مع مرور الايام والسنين تتبدل احوال الشعوب والدول من حال الى اخر,وتتغير من خلالها احوال الدول من الازدهار الى الانحطاط بل وتطمس الحضارة بالكامل لبعض الشعوب نتيجة لظروف داخلية واخرى خارجية , والعكس صحيح ,اي ان كثير من الشعوب كانت تعيش في اتعس الضروف وكانت مثالاً في الفقر والحاجة والعوز الفكري والثقافي,واذا بها تنتفض وتصبح من الدول الرائدة في التقدم الحضاري بفضل قادتهم بل ان بعضها استطاع ان يصبح اكبر قوة في العالم كالولايات المتحدة الامريكية مثلاً بفضل قائد يدعى جورج واشنطن والذي استطاع جمع الولايات المنفصلة والمبعثرة في اتحاد واحد,بل واسس النظام الديمقراطي فيها حيث رفض تولي رئاسة الولايات المتحدة لاكثر من مرتين على الرغم من الضغط الشعبي ومن الكونغرس الامريكي ليؤسس لعرف سياسي جديد لاتزال تلتزم به دولتهم الحديثة الى الان.
وفي الجانب الاخر نرى دولاً كانت تعتبر من الدول الكبرى ان لم نقل انها الاعظم من ناحية كبر المساحة الجغرافية وعدد السكان والقوة العسكرية الهائلة التي كانت تمتلكها وهي ممثلة بالاتحاد السوفيتي السابق,فما هي الا ايام قليلة حتى تحول هذا الاتحاد العظيم الى اشلاء ممزقة ودويلات متفرقة لايكاد يعدو تأثيرها المحيط الاقليمي بعد ان كان العالم كله في قبضتها او على الاقل معظمه.
وبغض النظر عن الاسباب التي ادت الى تقدم دول وتأخر اخرى لكننا اردنا تسليط الضوء على دور القادة السياسيين في المجتمع وتأثيرهم على مجمل الاوضاع في البلدان التي ينتمون اليها كي يتم الاستفادة من تجارب الاخرين حتى لانقع في المطبات التي عانوا منها ونستفيد اقصى استفادة من الشواهد التأريخية والتي لاتزال موجودة الى الان وخصوصاً ان العراق يمتلك خصائص تجعله مختلف عن محيطه العربي والاقليمي.
فهو البلد الوحيد في العالم العربي ذات الاغلبية الشيعية الواضحة فيه, وهو البلد العربي الوحيد الذي يمتلك ديمقراطية حقيقية في الوقت الراهن , وهوالبلد العربي الوحيد الذي شذ من التطبيع مع اسرائيل وو…الخ.
ان هذا العرض البسيط للاختلافات السياسية والمجتمعية بين العراق ومحيطه العربي جعل من هذه الدول العدو الاول للشعب العراقي بشيعته وسنته, بعربه وكرده, لذلك تم تشكيل لوبي طائفي بغيض شاركت فيه قطر والسعودية وتركيا لأسقاط العملية السياسية الفتية في العراق, من خلال محاولة اثارة النعرات الطائفية والقومية بين ابناء البلد الواحد, حتى وصلت الحالة الى محاولة تقسيم العراق من خلال المطالبة باقليم الانبار في المنطقة الغربية,والادهى والامر هو ركوب بعض السياسيين الموجه كي تزداد اسهمه الانتخابية في ضل هذه الاجواء المشحونة,بل اصبح هؤلاء الساسة هم نجوم التلفاز فلاتوجد قناة فضائية لم تطبل لهم وهم يقرعون طبول الحرب الطائفية جهاراً نهاراً! بلا رادع اخلاقي او قانوني فيتهجمون على الحكومة ويصفونها بأبشع الالفاظ وهم جزءاً منها بل واصبحوا تابعين لمايسمى بعلماء الدين المتشددين او كما كان يسمون انفسهم سابقاً تنظيم القاعدة.
ان هؤلاء السياسيين الحثالى ان تحكموا في زمام الامر لاسامح الله فسيجرون البلاد الى مالاتحمد عقباه فنحن لسنا مثل غيرنا من الدول التي ترفع الراية البيضاء وتستسلم لهؤلاء الاقزام.
لذلك اقول ان وجود المرجعية الدينية وبعض السياسيين الشرفاء والذين يأتمرون بأمرها هم السبب الرئيسي وراء التهدئة وعدم الانجرار الى التخندقات الطائفية بصورة واضحة الا من قبل بعض الحثالات من السياسيين والتي وضحناها في ماسبق ولكن ان تم الاستمرار في هذا النهج من قبل ساسة المنطقة الغربية وتأليب الرأي العام هنا وهناك تحت شــــعار(جلوسي في سوق أبيع وأشتري… دليل على أن الأنام قرود) والمقصود يجب ان يكون حاكم العراق من المنطقة الغربية فقط وان يكون حصراً من اهل السنة عند ذلك سيجدون الجواب الكافي والدواء الشافي ((الا لعمر الله لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا و ذعافا ممقرا فهنالك يخسر المبطلون و يعرف التالون ما أسس الأولون فطيبوا عن أنفسكم نفسا و اطمأنوا للفتنة جأشا و أبشروا بسيف قاصل و هرج شامل و استبدال من الظالمين يدع فيئكم زهيدا و جمعكم حصيدا فيا خسرى لكم و أنى بكم و قد عميت عليكم أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون)).