دأبت المؤسسات الأمنية العراقية منذ اجتياح “الدواعش” المدن العراقية بالتعاون مع الحواضن “الوطنية”! على القول بأنها تسيطر على الوضع وتضمن الأمن في البلاد وللعباد! وبعد أن أعلن “النصر”! واحتفل به السيد رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وشاركه فيه معظم أبناء الشعب العراقي وظن الناس أنهم في مأمن وسلام! إلا أن إعلان النصر “النهائي” كان “خدعة انتخابية”!! لم تؤتي ثمارها فجاءت كتلة “النصر” هي الثالثة وتسعى اليوم بالبحث عمن يجعلها في المقدمة!.
في خضم فوضى الانتخابات “المخزية” أمام العالم لما رافقها من غش وتزوير فاق تزوير أسئلة وتسريب أسئلة الامتحانات لهذه السنة المواكبة للانتخابات “الديمقراطية”! وتغلبت وزارة التربية والتعليم على “مفوضية”!! الانتخابات العراقية في البراعة والحبكة في أساليب الغش والتزوير حيث تلقى الشعب العراقي ضربة موجعة له ولأجياله في تفاقم مشاعر اليأس والخيبة ليس في حكوماته ومسئوليها بل بالمستقبل المظلم الذي ينتظرهم في ظل هيمنة وسيطرة الفاسدين واللصوص على حكم العراق والتصرف بمصير شعبه الذي يبدو أنه استسلم لقدره بعد أن استنفد كل إمكانياته في التضحية والوفاء في التصدي لأعدائه والصبر على البلاء! ولكن جاءت النتائج لمصلحة الفاسدين والخونة والعملاء في الداخل والخارج حيث حضر المجرمون الهاربون وبرزوا في الساحة السياسية من دون أي رفض أو اعتراض بل بالترحيب والاحترام والاستقبال في قاعات ال “في آي بي” في المطارات العراقية!.
نعود لموضوع هذه الكلمات وهو الإدعاء باستتباب الأمن بعد الإدعاء السابق بأن الحكومة العراقية قد قضت على الدواعش! إلا أن العمليات الداعشية استمرت في النشاط فكانت تفاجئ الحكومة العراقية ومؤسساتها الأمنية وحتى العسكرية بعمليات “نوعية”! وكالعادة يبرر المسئولون عن الأمن بأنهم مسيطرون على الوضع وما هذه العمليات الإرهابية سوى لإثبات وجودها وبأنها لا زالت تعمل وتضرب وتهرب! هذه النغمة تتكرر لتبرير تلك العمليات ومنذ سنين بأن هناك “خلايا نائمة”!! وفي الحقيقة أن قواتنا الأمنية هي “وحدات نائمة”! تستيقظ على لعلعة رصاص الدواعش وقتل المواطنين الأبرياء! وحقيقة الأمر إن هذه “الخلايا النائمة” هي في أشد حالات اليقظة والحذر تراقب الميدان حتى إذا أصاب وحدات الجيش والشرطة بالخدر والملل والإهمال والفساد أيضا حيث تجد مَنْ يتعاون مع الدواعش بين وحدات الشرطة أو الجيش ممن يؤمن الإحداثيات لتلك العصابات “النائمة”!! .. الحقيقة الثابتة والتي لا تقبل الأعذار والتبرير من قبل قياداتنا والمحللين السياسيين هي أنه لا توجد خلايا نائمة هذا الوهم الذي يسهل على الدواعش العمل والتخطيط والتنفيذ بل يوجد وحدات عسكرية وبوليسية خاملة و”هاملة” وفاسدة وبعض الضباط الذين يسلمون مراكزهم ومسؤولياتهم إلى الجنود ويمنحون لأنفسهم “إجازة”!! ثم ينتهز الإرهابيون هذا الوضع ويخططون لعملياتهم؛ وهذه الحالات تتكرر ومنذ سنين وما علينا إلا نسمع “أنغام” الأسطوانة المألوفة “خلايا نائمة”؛ “إثبات أنهم موجودون”؛ “غياب تعاون المواطنين”!! ولا يقولون غياب تواجد عناصرهم وهروبهم من المسؤوليات المناطة بهم؛ وغيابهم عن واجباتهم والتوهم بأن لا وجود للإرهابيين وحان وقت الاستراحة والاسترخاء ثم يفاجأوون بعملية جديدة.. وهكذا دواليك؛ وهلم جرا.. اخذه عليك وردّ عليّه.. ولك الله يا عراقنا “الهضيم”!!؟