صورة ليست ككل الصور، صورة يجب ان تكون قصة تقص على من لا يريد ان يسمعها او يستوعب مشاهدها المحزنة الاليمة، صورة يجب وضعها على مكتب دولة الرئيس العبادي صاحب البيان التاريخي بالقضاء على داعش واعلان النصر النهائي على هذا التنظيم الاجرامي، صورة استصحبت معها مرارة مستقبل عوائل وذوي، ملائكة مسجين على قارعة طريق مترب في اطراف او وسط احدى القرى بين محافظتي ديالى وكركوك.
دولة الرئيس المحترم .. كمواطن، عندما اشاهد مجموعة من الجثث محاطة بمجموعة من العبوات الناسفة، ومتاخمة لمنازل احدى القرى، ماذا تعتقد يمكن ان يقدح في ذهني؟ هل ساقول انها واحدة من العملية الاجرامية التي حصدت ارواح العراقيين الابرياء وحسب ؟
ام ساقول انها كانت بتنفيذ مجموعة من المجرمين الهاربين عن العدالة والمتخفين عن اعين الناس المحيطين بهم؟
فلنرجع الى الصورة مرة اخرى دولة الرئيس ونحللها تحليل بسيط ينسجم، ونضع انفسنا في وسط القصة، بل نضع انفسنا في مكان من نفذ هذه العملية الاجرامية، بان يقود المجرمين ضحاياهم الابرياء الى هذا المكان (بوسط او اطراف القريبة)، وينفذوا جريمتهم ويحيطون جثثهم بالعبوات الناسفة … يعني انهم يعملون بكل اريحية وربما امام اعين ومسمع اهل القرية، ما يعني ايضا ان بعض من اهالي القرية يعرفون من نفذ هذه العملية، والا اسألك بربك كم تستغرق عملية اقتياد ضحايا وقتلهم وزرع عبوات ناسفة حولهم، هل بضع دقائق ام ساعات ؟
ان قلنا انها بضع دقائق فلا يمكن ان يقبلها العقل، وان قلنا ساعة او اكثر يعني ان داعش موجود بقوة ويتمتع بحاظن نموذجي في عدد من المناطق والقرى التي يتواجد فيها، وبالنتيجة فان ما قيل ان داعش انتهى او انه لم يعد يملك حواظن كلام غير صحيح .
هذه القناعة بوجود داعش تستصحبنا الى مشاهد اخرى لابد الوقوف عندها وربطها بهذه الحادثة المؤلمة، منها ما تم تداوله بان امريكا ترعى وتحمي وتدرب 8 الاف داعشي على الحدود مع سوريا (باعتراف الحزب الحاكم التركي)، ومنها منعها لوصول الطائرات العراقية لهذا الموقع وغيره من المواقع، ما يعني ان التهديد بعودة داعش بقوة لا يمكن ان يمر مرور الكرام، لا سيما بوسط انزعاج من قبل الحشد الشعبي الذي يعي جيدا حجم المشكلة بعد ان تعرض مقر له الى القصف من قبل الطائرات الامريكية التي نسبت القصف للطيران الصهيوني.
ربما ان الاحتكاك مع امريكا بهذا الخصوص يعرض حكومتكم الموقرة الى احراجات نتفهمها، لكن الشيء الاساسي والمحوري بالموضوع ان حواظن داعش في داخل العراق لم تنتهي ما توفر بيئة مثالية لعملية تفريخ لهؤلاء المجرمين الذين سيبقون قمبلة موقوتة تنفجر في اي فرصة تسنح لهم، ويمكن لهم ان يتمددوا اكثر ، وهذا ما يعرض النصر الذي اعلنه دولتكم وصار مصدر الهام لقائمتكم الانتخابية (النصر) الى الخطر.