في سلسلة مقالات لماء الذهب، وكتابات الظل الآخر، وكلام شعري:
انا اكتب ، اذن انا كلكامش( مقولة الكاتب) ()
من فضل ربي ما أقول واكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ!( بيت الكاتب من قصيدة سابقة)
اصعب البراهين، البرهان على الجهالة( مقولة الكاتب)
الخلطة العربية عجيبة في تركيبتها ، وائتلاف عناصرها ، ففي المشهد العراقي نشهد خلطة معقدة ، اذا توغلت في متناقضاتها ومتناثراتها ومتلاطماتها ومتماوجاتها ، ومتناكفاتها ومتشاجراتها وو00 الخ ، فإنك حينها لاتعرف رأسك من قدميك!
وفي سوريا ، خلطة أخرى ، من نوع آخر ، ومن ملابسات أخرى ، اذا تذوقت شيئا تجريبيا منها نقلوك حالا إلى المستشفى الذي ربما لايلحق لإسعافك منها ، خلطة لها مخلب مزدوج يأكل مرة من جرف العرب ، ومرة من جرف سوريا !
وفي اليمن خلطة مأساوية اخرى ، قدمها العشاب السياسي علها تنفع في علاج الجرح اليمني ،لكنها نفخت به ، فاتسعت فقاعة بطنه، وظل حائرا بأمره فهاهو الجرح اليمني يتسع لإلتهام البحر ومن حوله من غير نتيجة تذكر ، والخلطة في اليمن انقلبت على الطبيب والمريض معا ، وظل الطبيب او المتشبث الآخر يحركها بعود من نار ، كي لاتصله !
وفي ليبيا خلطة عشاب سياسي آخر ، نتيجتها وضحيتها الشعب الليبي ، الذي خسر آنه ومستقبله ، وظل يلهث وراء زعيم منقذ عله يعود يوما ، فينقذ البلاد من ضياعها المريب!
وفي لبنا خلطة أخرى ، لكنها أهون من غيرها ، واقرب من العشاب إلى المريض ، واقرب للعقل والصلح والتصالح!
وفي فلسطين خلطة عشاب ، تضاعفت مرارتها ، هي اشهر خلطة عشب عربي بائس ، فقد تناول منها كل عرابي ومتخصصي الشرق الاوسط ابتداء من كسنجر ، وانتهاء ببايدن ، فلم يزدادوا منها سوى( داء وهرما وربما لعنة واحباطا)، وظلت هي تزيد من صناديق الداء العربي المتفاقم!
واذا ماجمعت خلطات مآسيك العربية عشبيا ، فإنك ستصبح ( اكبر فتاح باشا) للخلطات اللاعشبية اللاعلاجية في المنطقة ، وستكون رجل أعمال عشبي مميز ، ولكنك اذا اردت ان تصدر منها شيئا ، لاتجد أحدا يشتري منك سوى الصومال ، وربما الواق واق!
ويبدو ان بعضا من العشاب السياسي العربي ، لايعرف كيف يواجه الخلطة بالخلطة ، فخلطت الحل تختلف تماما عن خلطة المشكل ، وخلطة أمريكا دائما تصب في إحداث الأورام والسرطانات والخباثات ، خلطة الحل لايمكن الحصول عليها من بعض هؤلاء العشابين المحليين والإقليميين والدوليين ، مع احترامنا لجهود المخلصين منهم ، وإنما تكمن خلطة العشاب الأصلية في النفوس ، وفي الإرادات ، وفي الرجوع الى طاعة الله تعالى ورسوله ، فلو قدرنا الفجوة بين التبسيط والتعقيد في هذه المسألة ، لوجدناها انهاتقدر بنفس المسافة في الابتعاد عن طاعة حكم الله تعالى ورسوله ص! ، وكذلك ابتعادنا عن حبنا الحقيقي وإخلاصنا لوطننا وإنساننا ، المعجون معنا في ملح تربتنا بغض النظر عن دينه وقوميته وطائفته، فوقعنا في خلطة العشاب الأمريكي، الذي انتقم منا شر انتقام ، وما زلنا عالقين نتمسح ذقنه الكاشح عله يجود علينا بحل ، فما هو بفاعل ، ولا نحن بتاركيه!