سؤال كثيرا ما تردد بخاطري وللاجابة عنه لم اكن بحاجة للكثير من التفكير والتعمق بفهم الاحداث وما يجري حولي فكانت الاجابة “بالتأكيد لا” فلا يمكن ان تكون السياسة عبارة عن لعبة قذرة اهم مفاتيحها الكذب والخداع وعدم الالتزام بالموقف والكلمة كما يتدث الكثير من الناس لكنني في الوقت نفسه ووسط الخداع الكبير والكذب الكثير من قبل العديد من الساسة اليوم في العراق، سواء كانوا مسؤولي احزاب سياسية او مسؤولين تنفيذيين مرتبطين بالاحزاب، اجد صعوبة كبيرة وكبيرة جدا في اقناع الجمهور بان السياسة ليست لعبة الكذب والخداع وان ليس كل السياسيين هم فاسدين …..
فكيف لي ان اقنع جمهوري وقرائي بان الفساد ليس عبارة ملتصقة بكل سياسي ومسؤول وهنالك الكثير والكثير من الساسة والمسؤوليين في الدولة العراقية قدموا ويقدمون اروع دروس الالتزام والعمل من اجل خدمة الوطن والمواطن؟
كيف يمكن لي ان اقنع هذا الجمهور وهو يشاهد يوميا العديد من النماذج المتسلقة التي كانت قبل يوم لا تمتلك أي رصيد فكري او ثقافي او مالي نجدها اليوم تمتلك ارقى البيوت واحدث السيارات الفارهة وصيفها عبارة عن رحلات بين العواصم الاوربية؟
كيف يمكن لي ان اقنع هذا الجمهور وهو يرصد يوميا الكثير من الساسة امام شاشات التلفاز وهم يتهمون منافسيهم بالفساد والسرقة والاخر يرد ويقول لهم لست انا السارق الوحيد بينكم فجميعكم “حرامية”؟
كيف لي ان اقنع هذا الجمهور واساسا ان هنالك احزابا وسياسيون هم من يعملون على ترسيخ هذا المفهوم لدى الناس بان السياسة هي الكذب والخداع والسياسي لابد ان يكون فاسدا وسارقا وبالتالي يقدمون انفسهم للشارع على انهم اصدق الكاذبين واشرف “الحرامية”؟
فاصبحت عندما تريد ان تتحدث للناس عن ان هذا المسؤول او ذاك بانه فاسد بصورة لا تقبل الشك وانه يسرق المال العام بوضح النهار سرعان ما تجد البعض يرد عليك بسرعة فائقة بان الجميع سراق و “الحرامي الي تعرفه احسن من الحرامي الغريب” … ففي التأكيد ان المجتمع اليوم مقتنع لدرجة كبيرة للفكرة التي روج لها السياسيون الفاسدون بان الجميع سراق وهم افضل السراق بينهم.
بصراحة شديدة قد اجد صعوبة كبيرة في اقناع القارئ بان ليس كل الساسة هم فاسدين وليست كل الاحزاب الموجودة تعتمد لغة الكذب والمكر والخداع في خطابها للجمهور بسبب التداخلات التي ذكرتها سابقا، لكنني لا زلت الى الان مقتنع باجابتي بان السياسة ليست لعبة قذرة وان السياسيين ليس جميعهم فاسدين وانا على يقين بانه سيأتي اليوم الذي تقتنع عزيزي القارئ بما اقتنعت انا به ايضا.