17 نوفمبر، 2024 10:36 م
Search
Close this search box.

بالقلم العريض

إننا لا نستطيع إصلاح أخلاق؛ الناس عن طريق المواعظ و النصائح؛ على منوال ما كان القدماء يفعلون؛ فالأخلاق وليدة الظروف الاجتماعية التي تحيط بها (غير معيشة المرء تتغير أخلاقه). علي الوردي

كثيرة هي المشاكل في البلاد؛ لا يكاد يخلو يوم بدون؛ حادث و أزمة سياسية، اقتصادية، اجتماعية، أصبح العراق مادة دسمة للكتاب؛ و لوسائل الاعلام أزمات مفتعلة و أخرى من العوز و الفقر.

أحداث العراق انعدام الأمن؛ و فساد المنظومة الأمنية؛ غياب القانون، التعليم تحت الصفر، خدمات غائبة، حصة مدمرة و معدمة، لا زراعة و لا صناعة، ماء غير صالح للشرب و شحيح، 1 مليون أرملة، 5 مليون يتيم، ثلث البلاد مدمر، ثرواتنا منهوبة تتحكم بها الطبقة السياسية؛ يتقاسمونها فيما بينهم، الفقر في كل مكان وصل الى؛ مرحلة بيع الانسان لأعضائه البشرية، شباب عاطلة عن العمل و أغلبهم هاجروا؛ بطريقة ممنهجة، قتل، تسليب، أرهاب، ميليشيات في الشوارع؛ اغتيالات في وضح النهار مخازن أعتدة في الجوامع و الأزقة و المدارس، أرخص شيء في هذه البلاد دم الأنسان.

الأنسان الذي خلقه الله الذي هو زرع الله؛ لا يحق لأي بشر أن ينهي حياة الأخر؛ مهما كان السبب، كل شيء لم يأتي بالصدفة كله معد له؛ فليس من المعقول و لا المنطق أن يكون أتباع الفاسدين؛ و القتلة أكثر من الشرفاء؛ السكوت اليوم عن كل ما في البلاد سيقتل؛ مستقبلنا ومستقبل أطفالنا بل؛ سيمحي تأريخ أجدادنا الذين؛ هم من علموا البشر القوانين والقراءة و الكتابة،.

السياسيين لا يهمهم كل هذا؛ فهم لا يبالون و لا يرمش لهم جفن؛ أغلبهم مزدوج الجنسية و العراق؛ عندهم مجرد عقد عمل؛ أو شركة أو استثمار يسرقون؛ أمواله ويقتلون شعبه؛ و يحولونها الى أرصدتهم خارج البلاد؛ عوائلهم لا يعرفون العراق فقط يعرفون أمواله، عاشوا في بلاد الغرب عشرات السنين؛ حيث العدالة و المساوات لا فرق بين مسلم أو مسيحي لا بين أبيض أو أسود؛ جميعهم أمام القانون متساوون؛ لكن عندما مسكوا الحكم انتقموا من الشعب و البلاد؛ جعلونا نرجع عشرات السنين؛ هدموا البنى التحتية أدخلوا الإرهاب؛ جوعوا الشعب أهانوا التعليم؛ قتلوا الشباب و هجروهم لأن فيهم نهضة البلاد و تقدمه؛ نشروا الجهل و الخرافات في المجتمع؛ بنوا لأنفسهم إمبراطوريات وجعلوا أنفسهم خطوط حمراء؛ لا يسمح التجاوز عليهم و مساسهم؛ يذمون الديكتاتور و يتقمصون شخصيته؛ فواحد نراه بلبسه؛ و أخر بكلامه؛ و أخر بطريقة استقباله للأخرين؛ و واحد بمؤتمراته و كلماته الأسبوعية و أقواله (أقوال القائد).

مذكرين الشعب بالديكتاتور و تبجحه؛ و تفلسفه على الشعب و كأنهم هم من يعلمون؛ كل شيء و الشعب غبي لا يعرف أي شيء؛ لكن الشهادة لله هنا تذكر و لا تنكر؛ أغلبهم اشتركوا بصفة عند الديكتاتور؛ و هي قتل الشعب و أذلاله نفس؛ قسوته وظلمه.

بالقلم العريض لقد جزعنا و مللنا؛ و لم يبقى في العمر شيء كم؛ خمسة عشر سنة نعيش من عمرنا؛ و هؤلاء جاثمين على صدورنا؛ لقد فشلتم و هدمتم البلاد و مسحتم؛ كرامة الوطن و المواطن في الأرض؛ أخرجوا بماء وجوهكم السوداء المغبرة؛ و أرجعوا الاموال السحت التي سرقتموها؛ و أتعضوا لا يشفع لكم عند الله لا نبي و لا ولي و لا أمام؛ حتى لو زكيتم وحجيتم الف مرة؛ فمصيركم جهنم أعلم أنكم تستهزؤون و ستضحكون؛ لكن أعلموا جميعكم ظلمتم و ساهمتم بتدمير؛ البلاد و العباد.

الجميع يتحمل المسؤولية و مقصر؛ لكن العبئ الكبير على الاحزاب؛ الماسكة للسلطة فهم من يتصدى للحكم؛ و لا يسمحون لغيرهم لا توجد حسنة في حكمهم.

لن تصحى ضمائرهم و لا توجد رحمة في قلوبهم؛ على الشعب والشباب خصوصاً أن يثوروا؛ و يقولوا كلمتهم ضد فسادهم و تدميرهم للعراق؛ يجب أن نثور لا من أجلنا بل من أجل؛ مستقبل اولادنا و أحفادنا للحفاظ؛ على وطنً انهوا عليه بفسادهم و سرقاتهم؛ لنعيش بسلام و أمان.

أحدث المقالات