اليوم، صار المشهد اوضح، والصراع اشد، بين منهج يؤمن بالشعب، وبالاستقلال عن الخارج، وبين معسكر، وحشي، راسه في الخارج، وذيله الطويل قي المنطقة الخضراء..
او بعبارة أخرى، في الساحة – الان- فريقان، في جولة تصفيات ختامية ومصيرية، فريق في بلده، يستمد جمهوره من مشجعيه… واخر يستمد قوته من دولة أخرى، قوية، تصر على فوزه… وتخضع لها اللجان المنظمة والفيفا…
اليوم، الصراع واضح، بدايته التهديد… ثم قطع الكهرباء…. والماء… الحرق والتفجير… اختطاف… امراض… باللحم… وبالسمك… و بال.. …. و….
اما ان تتخلى عن منهج “الاستقلال”… او تعزل… او…. تقتل..
صراع، تمتد جذوره من العشرينات، ثم دفع “ال الصدر” ثمنه دما في نهاية هذا القرن… ويمكن القول ان الشهيد السيد محمد الصدر (رض).. دفع دمه ثمنا، لانه يؤمن بالقواعد الشعبية، وقد حاول ان يزرع الثقة، بقدراتها، واهمية استقلالها…
دفع الصدر دمه ثمنا، لانه عارض المشروع الاجنبي، وحاول تحشيد القواعد الشعبية، ثقافيا، وعاطفيا، لاجل مصالحها الوطنية…
دفع الصدر دمه ثمنا، لانه حاول ان يتجاوز الخطوط الحمراء، تلك التي خطتها مصالح دول، صارمة.
قبل 2003، عملت الاحزاب في الخارج، لاقناع نفسها، والعراقيين، بانه لا فرصة لهم لاصلاح وضعهم، الا بمساعدة طرف عربي او اجنبي..
وان خلاصهم يحتاج إلى قرار خارجي….
او موافقة اجنبي على انقلاب عسكري…
دفع الصدر دمه، ودم ولديه، ثمنا، لانه تحدث عن قدرة الشعب على ازالة الواقع… فقال.. لو توحدنا، لاستطعنا ان نزيل إسرائيل…
وطبعا، بقية الدول، اضعف من إسرائيل…
ويبدو انه ركز على توحيد القواعد الشعبية… وتثوير الثقة بامكانياتها الذاتية… اعدادا لتغيير يستند على الارادة والقدرة الشعبية، بعيدا عن التدخلات الخارجية….
لذلك…
قتلوا الصدر… جسدا… ولكن… لم يستطيعوا ان يقتلوا الصدر فكرا… وروحا…
قتلوه… ولم يقلتوا المنهج المستقل…
اليوم، الصدر، صار منهجا للملايين، التي تؤمن بامكانية التغيير بالقدرات الشعبية…
ملايين، قاومت… وعارضت…
تظاهرت… واعتصمت…
انتخبت… وفازت…
استبعدت… وسوف تستبعد… ولكنها سوف تبقى تصر على المنهج المستقل…
وللحديث بقية…