الْيَوْمَ اريد ان أتطرق لمسألة ربما لم يلتفت لها احد، او مر عليها مرور الكرام، وهذه المسالة سأطرحها بتسائل لعله أستطيع ان اجيب عليها او يجيب عليها احد الأخوات او الإخوة، وهي : لماذا يعيش العراق حالة من النشوة الغريبة وخاصة عند الزعامات السياسية عندما يزور العراق أناس عاديون ، في حين ان هؤلاء لو سافروا في اي دولة اخرى يدخلون ويخرجون فلا يعير اليهم اي انتباه في تلك الدولة.
عجيب عندما يتم استخدام سيارات الدولة العسكرية الفارهة كالجكسارات وغيرها وكذلك قوة عسكرية لحماية المطربة العراقية شذى حسون وشمس الكويتية وجليلة المغربية والخ من الأسماء . ويتم وضع برنامج لهذه الزيارة في عدد من مناطق بغداد وفِي اسواقها ومولاتها وبمرافقة هذه القوة العسكرية، في حين انها تمشي وحيدة في محل أقامتها او في اي دولة اخرى ، واذا فكرت ان تسير ومعها حماية فيمكن لها ان تستخدم أشخاص على حسابها الشخصي.
كلامي ليس على المطربين فقط، إنما عن شخصيات اخرى ، مثل الكويتية فجر السعيدي التي زلزلت مواقع التواصل الاجتماعي بلقائها عدد من الزعامات السياسية، وكأنها شخصية فذة لم يسبق لها مثيل من قبل.
أنا أقول اهلًا وسهلا بكل من يزور العراق ، وربما ان الدولة العراقية لم تخطط لاستقبالهم بهذه السعة، وربما ان حمايتهم وهذا الاهتمام بهم يأتي عن طريق أناس قريبين على وسطهم لهم علاقة بهذه الشخصية او تلك او بهذا الوزير او ذاك لتوفير هذه الهالة المبالغ بها دون ان يقصدوا.
لكن بصراحة ان بلد عظيم وكبير وعريق مثل العراق، عندما يُستقبل هذه الشخصيات (مع كل الاحترام لدورهم وابداعهم في مجالهم) بهذه المبالغة لا يليق بالعراق ولا بشعبه، وفيه شيء من الحساسية والغصة لدى العراقيين، وإلا أنا اسأل الزعامات التي استقبلت فجر السعيدي مثلا، هل ان العراقي البسيط يستطيع زيارتكم بهذه الطريقة وهل ستسقبلوه بنفس الطريقة؟
عذرا أنا لا أودّ الاساءة لأحد ، لكن أنا أتكلم عن أناس عاديون ، العراقيين في بلدانهم لا يستقبلهم فنان عادي مثل ما نحن نستقبلهم … لماذا ، نحن نتعجب بزيارة هؤلاء ، ما صفتهم وما تأثيرهم ، هل العراق مثلا لا يستحق ان يزوره احد لنتعجب بان يزورنا هؤلاء؟
ولماذا يتم توظيف شيء من حمايات الدولة او الأحزاب لمرافقتهم في جولات للمناطق الراقية والنظيفة فقط ببغداد ولكي لا يروا امثالها من المناطق المعدومة؟
هل هذا كله ليقولوا ان بغداد جميلة او ان هذا الزعيم جيد والآخر (كيوت).