23 نوفمبر، 2024 7:01 ص
Search
Close this search box.

الى وزير التربية ، قرار إعادة إمتحان التربية الاسلامية للصفوف الاعدادية فيه إجحاف كبير

الى وزير التربية ، قرار إعادة إمتحان التربية الاسلامية للصفوف الاعدادية فيه إجحاف كبير

إن من معايير تحقيق العدالة و مسوغات الشعور بالمسؤولية هو أن يتحمل المرء وزر و خطأ ما يرتكبه. فبالرغم من كثرة الاحزاب و تعددها إلاّ أننا و للأسف نعيش حالة فراغ في حضور منظمات إنسانية صادقة و منظمات مجتمع مدني حقيقية و اتحادات طلابية و مهنية شريفة و أحزاب وطنية مخلصة و إنعدام نشاطات بعض ما يتوفر منها فيما يخدم شريحة الطلاب او غيرهم.
و لهذا وجدنا وزارة التربية تتجرأ في موقفها السلبي و غمطها لحقوق الطلاب لتعمد بتصرفها غير المبرر في إتخاذ قرار غير مدروس و ما كان ليحصل ذلك لو كانت هنالك منظمات مُعتبرة تقف في وجههم عند الاستهانة بمقدرات الطلاب و إستلاب حقوقهم.
إن التوجيه العام و الضخ الاعلامي و الخطط باتجاه إحياء المنظمات الدينية و نشر قواعدها بين مختلف الشرائح المجتمعية و باتجاه تسليح أذرعها لتخلو لهم الاجواء و يتسلطوا على المواطنين بالقوة و ينفردوا بالساحة ، جعل أفراد الشعب يعيشون العزلة و الضعف و الخوف و عدم المقدره على المطالبة بأبسط حقوقهم.
إن ما حصل في الامتحانات الاخيرة لم يكن للطالب يدٌ فيه و هو خارج عن إرادته و انما تقع المسؤولية كاملة على عاتق وزارة التربية و في هذه الحالة ليس للوزارة الحق ان تُشرك الطالب بخطئها مهما كانت الظروف و الاسباب.
إن تهاون الوزارة في المحافظة على الاسئلة للسنوات السابقة و تماديها في ذلك حتى وصل الحال أن تكون الفضيحة على قدر من الاتساع يصعب التستر عليها في هذا العام مما حدا بالوزارة الى إتخاذ قرار بإعادة الامتحانات لدرس التربية الاسلامية و هي في هذه الحالة و علاوة على تحملها المسؤولية القانونية و الاخلاقية تكون قد إرتكبت خطأ آخر بهذا القرار و كان عليها كي يكون قرارها صائبا و حكيما و مُنصفا هو أن تلجأ الى إلغاء إمتحان التربية الاسلامية نهائياً لهذا العام و إعفاء الطلبة من تكرار الامتحان فيه ليكون المعدل النهائي هو للدروس المتبقية فقط ، و بخلافه سيكون إجحاف كبير للطلبة و ذويهم و بخس لحقوقهم في الوقت الذي كان فيه موقف الطلبة سليما و أن الاخطاء الحاصلة تقتصر مسؤوليتها على وزارة التربية و الدوائر المعنية المرتبطة بها.
أتمنى أن ترتفع و على عجل أصوات الجميع من الطلاب و المدرسين و المنظمات الانسانية و منظمات المجتمع المدني و الاحزاب الوطنية الشريفة للمطالبة بإلغاء إمتحان التربية الاسلامية نهائيا لهذا العام بدلا من إستنزاف ما تبقى من طاقات الطلبة في السهر و الجهد و شعورهم بالحيف و الحرمان و ما أصابهم من إحباط في أمرٍ لم يكونوا هم سبباً فيه سيّما أننا نعيش أجواءاً ملتهبة في قلب الصيف في حدة حرارتهِ و قسوة تموزهِ و مارافق هذه الايام من حرب نفسية في انتشار مرض خطير هو الحمى النزفية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات