17 نوفمبر، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

لبن اربيل وسمك مسكوف وتمر البصرة

لبن اربيل وسمك مسكوف وتمر البصرة

وحدة وتاريخ مشترك في اسبوع المحبة والمودة .
لم نعتاد في العراق الاّ  على تاريخ طويل مليء بالذكريات التي تجعل منه شعب موحد , بين لبن اربيل وسمك ميسان  وكبة الموصل وكباب الفلوجة ومسموطة الناصرية ودهين ابو علي وقيمر الحلة وبرتقال ديالى وتمر البصرة وشلب كربلاء وحنطة الديوانية ومسكوف ابو نؤاس , لم يفكر احدنا ان يستل سيفه على الاخر او يطعنه من الخاصرة , متقاربين متناسبين بين صداقات وعلاقات عائلية يندر مثيلها في العالم  من عادات وتقاليد اتسمت بالكرم والضيافة  والتزاور واقامة الولائم والمناسبات المشتركة , قد يصور لشعوب اخرى ان لا احد منا يأكل في اناء الأخر ولا يسلم عليه , وأثار استغرابي بالامس ان احد الاخوة من مصر كلمني بالدردشة  ويسألني من هم الشيعة وكيف يكونون ومن هم السنة والاكراد ,, اضحكني كثيراّ وقلت له انهم بشر عاديون مثل بقية البشر وتفاجأ حينما اخبرته اني شيعي وابن عمي متزوج من سنية واخته متزوجة من كردي , استغرب قال وكيف أليس هذا حرام ؟!, وبالحقيقة ربما اعطيه بعض العذر لما يصور له الاعلام واعتقاده انها اديان مختلفة  ولا يعرف ان لي اقارب لي في السليمانية واعمامي في الناصرية ولي اقارب في الموصل , ولا يعرف اننا نذهب لزيارة الامام الحسين (ع) معناّ ونحتفل بميلاد الرسول الكريم (ًص) في كل البيوت , ومثل هكذا افكار جعلتنا اطراف مختلفة ولكن ليست متخالفة غايتها التعايش السلمي في بلد متعدد الاثنيات والقوميات يتكامل بأطيافه كتركيبة الدواء التي لا تعطي مفعولها حينما يغيب احد التراكيب وقد يعطي المفعول العكسي الضار , ومن الخطأ ان نقول او يقول رجل مسؤول ان قوى خارجية هي من يحرك هذا او ذاك وهذا يعني اتهام مبيت واشعار ذلك الطرف بقلة الوطنية والعمالة او يدل على عدم الأبوية في الحكم او شكل بعضنا ببعض وعدم قدرتنا على احتواء ابناء شعبنا لنجعل من الخارج هو من يحتضنهم ليمرر اجنداته الشريرة المريضة , والازمة اليوم وصلت الى حد معقد تتكاثر وتتوسع بفعل معالجة الازمة بأزمة اكبر لتذهب  بنا الى ازمة مفتوحة نجهل نتائجها , واليوم في اسبوع المودة ومن منطلق الرسول الاكرم وسيد الاخلاق والكرم والتسامح والسلام , الازمة تحتاج للحلول الجذرية الجدية بسرعة دون تأخير او تقطير للحلول والاستماع لأصوات المطالبين بل قراءة ما في القلوب وماذا ينقص صلاح الدين وما تحتاج السماوة ونبحث عن المحتاجين في القرى واوساط المدن , وليس من العيب ان يقف المسؤولين ويراجعوا افعالهم ويتوقفوا عند الاخطاء لعلاجها من الجذور , فقد اخذت منا الحروب العشوائية الكثير ولا تزال دمائنا تسيل في الشوارع والجوامع والاسواق  ولا مجال لذكر اسم الحروب وان تعاد في التصريحات الاعلامية لعواقبها الكبيرة ومسؤوليتها امام الله والقانون والانسانية والوطن , ونحن نقف على اعتاب الرسول العظيم وسيد الكائنات والمرسلين ورسول المحبة والسلام لنستنهض منه الهمم للعمل بروح الفريق الواحد وفق المتبنيات السلمية لأسعاف المواطنين بثورة من الخدمة وثورة للمزارعين والصناعين والعاطلين والفقراء وايجاد فرص عمل وتشغيل كل الطاقات والكفاءات ومزج انفاس الشمال بالغرب والوسط والجنوب لأجل بناء صرح العراق الذي يحتضن الجميع , بحاجة الى الألتفات للمحرومين والمظلومين وبحاجة لوقفة واحدة ضد الارهاب وقوى التقسيم والفساد والمصالح الشخصية ,,

أحدث المقالات