الجلبي ) وأن حمل السلاح والتمرد ( والقول لمفكري الشيعة ) رد طبيعي من قبل أهل السنة ضد الحكومة الشريفة ( رهط التحالف الوطني ) لان أهل السنة تجردوا من سلطة عمرها ( 1400) عام وهذا ما يجول في فكر أغلب مثقفي الشيعة وهم يعتقدون بصدق هذه الخرافة الفكرية ، وهذه النظرة هي ردود روتينية من قبل كُتاب ومفكري الشيعة لفشل الساسة الشيعة في قيادة الدولة وانشغالهم بـ (السرقات الفلكية ) وهي حجة ظاهرها منطقي باطنها باطل مضحك وهذا ما قرأته في مقالة الأخ محمد ساهي الموسومة ( السنة في العراق وسنوات المحنة ) دون أن يقدم لنا هذا الكاتب تحليل لمفهوم الظلم الذي لحق بأهل السنة من جراء الحقد الطائفي الذي اتبعته الحكومة الشيعية طول فترة توليهم الحكم ( صولاغ ، جعفري ، على الاديب ، المالكي ، الصدر ، الحكيم والقائمة تطول ) ودون أن يتذكر هذا الكاتب كيف بيوت أهل السنة بلا رجال وكل رجالهم في المعتقلات كما في منطقة شمال بابل ، ودون أن يذكر لنا كيف يكون الإنسان مسالما وهو يرى الرجال يُغتصبون والاطفال يُشردون والنساء بلا معيل وحتى الاعتقال شمل النساء لمجرد وجود صلة قربى بالشخص المتهم ( المخبر السري شيعي والقاضي شيعي والشرطة شيعة والجيش شيعة والسجن بإدارة شيعة ومركز الشرطة شيعة وموظفو وزارة العدل شيعة والحائط في السجن شيعي مزركش بصور الائمة “صور افتراضية بريشة رسام فارسي أصبحت واقع حال ” والسؤال الاول للمعتقل هو هل انت شيعي لو سني ) ويعود اخيرا محمد ساهي يُنظر لنا السبب في التمرد والتظاهرات بوجه الحكومة دون أن يذكر إن حمل السلاح عند أهل السنة كان السبب المباشر في طرد المحتل في وقت كان الشيعة يعملون مقاولين ومخبرين ومترجمين للأمريكان ضد ابناء بلدهم ، ويعود الساهي وغيره من ربط تنظيم القاعدة بأهل السنة وهو يعلم لولا أهل الغربية وأهل السنة لما استطاعت الحكومة ومعهم الأمريكان من طرد تنظيم القاعدة ولو ساعد أهل السنة تنظيم القاعدة لوصل تنظيم القاعدة لحدود محافظة البصرة .
له حق الساهي أن يكتب ما يريد في حالة أن الحكومة كانت عادلة وتمرد عليها أهل السنة، له الحق أن يكتب في حالة اشبعت الحكومة الناس بالتساوي ، له الحق أن يكتب في حالة احترام حقوق الإنسان كما هي شريعة محمد وهم إسلاميون كما يدعون ، له الحق أن يكتب في حالة سير الحكومة على نهج أهل البيت ، له الحق أن يكتب الساهي عندما نجد أبناء أهل السنة عندهم وظائف فالوظائف كلها محصورة لأولاد ( كرار وعبدالحسين وعبد الزهرة وعبد الحسن وسجاد )، له الحق أن يكتب عندما نجد موازنة بين قيادة الوظائف المهمة والحساسة وفيهم من أهل السنة ، له الحق أن يكتب عندما يجد الشاب عمر وظيفة له في دوائر الحكومة وهو حاصل على شهادة أولية أو عليا ، له الحق أن يكتب عندما نجد الأنسة عائشة قد تعينت معلمة في مدرسة وهي حاصلة على شهادة ماجستير في التاريخ ، له الحق أن يكتب حين نجد ولو(1%) من اقوال الساسة الشيعة تترجم على الأرض .
ما هذا الذي تقوله يا كاتب هل أنت مقتنع بما تقول ، ثم كيف تقول أن النظام السابق كان يحصر الوظائف فقط لأهل السنة ، هل نسيت أم تناسيت عمدا أن من ضمن الاسماء المطلوبة للقوات الاميركية الـ 55 أسما منهم 35 رجلا شيعيا أم هل نسيت أن عدد اعضاء المكتب العسكري الـ 18 عضوا منهم 13 من الشيعة ، التاريخ لا يرحم الكاذب والتاريخ الذي نتكلم عنه قريب وهناك الملايين من الناس لحد الان على قيد الحياة فأرجو أن يكون الكذب على الأموات وعلى أتقدير تكون المقالة فيها نوع من المصداقية لا أن تكون مقالتك مدعاة للسخرية المفرطة ، فلو اشبعت الحكومة الناس وعلى حب الله وانصفت الناس دون توجهات طائفية اضمن لك ولغيرك لا وجود لتمرد ولا لتظاهر ولا لحمل السلاح ، ولكن الكاتب تناسى أن الحقد الذي في صدور اغلب الشيعة طيلة ( 1400) عاما ومن خلال خرافة السقيفة هي السبب في كل هذا متناسين أن الله له إرادة في كل حركة وتصرف يقوم به الإنسان فكيف بمسيرة الدين الإسلامي دين محمد حبيب الله وخاتم الانبياء .
