3 نوفمبر، 2024 12:35 ص
Search
Close this search box.

بغداد ورائحة الموت من جديد….

بغداد ورائحة الموت من جديد….

حسبنا اننا ابتعدنا عما يعرف بالمربع الاول وطوينا صفحته كما يطوي النسيان صفحات الايام ذلك المربع الذي امتلاءت زواياه بالجثث وصبغت جدرانه بالدماء الزكية لضحايا كانوا يمثلون اركانه فهم الشيعي السني والعربي الكردي ….. حسبناها ولت الايام الدموية التي لم تبقي شيئا من اسبوعنا الا كان داميا من سبتها حتى جمعتها كأن القدر يريدنا ان نستذكر الموت كل لحضة وكل يوم….. حسبناها ولت ايام  الانفجارات اليومية التي تحصد ارواح المئات …… حسبناها ولت ايام الكاتم ذلك القاتل الصامت الذي ما ان تراه ليتحرك شريط حياتك كاملة في لحظة امام عينيك وتسقط بعدها جثة هامدة ….. حسبناها ولت ايام المليشيات والعصابات الارهابية التي تعبث في امن مدينتا فتقتل في هذا الحي السني وتفجر في ذلك الحي الشيعي وتغتال في ذلك الحي الكردي….
لكنه يبدو اننا لم نتحرك من مربعنا الاول  بل كنا نقفز في محاولة يائسة للخروج الى مربع اخر قد يختلف في الرقم ويختلف في المحتوى دون جدوى فالامر يشبه الى حد بعيد القفز على النار ولكن القفزة تطول وكان الزمن يبطى خطواته  فالنار كوتنا في 2005-2006  فقفزنا من شدته ما قاسيناه من الالم ولكننا في الحقيقة لم نذهب الى مربع اخر انما طالت القفزة ولا احد منا يريد ان تستقر ارجله مرة ثانية عى ارض هذا المربع وترى البعض يحاول ان يدفعنا الى جحيمه مجددا وينهي هذه القفزة وسوف تستمر المحاولات ما لم نهتدي الى رشدنا ونوحد صفوفنا واراداتنا  فالذي حدث خلال الثلاث سنوات الماضية لم يكن وحدة حقيقية ولم يكن توحيدا للارادات والرؤى وانما توافقات هشه وهدنة معرضة للانهيار في اي لحظة وما يجري اليوم من عودة لرائحة الموت والطائفية خير دليل على ذلك فالانفجارات عادت الى بغداد بالجملة والكواتم عادت تحصد دون رقيب واقتحام دوائر ومؤسسات الدولة ظهر ثانية على مسرح الاحداث دون ان تكون هناك وقفة حقيقية جادة تجاه مايجري في البلاد بل على العكس نجد الصراعات والخلافات خاصة على المستوى السياسي باتت تزداد وتتسع واصبح هنالك بون شاسع بينها وبين مايجري في الشارع العراقي دون ادنى شعور بالمسؤولية واصبح الاستبداد بالرأي والتعنت وعدم تقبل النقد هو السمة البارزة للسياسيون العراقيون كانهم اصبحوا ائمة معصومون من الخطأ والزلة غير ابهين بمصالح الناس وحاجاتهم فترفقوا بشعبكم يانوابنا فلو دامت لغيركم لما وصلت اليكم.
http://www.facebook.com/saiflegal

أحدث المقالات