*جاءت نتائج المنتخبات العربية في الدور الاول من مونديال روسيا مخيبة للاماًل بوجود عربي يحصل لاول مرة بهذا الكم حيث مثل العرب اربعة منتخبات ثلاثة منها من قارة افريقيا وواحد من قارة اسيا هي :السعودية ومصر والمغرب وتونس.فقد شكلت نتيجة الخسارة الثقيلة للمنتخب السعودي0_5 امام المنتخب الر وسي مضيف البطولة اول صدمة للجماهير العربية في مباراة الافتتاح سيما ان المنتخب الروسي ليس من المنتخبات القوية في اوربا التي يحسب لها حساب اعتمادا على ان الدوري الروسي لا يرتقي الى مستوى الاندية الاوربية الكبيرة كالاسبانية والفرنسية والايطالية والالمانية وغيرها. واحتلت خسارة المنتخب التونسي امام المنتخب البلجيكي المرتبة الثانية من حيث عدد الاهداف (2_5)بعد الخسارة الاولى للمنتخب السعودي.وتوالت خسائر المنتخبات العربية في الدور الاول باستثناء فوزين لم يقدما و لم يؤخرا بعد ما تأكد خروج جميع المنتخبات العربية من الدور الاول حيث فازت تونس على بنما 2-1 فيما فازت السعودية على مصر 2-1ايضا في الجولة الاخيرة من الدور الاول.
* لقد اكدت هذه النتائج ان الكرة العربية سواء الافريقية او الاسيوية ما تزال بحاجة الى تقليص الهوة الكبيرة بينها وبين منتخبات اوربا والامريكيتين اذ لم تعد كرة القدم اليوم لعبة هواة كما كانت من قبل انما اصبحت احتراف وبورصة مستعرة لبيع وشراء اللاعبين باجور خيالية و رؤوس اموال ضخمة على مستوى الاندية التي تصنع بالنتيجة منتخبات كبيرة ولم تعد دوافع الغيرة والحماسة الوطنية كافية لتقارع الفرق الكبيرة التي قطعت اشواطا في مجالات البنى التحتية من ملاعب ومدارس ومعاهد كروية متطورة ولم تعتمد تلك الاندية والمنتخبات على هبات حكومية بائسة انما عمادها الاستثمار حالها كحال المشاريع التجارية .
*ان بقاء الواقع الكروي العربي على هذا الحال سيبقي الكرة العربية مثل ,المراكب , التي تقوم بنقل الاشخاص والبضائع من ضفة الشاطئ اليسرى الى ضفته اليمنى. وعلى اصحاب الشأن في عالمنا العربي ان يعيدوا النظر بما هو عليه الحال وان لا يكتفوا بمفخرة وصول هذا المنتخب او ذلك الى النهائيات فقط.وكما نقل عن الكاتب اللبناني, مكرم رباح قوله:( كرة القدم، كالإصلاح السياسي، هي مشروع جماعي يتطلب سنوات من التحضير الثقافي والبنيوي قبل أن يتمكن العرب من التفكير في مقارعة الغرب الذي ينعم بالمقدرات المادية الكبيرة، وبخطط عمل مستقبلية مرتبطة بمؤسسات عريقة تستمر بغض النظر عن الأفراد.)