أثار ظهور الإنترنت جدلاً حول تأثير التواصل عبر الإنترنت على العلاقات الاجتماعية. فالإنترنت يحرر الناس من القيود الجغرافية ويجمعهم في مجتمعات قائمة على المواضيع لا ترتبط بأي مكان محدد. فنحن مجتمع متشابك عالمياً ومتصل من خلال تقنيات جديدة . الإنترنت هي الأداة التي نستخدمها للتفاعل مع بعضها البعض ، وبالتالي نتعرض لتحديات جديدة تتعلق بالخصوصية والأمان.
شبكة الإنترنت هي وسيلة جديدة ومبتكرة التي يمكن أن تغير حياة الناس بشكل كامل مثلما فعل التلفزيون في الخمسينات والستينات . يغير الإنترنت طريقة عيش الناس من حيث الوصول ، ونشر ، وانشاء ، وتقييم كمية كبيرة من المعلومات بسهولة وبسرعة ، متواصلين مع العديد من أنواع مختلفة من البشر البعيدين عنا مكانيا وزمانيا ، وإعادة تخصيص الوقت لأنشطتهم اليومية. عبر أنواع مختلفة من استخدامات الإنترنت ، مثل ، البريد الإلكتروني ، ومجاميع الأخبار ، والدردشة ، تغيرت طريقة تواصل الناس . منذ أن غيرت الإنترنت حياتنا بطريقة ثورية ، لا يسعنا إلا أن ندرس ونبحث في شبكة الإنترنت حول تأثيرها علينا.
تسمح وسائل التواصل الاجتماعي للناس على علم مباشر من خلال شبكاتهم عن حياتهم. باستخدام منشورات الصور والفيديوات والنصوص او غيرها . نتعرف على مجريات حياة كل من حولنا, ويتيح لنا التواصل لحظة بلحظة مع الناس الذين نهتم بهم وحتى الذي لا نهتم لهم. والاصحاب من سنوات مضت يعلمون ميولنا السياسية واين ذهبنا واي المدارس تخرجنا منها, وممن تزوجنا , ومن هم اطفالنا , وحتى اين نسكن.
وهذا يمكن ان يكون احساس بالحميمية والذي لم يكن من قبل. لان الناس يشعرون انهم يعلمون كل ما يريدون معرفته عن الناس ومعيشتهم. وبالمقابل فقد انخفضت بالفعل أهمية أحداث الحياة الشخصية مثل الاسرة والجامعة واتحادات طلبة الثانوية. اذا علمنا جميعا..
تشير بعض الدراسات التي بحثت في كيف ان التكنولوجيا الجديدة والإنترنت تؤثر على العلاقات الشخصية بين الناس مع الأصدقاء وأفراد العائلة والأقارب. و قدمت هذه الدراسات نتائج مختلفة. ذكرت بعض الدراسات أن تقنيات الاتصالات الجديدة تمنع الناس من التفاعل وجهًا لوجه وتؤدي الى المزيد من العزلة عن المجتمع (Carlson, Chan, Chan, Kurato, Soong, & Yang, 1999; Nie & Erbring, 2000). وكان من بين النتائج الرئيسية لدراسة ستانفورد التي أجراها (نيا Nie و إربنغ Erbring 2000) بأن الناس يقضون المزيد من الوقت على الإنترنت ، فيفقدون التواصل مع بيئتهم الاجتماعي : وقت أقل للتحدث مع الأصدقاء والعائلة على الهاتف ، أو لتكون مع الأصدقاء والعائلة ، ولحضور الأحداث خارج المنزل. كما ناقش نيا Nie أن الإنترنت يمكن أن يكون تقنية عازلة والتي تجعل الناس غير قادرين على المشاركة في المناسبات الاجتماعية خارج المنزل وعزلهم بشكل أكبر عن المجتمع.
في المقابل ، يزعم البعض أن المشاركة في مجتمع الإنترنت يمكن أن يدخل لعالم جديد فيه كثير من الناس الذين يبحثون عن العلاقات الاجتماعية (Hampton & Wellman, 1999; Wellman, 2001; Wellman et al., 2001). في الحقيقة ، يوفر مجتمع الإنترنت مساحة للناس للتواصل مع بعضهم البعض من خلال أدوات الإنترنت المختلفة ، مثل البريد الإلكتروني ، نشرات الإعلانات وغرف الدردشة.
شبكات الانترنت عالم جديد من التواصل اصبح نمطا سائدا في حياة الناس في كل العالم . فقد يؤثر على تفاعلات الناس في العالم الواقعي .وفي نفس الوقت توفر شبكات اجتماعية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الروابط المجتمعية. وبالتالي ، فإنه قد يزيد الإنترنت من العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة الذين يعيشون بالقرب منك أو بعيدًا عنك . وتساعد في انشاء علاقات جديدة مع أفراد في مناطق نائية ومن ثقافات أخرى . لذا فالعالم قد تغير وبدوره يؤثر على انماط تواصلنا وعيشنا . فاليوم علينا ان نتعلم كيفية الموازنة بين تفاعلاتنا الاجتماعية في العالمين الرقمي والواقعي.