17 نوفمبر، 2024 9:36 م
Search
Close this search box.

المنابر الحرة ودور القائمين عليها

المنابر الحرة ودور القائمين عليها

من الرائع ان يكون هناك منبرا حرا من اجل ان يتسنى للجميع ابداء ارائهم وطرح ما يجول في اذهانهم من رؤى وافكار تارة يدور محورها حول الكاتب نفسه وتارة حول قضية وظاهرة مناطقية او مجتمعية او اقليمية او دولية وعلى مختلف الصعد والتوجهات السياسية والاقتصادية او الرياضية او لمناقشة قضية فلسفية محددة .
ويتم تحديد قيمة الكاتب من خلال اختيار الموضوع واسلوب الطرح وقد قالها الحكماء (تكلموا تعرفوا) ولكن ان يفتح الباب على مصراعية امام كل من هب ودب وكل متصيد في الماء العكر وكل سباب وشتام فذلك الخطأ بعينه والهدم للاخر والتقويض للمنبر نفسه (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا) وقد قيل (لو سكت الجاهل ما اختلف الناس) فكم من كلمة نسفت حضارة واهلكت الحرث والنسل وجرت الويلات لسنين عجاف تجاوزت سني يوسف الصديق عليه السلام .
ومن اخطر الكلام ما كان في زمن قلق وارض مضطربة لا يقر لها قرار وفيها الناس عبيد الهوى وعقولهم في سبات وهنا ياتي دور ذوي الحجى ومن عركته الخطوب ونظر في عواقب الامور فالجم جاهلا وردع متجاوزا لا يبغي بجهله سوى فتنة شعواء ونارا عمياء لا تميز الغض من اليابس وبين الصغير والكبير وفي التاريخ اكثر من شاهد.
المنبر الحر شي رائع لكن له عيوب ومخاطر ومن اوسع المنابر الحرة في بلدنا هو منبر كتابات الذي اصبح ملاذا لمن لا يجد له قرطاسا ينشر ما يجود به فكره ولهذا الموقع رواد وقراء من مختلف الاعمار والمستويات والجنس ومن المؤكد ان لهذا المنبر روادا وقراء من منظمات او مؤسسات محلية او دولية او اجهزة امنية ومخابراتية بغية قياس توجهات الرأي العام العراقي او لغايات اخرى هم اعلم بها منا نحن البسطاء .
لكن ما يعاب على هذا الموقع مع شديد الاسف انه لا يمتلك سياسة اعلامية واضحة وانه ينشر الغث والسمين والجامع والمفرق والمتسامح والمتعصب ونحن في امس الحاجة لكم افواه من الطاعنين والقاذفين في هذه المرحلة بالذات كونها مرحلة خطرة من تاريخ العراق السياسي والمجتمعي وهي فترة يشهد فيها السلم الاهلي اضطرابات وقلق كبير فينبغي على القئمين على هذا الموقع ان ياخذوا دورهم في صياغة خطاب وحدوي بناء وتجنب الطعن القومي والمذهب والتسقيط للاخر وجرح مشاعر الاخرين والتجاوز على رموز الاخر وليكن ديدن كتبنا والقائمين على هذا المنبر (ولا تسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدوا بغير علم) وقوله تعالى (وجادلهم بالتي هي احسن).
في حذه الاسطر احب ان اتجرد من الدين والقومية سوى انسانيتي وحبي لوطني من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه دون تمييز بينهم وغايتي هي ان اصل الى مستوى انساني يستوعب الاخرين مهما كانت ديناتهم واعراقهم ومذاهبهم وهذه دعوة الى اخوتي القائمين على هذا الموقع من اجل ان ياخذوا دورهم الحقيقي في توحيد النوع الانساني من خلال عدم المساس بالدين والعرق والمذهب وتجنب تسقيط الاخرين باقلام المتعصبين الذين لم ينسى التاريخ ما فعل اخوانهم بتدمير دول وهدم حضارات  وابادة الحرث والنسل فرب كلمة احيت نفسا ورب كلمة افنت شعبا.

أحدث المقالات