أثار التحالف الذي عقد أخيرا بين قائمة سائرون بزعامة السيد مقتدى الصدر وقائمة الفتح بزعامة السيد هادي العامري أثار جدلا كبيرا وواسعا ليس بين أتباع وأنصار الزعيمين السياسيين فحسب بل في الأوساط السياسية المحلية والعربية والأقليمية والدولية وكل المتابعين للشأن العراقي منذ عام 2003 ولحد الآن، وحتى بين أوساط عامة الشعب وبسطائهم!. ومرد ذلك الجدل والأستغراب عن ذلك التحالف، هو أن السيد مقتدى الصدر وبعد ظهور نتائج الأنتخابات صرح ولأكثر من مرة رفضه لقائمة السيد هادي العامري بكل تفاصيلها وشخوصها وكان قد وصفها بأوصاف قاسية لا تليق، وأنها تعمل بأملاءات خارجية وما الى ذلك من كلام!. لا أتي بجديد أن عدت القول بأن السياسة تحركها في الأول والآخر المصالح وأكرر المقولة المعروفة سياسيا بأنه لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل هناك مصالح دائمة. ولا ندري ما هي الأسباب التي دفعت السيد مقتدى الصدر ان ينسى أو يتناسى ما قاله على قائمة الفتح من قبل؟!، فهل عاد الى تقلباته ومزاجياته وعدم ثباته على موقف كما هو معروف عنه؟ أم مصلحة الوطن هي التي دفعته الى ذلك؟أم هناك أسباب أخرى دعته الى التحالف مع قائمة الفتح يحتفظ بها السيد ولا يريد البوح بها؟! بعيدا عن كل ذلك كل الذي نعتقده ونتمناه وندعوه من الله عز وعلا أن هذا التحالف فيه الخير ومصلحة الوطن والشعب بأذن الله. من جانب آخر لم يعد خافيا على أحد بأن المشهد العراقي عامة والسياسي على وجد التحديد تتجاذبه ومنذ عام 2003 ولحد الآن مصالح لأطراف وقوى خارجية دولية وأقليمية وعربية، واللاعب القوي والأكبر في المشهد العراقي برمته هما أيران وأمريكا. أن عالم السياسية بقدر ما هو عالم المصالح فهو أيضا عالم الأسرار والألغاز والطلاسم!، كما وأن كل شيء ممكن في عالم السياسة ألا أن تكون صادقا ومبدئيا مع الطرف الآخر فهذا هو غير الممكن والمستحيل!.وبعيدا عن لغة العداوات والتحديات والتهديدات والمصالح بين طهران وواشنطن على الساحة العراقية تحديدا بأعتبارهم هم اللاعبين الكبار والأساسيين فيها، بودي هنا أن أوجه رسالة لهما وهي تعبير عن لسان عموم الشعب العراقي المهزوم والمنكسر الأرادة، بأن نرجوكم بأسم الله وبأسم الأنسانية وبأسم كل الرسل والأنبياء وكل الكتب السماوية كفاكم صراعا على أرضنا ، كفاكم أن تجعلوا من العراق وشعبه وقودا لصراعاتكم وخلافاتكم، خذوا ما شئتم لكم أن تأخذوا من العراق والذي لم يبق فيه غير أطلال دولة سرقها ونهبها وخربها ودمرها أهلها وناسها قبل أن يدوسها المحتل الأمريكي، أقول خذوا ما شئتم فخير هذه الأرض لغير أهلها دائما منذ من أقام الله هذه الأرض!، كما أننا كشعب لا نريد أن نعرف تفاصيل هذه اللعبة السياسية بالعراق والتي بدأت منذ عام 2003 والتي لا أراها ستنتهي حتى في القريب العاجل!، فأننا مللنا كل شيء وكرهنا الحياة وضعف الأيمان وأهتز لدى الكثير من العراقيين بسبب ما جرى ويجري منذ (15) عام ولحد الآن، حتى أصبحوا قاب قوسين وأقرب الى الكفر!!، ألم يقل الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري (رض) (( أذا ذهب الفقر الى بلد قال له الكفر خذني معك))، وما أدل على ذلك الفقر من أناس كثيرين صاروا يعيشون على بقايا الفضلات في الحاويات والمزابل!. أقول أن كنا لا نأمل خيرا بأمريكا فهي عدوة الشعوب والأنسانية وهي الشيطان الأكبر بحق وهي التي حطمت العراق منذ أن قضت على نظامه الوطني بزعامة الشهيد البطل عبد الكريم قاسم عام 1963، وأكملت تدميره في عام 2003 ولحد الآن. أقول أذا كنا لا نثق بهم ولا أمل لنا بهم، فأملنا كبير بالجارة أيران الأسلامية لما يربطنا بها من عمق ديني ومذهبي وحتى صلات أجتماعية وأسرية!، فأملنا أن تنظر الى العراق بروح الأنسانية والحب الحقيقي وأن تدافع عن مصالحه كما دافعت عن أمنه. وفي سياق كلامي هذا لا بد أن أذكر ما قاله السياسي المستقل المعروف غالب الشابندر من على أحدى الفضائيات وهو يخاطب الزعيم الأيراني الكبير آية الله علي خامنئي (( أقبل جبينك الوضاء أن تجعل بغداد مثل طهران وأن تجعل من الشباب العراقي أن يكونوا مثل الشباب الأيراني!)). نعود الى صلب الموضوع، أن المواطن العراقي ضاق ذرعا بالحياة وبالعيش بالعراق وكره ونقم وكفر بكل شيء، ولم تعد تهمه أية تفاصيل ولا يريد أن يعرف لماذا تخاصمتم ولماذا تصالحتم ولماذا تحالفت هذه القائمة مع تلك بعد أن كانوا أعداء متنافرين، ولا يهمنا لماذا أنفرط تحالف تلك القائمة ولماذا تفرقوا بعد أن كانوا أصدقاء!، لأننا نعرف بأن هذه هي السياسة وهذه هي لعيتها وأنتم لا عبيها. كل الذي نريده من تحالفكم القوي أن شاء الله هو أن تقدموا للعراق وشعبه الخدمات الأساسية (الكهرباء والماء) لكي تستمر الحياة والى أن يقضي الله عز وعلا أمره، فلا نريد منكم أعمار ولا بناء ولا ولا ولا فقد تنازلنا لكم عن أي شيء وعن كل شيء بل دعونا نعيش بسلام وبشيء من الأمان. وليبارك الله بكم وبتحالفكم ويسدد خطاكم ويعطيكم بقدر ما تتمنون للعراق وشعبه. والله من وراء القصد.