بغداد .. صمت في الذكرى العاشرة لسقوط صدام  ‏

بغداد .. صمت في الذكرى العاشرة لسقوط صدام  ‏

تحيي بغداد اليوم بصمت الذكرى العاشرة لسيطرة القوات الاميركية على العاصمة العراقية واطاحتها ‏بنظام صدام حسين، فيما لاتزال البلاد تعاني من اعمال عنف وازمات سياسية.‏

وتعيد هذه المناسبة الى اذهان العالم صورة العراقيين وهم يدمرون تمثال الرجل الذي عرف باستبداده ‏بمساعدة دبابة اميركية في ساحة الفردوس وسط بغداد وهي صورة تبلور انتهاء حكم صدام وحزب ‏البعث.‏
وفي نظر العراقيين، يشكل تاريخ التاسع من نيسان/ابريل يوما مؤثرا اكثر من العشرين من ‏آذار/مارس يوم الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. وكانت معنويات جيش صدام حسين حينذاك منهارة ‏وقواته في حالة فوضى واختفت امام تقدم القوات الاميركية.‏
ولكن الشعور بالسعادة لدى كثير من العراقيين في ذلك اليوم وهم يشاهدون سقوط الدكتاتور الذي حكم ‏العراق لأكثر من عقدين من الزمن، كان يقابله شعور بالمرارة لوقوع بلادهم تحت الاحتلال الاجنبي.‏
هذا التباين في النظر الى تاريخ التاسع من نيسان/أبريل هو ما دفع الحكومة الى تجنب اقامة احتفالات ‏رسمية بالمناسبة، وعلى خلاف السنوات الماضية، اعتبرت كردستان العراق وحدها هذا اليوم اجازة ‏رسمية، وليس في عموم البلاد.‏
وعلى الرغم من أن الحرب نفسها كانت قصيرة نسبيا، حيث اعلن الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش ‏انجاز المهمة بعد ستة اسابيع من الغزو، الا ان تلك الفترة اعقبها نزاع دموي.‏
وبين هجمات الميليشيات الشيعية والمتمردين السنة، دفعت الولايات المتحدة وقوات التحالف ثمنا ‏باهظا حيث فقدت 4800 جندي اكثر من 90 في المئة منهم اميركيون. لكن معاناة العراقيين كانت ‏اضعافا.‏
وتفيد منظمة تعداد القتلى العراقيين (ايراك بادي كاونت) ومقرها بريطانيا، ان اكثر من 120 الف ‏مدني عراقي قتلوا خلال السنوات العشر التي اعقبت الغزو، بالاضافة الى الالاف من العسكريين ‏والشرطة.‏
وبالاضافة الى اعمال العنف التي لا تزال تشهدها البلاد، لا يزال العراق يعاني من ازمة سياسية ‏مستمرة بسبب تعثر عملية المصالحة.‏
ولكن يبدو ان الوزراء اتخذوا خطوة رئيسية في هذا الاتجاه هذا الشهر من خلال الكشف عن اصلاحات ‏للقوانين التي تمنع اعضاء حزب البعث السابق من العمل في المؤسسات الحكومية او المشاركة في ‏الحياة العامة.‏
ولكن يتوقع ان تواجه التعديلات المقترحة على قانون اجتثاث البعث معارضة شديدة في مجلس ‏النواب.‏
وتأتي ذكرى سقوط نظام صدام حسين قبل عشرة ايام من انتخابات المجالس البلدية، وهي اول ‏انتخابات تنظم في البلاد منذ انسحاب القوات الاميركية في نهاية 2011.‏
لكن هذا الاقتراع يجري الاستعداد له في اجواء من العنف تهدد مصداقيته. وبسبب العنف دعي ‏الناخبون في 12 فقط من المحافظات العراقية الثماني عشرة الى تجديد مجالسهم المحلية في 20 ‏نيسان/ابريل.‏
وادت اعمال العنف الى مقتل 12 مرشحا منذ بداية السنة. وادى اعتداء السبت الى سقوط 25 قتيلا ‏وستين جريحا خلال تجمع انتخابي في بعقوبة شمال بغداد.‏
وتطال اعمال العنف العراقيين بدون تمييز. وبسقوط 271 قتيلا و906 جرحى، اصبح آذار/مارس ‏الشهر الاكثر دموية منذ آب/اغسطس 2012.‏ وللضرورات الامنية، قرر المالكي ان يرجىء الى اجل غير مسمى الانتخابات المحلية في نينوى ‏‏(شمال) والانبار (غرب)، وهما المحافظتان اللتان يشكل السنة القسم الأعظم من سكانهما.‏
وشهدت اعمال العنف تراجعا منذ 2008 لكن الجماعات والمجموعات الصغيرة المرتبطة بدولة ‏العراق الاسلامية، الفرع المحلي من تنظيم القاعدة، تواصل استهداف قوات الامن والشيعة على امل ‏زعزعة البلاد وحكومة نوري المالكي.‏
وتستفيد هذه الجماعات من النزاعات السياسية بين المالكي الشيعي وشركائه في حكومة الوحدة الوطنية ‏ومع الاقلية السنية.‏
وكل يوم جمعة، يتظاهر آلاف الاشخاص في المناطق ذات الغالبية السنية لادانة “تهميشهم” والمطالبة ‏باستقالة رئيس الحكومة. ويرى مراقبون ودبلوماسيون اجانب ان التهديد الاخطر يأتي من النزاع الحاد ‏بين اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق والسلطة المركزية في بغداد. وهما ‏يتنازعان على شريط غني بالمحروقات. وتثير اربيل غضب بغداد بتحركها بمفردها عبر توقيعها ‏عقود مع شركات نفطية اجنبية بدون الحصول على موافقة وزارة النفط العراقية.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة