کل شئ جدي وليس هناك من أي مجال للعبث أو المزاح، هذا هو لسان سيق الاحداث و التطورات الجارية في إيران على مختلف الاصعدة، ولاسيما على صعيد الاحداث والتطورات الداخلية وإستمرار التحرکات الاحتجاجية المتصاعدة التي الى جانب النشاطات المتزايدة للمقاومة الايرانية أصابت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحالة من الدوار التي تکاد أن تصل الى وضع الترنح بإضافة الاحداث و التطورات الدولية إليها بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي کان يتحرك الى الامس حلى کافة الجهات کما يشاء، يکاد أن يکون اليوم منکفئا ومنطويا على نفسه بل إنه محاصر ليس بالازمات و المشاکل فقط وانما بتراکم النتائج و التداعيات السلبية للسياسات و المخططات التي إتبعها و نفذها طوال أربعة عقود، لکن من الواضح جدا إن أکبر مشکلة يواجهها النظام هي المشکلة مع إنتفاضة شعبه إذ أن قادة في النظام يؤکدون ومن دون خجل من إنه يمکن حل المشاکل العالقة مع المجتمع الدولي ولکن لايمکن حل ومعالجة المشاکل الداخلية، وهذا الکلام يعني النظام مستعد من أجل تقديم تنازلات خارجية لکنه غير مستعد لتقديم تنازلات لشعبه.
الشعب الايراني الذي واجه أسوأ و أشنع الظروف و الاوضاع منذ تأسيس هذا النظام وسئم من الوعود والعهود الکاذبة والمخادعة التي يغدقها عليه، ويبدو واضحا من إنه قد حزم أمره وصمم على خوض المواجهة التي لم يعد من مناص منها ضد هذا النظام وإن إلقاء نظرة سريعة على الاحداث والتطورات المتعلقة بالانتفاضة، نجدمصداقية ذلك خصوصا وإن شعار “الموت للديکتاتور”و”الموت لخامنئي” و”الموت لروحاني، صارت تطغي حليها، وهو يعني بأن الشعب قد وصل الىحد التخمة من هذا النظام ولم يعد يطيقه.
إيران تنتفض، هذه حقيقة دامغة وأمر واقع ستثبته الايام القريبة القادمة عن کثب، خصوصا وإن قائمة العقوبات الاقتصادية القاسية جدا التي يجب فرضها قانونيا بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي سيبدأ من شهر آب القادم، والمشکلة إن النظام ليس من بديل أو مخرج سوى العراق الذي تؤکد مصادر مطلعة من إنه سيکون تحت مراقبة دقيقة وإن من يعمل بخلاف ذلك سوف يواجه نتائج لايمکن أن يتوقعها”بحسب تلك المصادر”، وکل هذا سيکون بمثابة دعم للإنتفاضة التي صار الامريکيون يعلنون علنا عن تضامنهم ووقوفهم الى جانبها، وفي کل الاحوال فإن النظام الايراني سير نحو مفترق لاعودة منه سالما أبدا!