الهجوم المسلح الذي استهدف موكب سيارة ( الستارك ) وخطف اربعة رجال من عائلة واحدة من مدينة الرمادي وترك النساء في الشارع العام في منطقة أنجابة في العظيم قرب سيطرة الصفرة في حدود محافظة ديالى خلال عودتهم من السليمانية بعد عطلة العيد المبارك , واختطاف عدد من المواطنين وقتلهم في محافظات الموصل وصلاح الدين وديالى والرطبة في الانبار وعلى المناطق الحدودية في المحافظات الغربية ديالى الموصل والانبار وصلاح الدين لم يأتي من فراغ أبداً .. بل كان وراء العمل الإجرامي الإرهابي اللعين جهات وكتل حزبية متعددة لا تريد لابناء تلك المحافظات وأهل ( المحافظات ) السنية خيراً والكثيرون في هذا ( العالم ) كانوا يعتقدون أن محنة مدن تلك ( المحافظات ) ستنتهي بمجرد خروج ( داعش ) من المدن .. وستتحول مدن المحافظات تلك إلى واحة من الرخاء تغري ملايين ( النازحين ) الذين يعيشون في خارج مدنهم بالعودة مع أسرهم للتمتع بمدنهم واستقرارها واحترام حقوق الإنسان ، ولكن ما حدث هو العكس تماما ، أرقام مرعبة للتعويضات خاصة للمسؤولين الكبار ، ومــــع ذلك لا تخلو التحقــيقات والتقارير الإخبارية تتحدث عن سرقات البيوت والمحال التجارية ودوائر الدولة وعدم توفير الخدمات الأساسية في ظروف مناخية ملتهبة بل أن عائلات كثيرة تقف اليوم أمام مكاتب الرعاية الاجتماعية للحصول على إعانات النازحين والمشردين ، وقد بدا عليهم البؤس والفقر والعوز والمرض ، وهي إعانة لم تصرف لهم , لا نعتقد إن رجال حكومة ( ا العراق ) السمان وشيوخ الدين الأفاضل وشيوخ العشائر التي تنعم برفاهية ( في بغداد وكردستان ودول الجوار مع عوائلهم ) ومعظمهم اغرق في الوعود بالانحياز إلى الفقراء وتحويل الانبار إلى دبي ثانية !
ناهيك عن الأمن والأمان المفقودين ، سواء بسبب العصابات الإجرامية المسلحة أو القتل , االمحافظات المذكورة (اليوم ) تتعرض إلى اكبر عملية نهب وسرقة للدوائر الحكومية وبيوت المساكين المهجرين في التاريخ الحديث ، ومن قبل بعض اللصوص الذين عادوا إليها بعد تحرير البعض من مدنها , وتكفي الإشارة إلى ما ذكره برنامج وكشف بالأرقام والوثائق الرسمية عن سرقة الممتلكات العامة ودور المواطنين ، واثبت إن الانبار هو أكثر محافظات ( العراق ) فسادا في الوقت الراهن , إما آثار هذا الفساد فنراها واضحة في أبراج وودائع فلكية لعدد من شيوخ المال والجاه من ساسة وشيوخ دين وعشيرة في مدن كردستان العراق و دبي وعمان ولبنان وغيرها ، وشقق ومنازل باذخة في لندن وباريس وبراغ وعواصم أوروبية أخرى ، وكأن هؤلاء أرادوا إن ينتقموا من الشعب الانباري بإفقاره وسرقة ثرواته , فالقانون غائب ، والشفافية معدومة ، وهل يعقل أن يحاسب اللصوص اللصوص ، وما هو أدهى وأمر أن أي شخص ينتقد هذا الوضع الفاسد الذي يجوع شعبا كريما عريقا أبيا ، يتهم فورا بأنه من إرهابي أو من مؤيدي ( النظام العراقي السابق ) من قبل أناس حولوا الأنبار كله إلى مقبرة جماعية , الشعب الانباري ( الآن ) يتعرض إلى اكبر خديعة في تاريخه عندما صدق هؤلاء الذين أتوا إليه بالخراب ، والدمار، والفساد ، والقتل ، تحت شعارات الديمقراطية والرخاء والأمان ليجد نفسه بعد ( 15 ) عام أكثر شعوب المنطقة بؤسا وحرمانا , فحكومة (الانبار ) لا تهتم بمواطنيها في الداخل أو في الخارج ، وينحصر اهتمامها في توظيف أقارب المسؤولين فيها ، والإغداق عليهم بالمنح وبدلات السفر، وتدفع رواتب عالية لعشرات الآلاف من المحسوبين عليها ، وإنما كموظفين كبار ، بدرجات ورتب عالية ، وامتيازات مالية ضخمة لا يحلم بنصفها أمثالهم , الشعب
( العراقي ) يجب إن يحاكم هؤلاء اللصوص ، وكل من أهدر ثرواته ، وأساء استخدام السلطة ، مثلما عليه إن يحاكم أيضا الذين ارتكبوا المجازر الجماعية الجديدة وبزوا كل من سبقوهم في التعذيب والقتل ، تحت حجج وذرائع مختلفة , فعندما يلجأ أطفال ( المحافظات السنية ) إلى التسول وبيع أكياس النايلون وإعمال أخرى لا أريد أن اذكرها لأنها تستفز مشاعر اهلي في كافة مدن ( تلك المحافظات ) في تقاطعات مدن كردستان العراق ، تحت حرارة شمس الصيف الحارقة ، بحثا عن لقمة خبز، فهذه ظاهرة لم يعرفها هذا البلد الكريم الشهم حتى في زمن الحصار الأمريكي الظالم الذي امتد لأكثر من ثلاثة عشر عاما ، ومن شاهد هؤلاء الأطفال وأسرهم فانه يدرك احد جوانب مأساة ( المحافظات السنية ) مع حكامه ومحتليه الجدد معا ..