في سلسلة عبقريات كتابية:
انا اكتب، اذن انا كلكامش( مقولة الكاتب) ()
من فضل ربي ، مااقول واكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ( بيت الكاتب)
الأقلام طرائق قددا( مقولة الكاتب)
من يتابع قصة نهاية الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله تعالى !، التي يقدمها الأستاذ الإعلامي الفاضل د- حميد عبد الله ، يصاب بالذهول ، أمام تفاصيل مرعبة ، حول كيفية سقوط هذا النجم وهذا العملاق من سماء العراق المدوية ، وكيفية الخذلان الذي دار حوله ، فأسلمه في النهاية الى الانقلابيين ، الذين خدعوه في أنهم سوف يؤمنونه ويسفرونه ، ثم خدعوه ، فغدروا به وقتلوه شر قتلة ، على عكس التسامح والعفوية والرحمة التي كان الزعيم يتميز بها حتى مع الذين حاولوا الانقلاب عليه ، والغدر به ، فأعلن أكثر من مرة شعاره المعروف : قوله تعالى : ” عفا الله عما سلف”00 أطيح بالزعيم في ظروف غامضة ، تخلى عنه كثير من بطانته ، ومريدي مصلحته ، ونصره القليل منهم ، وملأت جموع البسطاء الشوارع تأييدا له وحماسا ، وحبا وترحيبا ، لكن دربة الانقلابيين في الوصول اليه كانت أكثر شيطنة ومهارة من حب الجماهير له وتطويقه بقلوبها00 قتل الزعيم الأوحد في شهر رمضان ! وهو من الأشهر الحرم التي حرم الله تعالى فيها سفك الدماء وإراقتها ، فكان الدم عند الانقلابيين ، أهم من كل مااراده الله تعالى وقاله ! ثم لماذا هذه القسوة والغدر عندهم ؟ يقولون شيئا ، ويفعلون شيئا مغايرا ، يؤمنون من ينقلبون عليه ، ثم يسفكون دمه بدم بارد!
انطوت صفحة الزعيم ، وفيها من تفاصيل المروءة والغدر ، والخذلان ، والحرقة والألم ، وبكاء الأحرار المختنق ، والتآمر الدموي الذي أوصل العراق إلى ماوصل إليه اليوم الكثير الكثير00
ذهب الزعيم ولم يكن في جيبه (درهما واحدا) ، ولم يدون اسمه في بنك ، ولا في عقار ، ولكنه كان مدونا في هتافات الفقراء00 ذهب الزعيم ، فأذاعوا بيان اختطافه وقتله ، قبل ان يختطف ويقتل حقيقة ، لأنهم سطوا على مقر إذاعته ، فأعجلوا ببيانه قبل بيانه!
ذهب الزعيم الأوحد إلى دار حقه ، التى لم يؤرخها قبر يذكر ! لكن عبد الكريم قاسم الآخر ظل معلقا على قلوب محبيه الذين أحبوه من غير تدخل السياسة والرياء في حبهم له ، أقول من شعري:
كم ادري انك للخلود زعيمُ!
وقليلُ مثلك قاسمٌ وكريمُ! ()
ج
ج
ج
من بعد تاريخٍ كتبتُ قصيدتي
وحيُ القصيدةِ في مداك عظيمُ!
وها هو ذا القلم يكتب عنه ، مايراه مكتوبا في قلوب الناس ، فيروي قصة حب حقيقية ، قلم يكتب عنه برغم مرور كل هذه العقود والأزمنة الطائشة من زمن العراق ، فقد لقي قاتلوه مالقي هو وأكثر ، وذاقوا من كأس مرارة العراق ، ماذاق هو وأكثر ، برغم الفارق بين الاثنين ، لم أكن مولودا حينها لأروي التفاصيل ، لكن ( شهادات خاصة) ، جعلتنى اقرأ هذه القمة العسكرية والإنسانية وعلى لسان اللواء( شاكرمحمود العزاوي)، أقول: اقرأ هذه القمة التي لم يحترم لها توسيم ، ولم يعمل لها تمثال طيلة هذه العقود التي ظلت تبكي نهايته المأساوية ، وظلت هذه الأمنيات حسرة في قلوب محبي هذه الشخصية المحورية في ارث العراق وتحول تاريخه!، فصدم الجميع بمفاجأة الجميع! ولرب قائل يقول : ان قلمك لم ترد منه شجاعة الإنصاف حتى هذه الكلمة ، لأنك لم تنصف مقتل الملك( فيصل الثاني) من مقتل الزعيم على نظرية كيفما 000تدين تدان ، فأقول: وما أدراك أن لايكون قتلة الملك هم ذاتهم قتلة الزعيم ، لعبوا هنا ولعبوا هناك!، ذهب الزعيم 00 ولم يقل وداعا أحبتي! ، وداعا ياشعبي ؛ لأننا في العراق حرام علينا وكثير علينا ، أن يقول لنا من نحبه و يحبنا وداعا حتى لوكانت هذه آخر كلمة نسمعها منه00 فسلام عليك ياعبد الكريم يوم عرفت ، ويوم غدرت ، ويوم سدل الستار على قبرك ومجدك ، فلم ترك أعيننا بسواد قلوب الحاقدين ، بعدما مضيت ، فلم تكن الأيام سوى عرجاء شوهاء!، لقد صرخ الحزن في قلب العراق منذ أنت وحتى اليوم!
21/ 6/ 2018/الثانية ليلا