23 نوفمبر، 2024 12:19 ص
Search
Close this search box.

تركيا تقطع المياه عن دجلة !! حقا ً عن اي مياه؟

تركيا تقطع المياه عن دجلة !! حقا ً عن اي مياه؟

الاٌسنة ام العذبة !!! اذا كانت العذبة فنحن من اساء اليها اولا ً عندما انفقنا مليارات دون ان يكلف قادتنا انفسهم -او لم يصل ادراكهم اصلا ً لمستوى- انشاء شبكات التصريف الصحي للمدن واعادة تدويرها بدل من القاءها المباشر بمياه النهر او انشاء مكابس تدوير النفايات. ولتوقفنا عن السماح بتدفق المياه الملوثة من محطات الكهرباء فطالما رأيت مياه الفرات تعلوها طبقة زيتية تعطي بعض الوان الطيف وهي تسير بخط طويل وعريض على امتداد النهر. اضف الى ذلك بقية المصانع والملوثات الطبية.

ولا ننسى الاهتمام البادي للعيان من قبلنا كمواطنين ومن قبل الدولة بضفاف النهر لاضفاء منظر جميل وموافق لمعايير البيئة , حيث قمنا بتحويل هذه الضفاف الى مكبات للنفايات لاستخلاص الجمال منها. وايضا ً لم تكلف السلطات نفسها ازالة ازهار الشر من الشواطئ ولا اصدار غرامات لمنع الناس من زرع ازهار ٍ غيرها.

دجلة والفرات خطين استمدا امتدادهما وجمالهما من دمج واختزال خطوط فرعية اخرى فخلقا امتدادين رئيسين للجمال. لكن الحال خلاف ذلك في العقل ,فحينما تختزل كل روافد الجمال لتتحد بمجرى رئيسي او مجريان فكل ما سيحصل هو القضاء على كل اوجه الجمال وتنوعاته وبالتالي خلق الفشل واللامبالاة تجاه كل شيء عدا خطوط الاهتمام الاساسية. فضيق الافق الحضاري والجمالي لدى سياسيينا لرفضهم كل روافد الجمال في الحياة مثل رفض الفن واهمال الارث المعماري لبغداد وعدم الاهتمام بالبيئة لم تؤدي الا الى ضياع كل اوجه الجمال في حياتنا وارجاء مدننا.

ضيق الافق الجمالي وتدني الوعي الحضاري لدى الشعب عموما ً والساسة باعتبارهم نتاج هذا الشعب وفشلهم بان يصبحوا نموذج لوعي متقدم ادى ليس الى تردي هائل بنوعية مياهنا العذبة بل ونقص ان لم يكن اختفاء التنوع البيئي فبعد انقراض الغزلان والصقور وتناقص اعداد الزرازير وصغر حجم ما تبقى من الحمام البري- الدلم- راينا اختفاء السلاحف الصغيرة وسلحفاة نهر الفرات المميزة – الرفش- حيث اردى بها تردي نوعية مياه الفرات وقتل الصيادين لها بعدم اطلاقها عند صيدها عرضا ً كدليل واضح على غياب الوعي البيئي الذي سيؤدي في النهاية الى اختفاء كل الكائنات في العراق بخلافنا نحن وابو بريص !!

اذن هكذا احتفينا بسبب وجود وادي الرافدين وخلق اسمه وسبب انتاج اهواره ونمط ثقافتنا احتفينا بتلويث نهريه وتحويلهما الى مكب والى ساقية كبيرة لقذارات المدن ومحطات توليد الكهرباء. لكن مع ذلك تبقى نافذة الامل مفتوحة دائما ً إذ نستطيع استثمار جفاف نهرينا سياحيا ً ودعائيا ً فننظم رالي دجلة والفرات ولنتخيل سيارات السباق وهي تمر قافزة فوق ارض النهر الجافة مسرعة تحت الجسور.

مؤكد ان هكذا سباق عالمي سيبعث الق دجلة والفرات مذكرا ً بتاريخ وعظمة خالقي جنة عدن ولا غرو انها ستكون مشاركة مميزة لكل سائقي الراليات ولن يفوتوها.

لكن – والف اه من هذه اللاكن التي تذكرنا دائما ً بوجوب تقديم شيء منا نحن المتوانون الكسالى – يتحتم لتحقيق ذلك ان نجاهد في سبيل اقناع الجارتين فنخبرهما اننا راضون ومكتفون بتحويلهما الى ما يشبه التين المجفف وضرورة التوقف عند هذا الحد وعدم تحويل دجلة والفرات الى مبزلين عملاقين من قبلهما طبعا ً بلا ان ننسى وجوب امتناعنا عن دورنا السلبي اولا ً بإلقاء نفاياتنا بهما والا لن ننجح بإقناعهم بإيقاف الضرر عند حد ٍ معين.

أووو… كم اسأم الاستعمال المفرط لكلمة علينا , مع ذلك علينا اولا ً ان نحب انهارنا حقا ً حب ليس عالطريقة العراقية بالتأكيد حتى يتسنى لنا بعدها ان نكون محقين بضجرنا وتألمنا ثم مقاومتنا وردنا .

اي يتوجب علينا ان نحب انفسنا لأنه من هكذا حب سيتفرع كل حب واهتمام اخر.

أحدث المقالات

أحدث المقالات